الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في التحرك والتضامن الفاعل لحماية مستقبل البشرية من خلال حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ وصيانة الغلاف الجوي للأرض.
وأكد جلالته في كلمة ألقاها اليوم الخميس مندوبا عن جلالته سمو الأمير حمزة بن الحسين رئيس الوفد الأردني المشارك في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المنعقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن دعم الاردن لجميع الجهود الدولية للوصول إلى اتفاقيةٍ مناخية عادلةٍ ومنصفةٍ وفعالة. مشددا جلالته "سنكون شركاء فاعلين في تنفيذ التوصيات والاتفاقيات التي يجمع عليها المجتمع الدولي".
ولفت جلالة الملك إلى إن التكيف مع آثار تغير المناخ، يتطلب تخصيص موارد ماليةٍ إضافية تتحملها الدول الصـناعية معربا عن الأمل في أن تكون قدرة صندوق التكيف وفعاليته في المستوى الملائم، لتحقيق الحاجات الأساسية للدول النامية التي تعتبر الأكثر تأثراً بهذه الظاهرة.
وأكد جلالته أن الأردن شريك أساسي في الجهد الدولي، الذي يستهدف مواجهة مشكلة تغير المناخ، حيث حدد مجموعةً من الأهداف الطموحة على الصعيد الوطني، لرفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 10 بالمائة من مجموع الطاقة الأولية في العام 2020، وفق المبادئ التي أقرت بالإجماع في الإستراتيجية الوطنية الجديدة للطاقة.
وأشار جلالته إلى " أننا في الاردن، نرى أن الأولوية تكمن في دعم وحماية الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي: كالدول الجزرية، وتلك التي تواجه مشكلة زيادة التصحر، أو تعاني من شح المياه".
وأوضح جلالته أن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط تعتبر من أكثر المناطق تعرضاً لتأثيرات ظاهرة تغير المناخ، مشيرا جلالته إلى أن موارد المياه الشحيحة تعتبر أحد أهم القطاعات المعرضة لتأثير هذه الظاهرة التي ينعكس تأثيرها أيضا على إنتاج الغذاء والتنوع الحيوي والنظم البيئية.
ولفت جلالته إلى أن الأردن يواجه اليوم نقصاً حاداً في المياه على المدى المتوسط، مما يجعله واحداً من أفقر أربع دولٍ في العالم، من حيث نصيب الفرد من المياه، الذي يصل إلى 145 م3/ سنة والذي من المتوقع أن ينخفض إلى 90 م3/سنة في العام 2025، وهو ما يمثل 10 بالمائة من حد الفقر المائي حسب المعايير الدولية.
وأوضح جلالته أن التحديات المناخية، التي تضاعف مشاكل الشح الطبيعي لموارد المياه، تضع الأردن أمام خياراتٍ محدودةٍ وصعبةٍ لتأمين المياه، مؤكدا جلالته أن الاردن يتجه حاليا الى تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى، لتطوير مصادر مياهٍ غير تقليدية، من أهمها نقل وتحلية مياه البحر الأحمر عبر ناقلٍ يرتبط بالبحر الميت.
ودعا جلالته إلى تفعيل اتفاقية "كيوتو"، كمرجعيةٍ دوليةٍ للمفاوضات المرتبطة بحماية البيئة، لما بعد عام 2012، لكونها الاتفاقية الوحيدة الملزمة في هذا المجال، وذلك عن طريق تطوير المبادئ الواردة فيها عبر تحديد فترة التزامٍ ثانية، بنسب خفضٍ طموحةٍ للانبعاثات.
ويضم الوفد الأردني المشارك في المؤتمر، وزير البيئة حازم ملحس، وأمين عام الوزارة فارس الجنيدي والسفير الأردني غير المقيم في الدنمارك عيسى أيوب.
وكان مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، الذي يعقد قمته الختامية يوم غد الجمعة بمشاركة نحو 120 رئيس دولة وحكومة، بدأ فعالياته في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، في السابع من الشهر الجاري، بمشاركة كبيرة وواسعة من 192 دولة في العالم، بهدف التوصل إلى حلول ناجعة وكفيلة بالتخفيف من التحديات البيئية الناجمة عن التغيرات المناخية وبشكل خاص ظاهرة الانحباس الحراري.