الزاوية الإعلامية
بدأت اليوم في مسجد قبة الصخرة المشرفة بالقدس الشريف عملية تركيب السجاد الجديد الذي أمر جلالة الملك عبد ﷲ الثاني بتجديده لما لهذا المكان المقدس من مكانة كبيرة لدى الهاشميين والمسلمين في كل مكان.
وتأتي هذه المبادرة تجسيدا لاهتمام الهاشميين ورعايتهم الموصولة للمقدسات الإسلامية في مدينة القدس منذ عام 1924.
وقد تم اختيار السجاد الجديد لمسجد قبة الصخرة بمساحة تصل الى 2000 متر مربع بعناية فائقة من حيث اللون والمواصفات تتلاءم مع طبيعة وقدسية المسجد.
وكان جلالة الملك أعلن خلال زيارتة الاسبوع الماضي لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عن بناء مئذنة خامسة للمسجد الأقصى المبارك وتنفيذ احتياجات المسجد من الصيانة اللازمة وتجديد فرش مسجد قبة الصخرة المشرفة.
كما أعلن جلالته خلال تلك الزيارة عن إنشاء صندوق خاص ووقف يعنى بالمقدسات ويساعد على تلبية هذه الاحتياجات ويضمن استمرارية صيانة وحماية وإعمار المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.
وتبلغ قيمة هذه المشاريع والاحتياجات التشغيلية للمسجد الاقصى بما في ذلك إنشاء المئذنة الخامسة وتجديد فرش قبة الصخرة نحو خمسة ملايين دينار سنويا.
واعتبر وزير الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح أن مبادرة جلالة الملك عبد ﷲ الثاني بتجديد سجاد مسجد قبة الصخرة المشرفة تؤكد حرص جلالته ومتابعته الحثيثة لكل ما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس الشريف والحفاظ عليها.
وثمن ما خص به الهاشميون مسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة من رعاية موصولة على امتداد الحقب والعقود الماضية. وقال " إن العطاء متواصل من لدن جلالته الذي تعلق فؤاده بمعراج جده الأعظم محمد صلوات ﷲ وسلامه عليه وورث حبه ورعايته كابرا عن كابر".
يشار إلى أن الأعمار الهاشمي للأماكن الإسلامية تواصل منذ عام 1924 حينما تبرع الشريف حسين بن علي طيب ﷲ ثراه، بمبلغ "50" ألف ليرة ذهبية شكلت الأساس لأعمار المسجد الأقصى وعدد أخر من مساجد فلسطين.
وكان المغفور له بإذن ﷲ جلالة الملك المؤسس عبد ﷲ بن الحسين هو الذي أطلق الدعوة لترميم محراب زكريا وإعادة ترميم المباني المحيطة والتي عانت من أضرار هيكلية خلال حرب عام 1948.
وفي عهد المغفور له بإذن ﷲ جلالة الملك الحسين بن طلال طيب ﷲ ثراه، عملت الحكومة الأردنية عام 1952على ترميم قبة الصخرة المشرفة وفي العام 1959 بدأ الترميم الثاني للقبة الذي انتهى عام 1964 وفي عام 1969 وبعد تعرض منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك لأضرار كبيرة، حيث جرى إعادة ترميمه.
وفي أواخر عقد الثمانينات الماضي، أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال توجيهاته بتصفيح قبة الصخرة المشرفة بحوالي "5000" قطعة ذهبية، وإعادة بناء دعامات السطح وتصليح البنية الأساسية للمبنى وتم توجيه اهتمام خاص لترميم منبر صلاح الدين، واختيار المواد التي تشبه المواد التي استعملت في بناء المنبر الأصلي قبل تعرضه للحريق.
وبرعاية ومتابعة حثيثة من جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الذي وضع في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 2002، اللوحة الزخرفية الأساس للمنبر، جرى إعادة بناء هذا المنبر في جامعة البلقاء التطبيقية من خلال كلية الفنون الإسلامية التي قامت بفضل خبرات وقدرات وطاقات أساتذتها والعاملين فيها من تنفيذ هذا العمل ليأتي مطابقا للمنبر الأصلي بكافة تفاصيله.
وفي الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي أزاح جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في جامعة البلقاء التطبيقية الستار عن منبر صلاح الدين مؤذنا بذلك ببدء عملية إعادة المنبر إلى المسجد الأقصى ومجسدا حرص الهاشميين على أعمار وبناء المقدسات الاسلاميه.