الذكرى الرابعة لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
يحتفل الاردنيون غدا الاثنين التاسع من حزيران بالذكرى الرابعة لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على عرش المملكة الاردنية الهاشمية وهم يواصلون مسيرة الخير والبناء بكل مشاعر الفخر والولاء لعميد آل البيت وحامل الراية الهاشمية خير خلف لخير سلف.
ومنذ تسلم جلالته لسلطاته الدستورية في السابع من شباط 1999 وهو يعمل ليبقى الاردن صرحا للتقدم والعلم والازدهار.. الاردن الذي يحترم حقوق الانسان ويؤكد على اهمية المسيرة الديمقراطية... اردن حديث يستمد قوته من تقليد عريق يحترم التميز.. ويستقي من موروث هاشمي جذوره الاسلام وهويته العروبة.
اردن كبير بافكاره وطموحاته بقيادته وشعبه... اردن عبدالله الثاني حيث التمازج الفريد بين انجاز الماضي والبناء عليه وحيث التكامل بين الاصالة والمعاصرة وحيث الدراية الواثقة للانتقال السلس من عصر الى عصر.. لتمضي مسيرة الاصلاح والتحديث والديمقراطية التي تتجلى بابهى صورها من خلال الانتخابات التي ستجري في السابع عشر من الشهر الجاري.
لقد شكلت السنوات الاربع الماضية مرحلة هامة في مسيرة الاردن الذي نذر جلالة الملك عبدالله الثاني نفسه لخدمته وتحقيق الغد المشرق لشبابه وشاباته والعمل من اجل تحسين معيشتهم وتطوير قدراتهم.
ويقود جلالته اصلاحات اقتصادية وسياسية وتشريعية لتمكين الاردن من مواجهة تحديات عصر جديد ولتوفير فرص التميز والابداع للاردنيين وتأمين فرص جديدة وشراكة وطنية تتكامل فيها جهود القطاعين العام والخاص للبدء في انطلاقة اقتصادية ترفع الدخل وتوجد فرص العمل وتحقق مبدأ التكافؤ وعدالة التوزيع وتهدف الى تحسين مستوى معيشة الاردنيين.
ويحمل جلالته طموحات شعبه الى العالم يلتقي القادة ويشارك في المنتديات الاقتصادية والسياسية الفاعلة، يحكي قصة الاردن وحجم انجازاته واماله... فتتخذ القرارات التي تساعد على نهضة الاقتصاد الاردني ونجح الاردن في توقيع الاتفاقيات الاقتصادية لتنشيط الاستثمار ويصبح الاردن عضوا في منظمة التجارة الحرة ويوقع اتفاقيات تجارة حرة مع الدول العربية واتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي واتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة تفتح امام صادرات الاردن اكبر سوق في العالم.
ويختط الاردن سياسة الاعتدال والوسطية، ويعمل على تشجيع الحوار بين الشرق والغرب خاصة لامتلاكه قدرات قيادية من شأنها مساعدة التقارب بين شعوب العالم وتشجيع الحوار ودعم السلام واعتماد الخطاب الواضح فكان الاردن محط انظار رجال الاقتصاد والاعمال العرب والاجانب الذين اكدوا حرصهم واعتزازهم بان تحتضن العاصمة عمان بين ذراعيها اعمال المنتدى الاقتصادي
العالمي خلال الشهر الحالي في مؤتمر غير عادي نظرا للتطور الاقتصادي البارز الذي خطاه الاردن في السنوات الماضية ولتجربته الناجحة في اشراك القطاع الخاص في عملية التنمية.
يؤكد جلالة الملك عبدالله بن الحسين على تعزيز الانتاجية وعلى كفاءة الاقتصاد الوطني من خلال ايجاد قطاعات اقتصادية واعدة ومحركة للنمو الاقتصادي فكانت توجيهاته باهمية بناء شراكة حقيقية بين القطاعين الخاص والعام يكون بموجبها القطاع الخاص هو المحرك والموجه الرئيس للنشاطات الاقتصادية وليلعب دوره الحيوي في بناء سياسات واستراتيجيات الاصلاح الاقتصادي بمختلف جوانبه المالية والاقتصادية والتشريعية والقضائية والتعليمية وغيرها.
وكان للاهتمام الذي يوليه جلالته في تطوير الاقتصاد الاردني وتعزيز انتاجية الفرد وتحصينه بالمعرفة والمهارات التدريبية نتائج واضحة للعيان بدت من خلال ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي التي وصلت 3ر5 بالمائة للعام الماضي 2002، وزيادة الصادرات وانخفاض حجم المديونية.
لقد ساهمت سياسة التحديث والتطوير التي قادها جلالة الملك في مختلف القطاعات الاقتصادية اضافة الى تعميق علاقات الاردن مع الدول العربية والاجنبية في تحقيق نتائج ايجابية انعكست على الاقتصاد الوطني.. فعلى صعيد المديونية كان لجولات جلالته في كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وكندا وروسيا واليابان والعديد من اقطار العالم الاخرى دور هام في تحسين وتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على التعامل مع اعباء الدين فازدادت ثقة النوادي الاقتصادية العالمية والدول الدائنة بالاردن
وقدموا التسهيلات التي كان الفضل لجلالة الملك عبدالله الثاني في تحقيقها مما انعكس ايجابا على المسيرة الاقتصادية الاردنية.
وبفضل رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ودعمه لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة فقد تهيأت السبل لمناخ استثماري جاذب لرؤوس الاموال في اطار توفر التشريعات السليمة التي تهيئ النجاح للاستثمار في كافة القطاعات الاقتصادية وقد ظهرت جلية من خلال مشاريع سياحية واقتصادية ضخمة بدأ العمل فيها خطوة خطوة تجاه مستقبل واعد سيؤدي الى دعم الاستقرار النقدي وبالتالي تحسن المؤشرات الاقتصادية وزيادة الاقبال على الاستثمار وزيادة الصادرات بالرغم من الظروف الاقليمية الصعبة حيث زادت صادرات الاردن خلال الربع الاول من العام الحالي بنسبة 7ر15.
ومنذ تولى جلالته قيادة المسيرة وهو يحرص من خلال توجيهاته السامية الى ايلاء عناية خاصة لتنمية الموارد البشرية ورفع سوية الخدمات الحكومية الاساسية والاسراع بتنفيذ المشروعات الوطنية الكبرى في المياه ومجالات الطاقة ومشاركة راس المال الوطني فيها واستكمال برنامج الخصخصة وتنفيذ برامج مكافحة الفقر وايجاد فرص عمل للحد من البطالة من خلال برامج تنمية
المحافظات ودعم المشاريع الصغيرة وفي هذا الاطار ننوه الى توجيهات جلالته لاعطاء المحافظين صلاحيات واسعة لتنفيذ البرامج التنموية.
ويحرص جلالة الملك عبدالله الثاني على التواصل مع ابناء شعبه الوفي في البوادي والارياف والمدن للتعرف عن كثب على ظروفهم المعيشية للعمل على تحسينها وزيادة مساهمتهم في نماء الوطن وتطوره ويحرص جلالته على النزول الى الميدان وتلمس احتياجات المواطنين ومعرفة اوضاعهم من خلال الزيارات المفاجئة للعديد من المؤسسات للاطلاع على واقعها... وكثيرا ما عمد جلالته الى زيارة تلك المواقع وغيرها من المؤسسات الرسمية متخفيا ليلطع بنفسه على واقع الحال دون أي تزييف او تزيين... واصبحت زيارات جلالته حديث كل الاردنيين تحفزهم على مواصلة عملهم باتقان واخلاص ويتعلمون منها معنى التواضع والاصرار على سرعة الانجاز واتقانه.
وحرص جلالته على ايلاء مختلف القضايا والتطلعات المرتبطة بمحافظات المملكة المختلفة اهمية كبيرة لتطويرها وتوسيعها بما ينسجم وطموحات الوطن والمواطنين في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية.
ويشارك جلالته في سبيل تنفيذ هذه الغاية اجتماعات مجلس الوزراء التي تعقد في المحافظات بين الحين والآخر حيث كان جلالته يبدي استعداده الكامل لبحث قضايا وهموم ابناء المحافظات ومعالجتها بالسرعة الممكنة بالتشاور معهم ومعرفة ارائهم واقتراحاتهم.
ويواصل قائد الوطن لقاءاته مع العشائر وتلمس مطالبهم واحتياجاتهم والاطمئنان على اوضاعهم في مضاربهم وبيوتهم وتجمعاتهم فاتحا معهم الحوار المباشر ومستمعا لمطالبهم وحاجاتهم وآمراً الحكومة بمعالجة قضاياهم وايجاد الحلول لمشاكلهم..
وتأتي مكرمة جلالته باعلان انشاء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية مؤخرا وتبرع جلالته بثلاثة ملايين دينار لدعم هذا الصندوق تخصص بالتساوي بين مناطق البادية الجنوبية والوسطى والشمالية لتوءكد على اهتمام جلالته بابناء الاسرة الاردنية وتلمس احتياجاتهم.
فمنذ تولي جلالته القيادة شكلت الحياة الديمقراطية محورا هاما وقاعدة اساسية في بناء الوطن وازدهاره.. والتي يرى جلالته انها منهج الحياة الامثل.
كما يؤكد جلالته انه ليس هناك حرية دون ضوابط قانونية واخلاقية وانها لا تكتمل الا بالتعددية السياسية.. ويدعو جلالته لتشكيل الاحزاب الوطنية الفاعلة والقليلة وتجنب الازدحام والى الانضمام اليها ما دامت هذه الاحزاب تستلهم روح الدستور وتلتزم بالقوانين المنبثقة عنه.
ونستذكر تاكيدات جلالته في كل مناسبة وخطاب ولقاء وزيارة على ضرورة تعزيز مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وحرية التعبير التي تشهد بها الشبكة الدولية لحقوق الانسان والى صون الوحدة الوطنية التي تعتبر من ركائز الوطن الاساسية.
ودعا جلالته الى فتح آفاق الحياة الديمقراطية وتنظيم الحياة السياسية من خلال مجموعة من الاجراءات والتشريعات التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بهدف زيادة مساحة الحوار وتهيئة المناخ المناسب للتنمية السياسية.
ويشدد جلالته على ان الانتخابات النيابية التي ستجري الشهر الجاري ستتم بشفافية عالية ونزاهة مطلقة داعيا جميع ابناء الشعب الاردني الى ممارسة حقهم في الانتخاب واختيار من يمكنه فهم الرؤية الوطنية وتسهم في دعم المسيرة مؤكدا على الحكومة باهمية اتخاذ جميع الترتيبات والاستعدادات الكاملة لهذا اليوم الوطني الكبير.
ولما كان ايمان جلالته دوما بان الانسان الاردني هو هدف التنمية واساسها فقد انصب حرص جلالته على اهمية الاستثمار بالانسان تعليما وتدريبا وتاهيلا بهدف اعداد جيل من الشباب القادر على التفكير والتحليل والابداع والتميز ومدرك لحقوقه وواجباته تجاه وطنه وامته وحريص على المشاركة في مختلف مراحل العمل والبناء.
وقد اولى جلالته رعاية خاصة للشباب والشابات وكان يوضح دائما ان الانسان المتعلم والمثقف والمبادر والكفوء هو صاحب الحظ الاوفر وهو القادر على التعامل مع معطيات العصر ومتطلباته وكانت مبادرة جلالته لانشاء المجلس الاعلى للشباب ليتولى باستقلالية الرعاية الثقافية والرياضية والاجتماعية لقطاع الشباب الذين يشكلون اكثر من 50 بالمائة من المجتمع.
ففي الملتقى الوطني الاول لشباب الاردن الذي عقد في شهر ايار الماضي اكد جلالته في كلمة توجيهية الى الطلاب المشاركين اهمية دور الشباب كسلاح قوي في بناء الاردن الحديث المتطور الذي نصبو جميعا الى تحقيقه والقائم على مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
كما دعا جلالته الى تقوية الجسور والتواصل بين الجيل الجديد من الشباب والحكومة والقطاع الخاص والمجتمع وبما يسهم في ترسيخ الشراكة الحقيقية بين مختلف القطاعات في المملكة.
وقد اولى جلالته قطاع التعليم العالي والبحث العلمي عناية واهمية خاصة لما له من اولوية في الاسراع بعملية الاصلاح والتحديث الذي يجري العمل عليها بشكل حثيث ولما تتطلبه المرحلة المقبلة من خريجين يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع مختلف التطورات التكنولوجية والتقنية متسلحين بقيم وسلوكيات العمل والانتاج والانجاز والتميز.
فكانت حوسبة التعليم والتركيز على مهارات اللغات الاجنبية وتطوير المناهج ونظم التعليم في مرحلة المدرسة مبادئ اساسية رسختها رؤية جلالته الرامية الى دعم ورعاية الشباب واكتشاف طاقاتهم وامكاناتهم واظهار قدراتهم على المنافسة والتميز ومعرفة ابداعاتهم التي سترسم ملامح المستقبل للوطن والاجيال القادمة.
كما سعى جلالته من خلال توجيهاته السامية الى معالجة مشكلتي الفقر والبطالة من خلال اتخاذ اجراءات تكفل توفير فرص عمل جديدة وتنظيم برامج تدريب وتنمية مهارات لفئة الشباب واحلال العمالة الوطنية مكان الوافدة قدر الامكان والاهتمام بالمشاريع الصغيرة المخصصة للمناطق الريفية من اجل زيادة دخل الاسرة الفقيرة.
وقد اخذت البرامج والخطط التنموية بعين الاعتبار ضرورة تفعيل دورة المرأة واستثمار قدراتها في كافة الميادين والمساهمة في عمليات البناء والتحديث.. فجاء تعديل قانون الانتخاب بما ينسجم ويسهم في تعزيز دور المرأة في تنمية الحياة السياسية من خلال تخصيص ستة مقاعد نيابية للمرأة تظهر مدى اهتمام جلالته في تفعيل دور المرأة كشريك فاعل في تحقيق التنمية ودفع المسيرة.
وقد اولى جلالته اهتماما بالغا في ان يتبوأ الاردن مركزا قياديا في مجال حقوق الانسان فقد تم انشاء مركز مستقل لحقوق الانسان في الاردن كما توجه جلالته نحو تأكيد العدالة الاجتماعية وتعزيز قيم التسامح والترابط والتكامل والعمل بروح الفريق الواحد ضمن روءية واضحة وتصور شامل.
وجاءت الرؤية الملكية للاعلام لتؤكد على اهمية استقلال مؤسسات الاعلام والنهوض بالاعلام الوطني من خلال عناية جلالته الخاصة لتعزيز الحريات الصحفية ودعم قطاع الاعلام حيث امر جلالته بضرورة العمل على استقلال مؤسسات الاعلام وادارتها برؤية وفلسفة جديدة لبناء نموذج اعلامي جديد يأخذ بعين الاعتبار روح العصر ويخدم اهداف الدولة الاردنية ويعبر عن ضمير الوطن وهويته ويعكس "الاردن اولا" وتطلعات ابنائه فجاء امر جلالته بتأسيس المجلس الاعلى للاعلام ليعمل على بلورة هذه الرؤية وترجمتها الى واقع ملموس.
كما عمل جلالته على دعم استقلال السلطة القضائية من خلال توجيهاته للحكومة للعمل على وضع التشريعات التي تعزز ذلك الاستقلال وصونه والاهتمام بتعيين القضاة الاكفياء لرفد القضاء واعانته على اداء مهمته الجليلة في تحقيق العدل بين الناس.
اما الجيش العربي الباسل حامي الوطن وحارس مكتسباته فكان نصيبه كبيرا من اهتمام جلالته من حيث الدعم والتجهيز والتسليح ورعاية منتسبيه خاصة وان هذا الجيش ينشر الراية الاردنية في بقاع التوتر في العالم يعزز الامن والسلام ويسهم في استقرار المجتمعات من خلال برامج هيئة الامم المتحدة.. ويولي جلالته جهاز الامن العام الاهتمام والدعم ليوءدي دوره في تحقيق الامن وسلامة المجتمع ويؤكد على دور الدفاع المدني ودعمه ليوءدي واجبه في اعمال الانقاذ والاخلاء وتقليل الخسائر اضافة لواجبه في التوعية والسلامة العامة.
ومنذ بداية عهد جلالته بدأت معظم وزارات ومؤسسات الدولة بالاعلان والعمل على نظام الحكومة الالكترونية لمواكبة تطورات وتحديات العولمة وتعهدت اللجنة الاقتصادية الاستشارية التي تشكلت بامر من جلالته بتكثيف جهودها لانجاز استراتيجية الحكومة الالكترونية التي سارعت اجهزة الدولة المختلفة بتنفيذ خططها الرامية الى حوسبة العمل في الجهاز الحكومي وادخال احدث الانظمة الالكترونية في تقديم خدماتها مستفيدين من حداثة وتطور اجهزة الاتصال المختلفة التي كان الاردن من اوائل دول المنطقة في ادخالها والاستفادة منها.
وعلى الصعيد العربي لم يكن الاردن يوما الا عربيا خالصا وكما كان في مقدمة سبع دول عربية المبادرة الى تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945م ويواصل الاردن دوره الحيوي في الجامعة وفي هيئاتها كما هو دوره في المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة. والاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يؤسس لرؤية جديدة للعمل العربي المشترك ويدعو لمأسسة العمل العربي المشترك من خلال دورية انعقاد القمة العربية.
وتشرفت عمان بالتقاء الاشقاء فيها في القمة الثالثة عشرة الدورية فكانت قمة هامة وضعت الاسس لمستقبل العمل العربي المشترك.. ويحرص الاردن على حضور القمم العربية وما ينبثق عنها من اجتماعات تهدف الى اللقاء العربي المشترك والتنسيق والتشاور.
وكان للقاء جلالته مع اشقائه قادة الدول العربية سواء من خلال الزيارات المتبادلة او من خلال مؤتمرات القمة العربية الاثر الاكبر في تقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤية العربية.
ولما كانت فلسطين تحمل دوما خصوصية واضحة نتيجة الروابط الوثيقة بين ضفتي النهر فقد كرس جلالته لقاءاته مع قادة دول العالم والقوى المؤثرة لحشد الدعم للقضية الفلسطينية والمطالبة بانهاء الاحتلال الإسرائيلي وحمل اسرائيل على القبول بأسس السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ودعم المبادرات التي تخدم السلام مثل مبادرة سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك مبادرة خارطة الطريق.
كما واصل جلالته جهوده لدفع المسيرة السلمية في الشرق الاوسط لتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
وقد اعلن جلالته في اكثر من مناسبة ان القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة وان السلام المنشود لن يتحقق دون تسوية هذه القضية تسوية عادلة. وجاءت مشاركة جلالته في قمة شرم الشيخ التي عقدت مطلع حزيران الحالي لتؤكد على موقف الاردن الداعم للقضية الفلسطينية ومساندته لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
كما مثلت استضافة جلالة الملك عبدالله الثاني لقمة العقبة التي عقدت في الرابع من حزيران الجاري اعترافا دوليا واقليميا بالجهود المستمرة والدؤوبة التي بذلها الاردن بقيادة جلالته من اجل دفع عملية السلام وايجاد تسوية عادلة ودائمة وشاملة للقضية الفلسطينية.. وكان لكلمة جلالة الملك عبدالله الثاني والجامعة في المؤتمر الاثر الذي كان واضحا من خلال تناول وسائل الاعلام لكلمة جلالته وتأكيده على وقف العنف والارهاب والدعوة لاقامة دولتين تعيشان بسلام الى جوار بعضهما.
وفي الشأن العراقي لم يتوان جلالته عن بذل كافة جهوده للحيلولة دون شن الحرب على العراق وبعد الحرب وبتوجيهات من جلالته بادر الاردن الى تقديم العون للشعب العراقي الشقيق لمساعدته في محنته.. فكان الاردن بوابة لعبور المساعدات الطبية والعينية التي امر جلالته بايصالها الى العراق بهدف مساعدته على تجاوز ظروفه الصعبة التي يمر بها داعيا جلالته المجتمع الدولي الى القيام بواجبه الانساني والاخلاقي في تقديم جميع اشكال الدعم اللازم وتم فتح مستشفى ميداني اردني جرى تعزيزه بآخر لتقديم الرعاية
الصحية المناسبة للشعب العراقي الشقيق.
وحظي الاردن منذ بداية عهد الملك عبدالله الثاني بعلاقات دولية مميزة وحضور لفت انظار العالم باجمعه في المحافل الدولية.
وينقل جلالته للعالم اجمع من خلال مشاركته المتوالية في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" صور النجاح الاقتصادي وقصة العمل والتصميم الاردني في التنمية السياسية والاقتصادية على حد سواء رغم صعوبات المرحلة التي تمر بها المنطقة... ففي كلمته الرئيسية امام المشاركين في منتدى دافوس الاقتصادي 2003 قال جلالته "لقد ادركنا في الاردن ان الانتظار حتى انتهاء نزاع دائر منذ اكثر من خمسين عاما قبل الولوج في عملية من الاصلاح السياسي والاقتصادي سيعرضنا للمزيد من
المخاطر."
ويقول جلالته ايضا "ان شعارنا هو "الاردن اولا" أي يجب ان يحتل بلدنا الاولوية الاولى ويجب ان يكون اول من يعمل من اجل السلام والازدهار دون انتظار تحرك الاخرين."
ويؤكد جلالته على ما تم تحقيقه في مجال تحرير الاقتصاد والاهم من ذلك الاستثمار بكثافة في تطوير اعظم الثروات الوطنية "شعبنا" اذ انه في عالم الاقتصاد المعرفي تكون الموارد البشرية هي الميزة الحقيقة التي ستحافظ على استمرارية التوجه الاقتصادي وستصبح هذه القدرات هي المصدر الذي يستقي الاردن منه مستقبله والاساس لشرق اوسط جديد.
وعكست المباحثات التي اجراها جلالته مع قادة ورؤساء دول العالم رؤية جلالته وتطلعاته نحو تذليل الصعوبات والعراقيل التي تواجه تقدم الشعوب وزيادة اواصر التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية كما شكلت زيارات جلالته الى العديد من دول العالم محطة هامة في تاريخ العلاقات القائمة والمتنامية بين الاردن ودول العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
اربع سنوات من الانجاز والتحديث والتطوير شملت مناحي الحياة الاردنية وركزت على الانسان محور التنمية ومدار اهتمامها والتوجه نحو تحقيق الحياة الكريمة للمواطن اينما تواجد في ارضه الاردنية والاهتمام في اظهار وجه الاردن الحضاري الانساني الذي يتفاعل مع القضايا العالمية ويؤدي دورا واضحا انطلاقا من مركزه الذي اكتسبه بفضل سياسة الاعتدال والتوازن.. فكان دور الاردن مطلوبا دائما في تحقيق التسويات العادلة لمشاكل المنطقة والاسهام في تخفيف معاناة الشعوب.
اربع سنوات هي انجاز وبناء فوق بناء يستمر والعهد يتجدد ويتأكد للعرش الهاشمي والذي كل يوم فيه هو انجاز وعهد ومحبة.. فكل عام وجلالة مليكنا المفدى بالف خير.. وكل عام وانت والوطن بالف بخير.. وكل عام هو انجاز يتحقق وتقدم جديد من اجل الحياة الكريمة في وطن الخير والفضيلة.