الاسرة الاردنية تحتفل غدا بعيد ميلاد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الخامس والاربعين

29 كانون الثاني 2007
عمان ، الأردن

يحتفل الأردنيون يوم غد وهم الأكثر اعتزازا بقيادتهم وفخرا بالإنجاز الذي يتحقق بالعيد الخامس والأربعين لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبد ﷲ الثاني ابن الحسين حفظه ﷲ ورعاه.

فيوم ميلاد جلالته يوم ابتهاج الأردنيين بمولد فرع ندي من الأصل الهاشمي العريق، حيث ولد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني النجل الأكبر لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب ﷲ ثراه في الثلاثين من شهر كانون الثاني عام 1962 .. واصدر جلالته طيب ﷲ ثراه يوم مولد نجله سمو الأمير عبد ﷲ إرادته السامية بتعيينه وليا للعهد، ونذره كما نذر نفسه في خدمة شعبه وأمته فكان ميلاد جلالته طالع فرح وبهجة ، وقد نذره جلالة المغفور له الملك الحسين طيب ﷲ ثراه لخدمة الوطن والامة مثلما نذر نفسه منذ البدء لخدمتها ليستمر النذر الهاشمي منذ عهد الثورة العربية الكبرى، نذر الصدق في العمل والخدمة المخلصة للامة.

وقد جاء نص الإرادة الملكية السامية بتعيين النجل الهاشمي وليا للعهد وكما يلي:

"نحن الحسين الأول ملك المملكة الأردنية الهاشمية ..لما كانت الفقرة أ من المادة 28 من الدستور تنص على أن تنتقل ولاية الملك من صاحب العرش إلى اكبر أبنائه سنا فقد أصدرنا ارداتنا الملكية هذه بلقب اكبر أبنائنا صاحب السمو الملكي الأمير عبد ﷲ بلقب ولي العهد وان يمنح سموه الملكي حق استعمال هذا اللقب السامي وان يتمتع بجميع المزايا المتعلقة به".

أراد جلالة المغفور له أن ينشا جلالة الملك عبدﷲ الثاني عربيا هاشميا، كنهج الهاشميين، فكان عبدﷲ الطالب في الكلية العلمية الإسلامية يعيش يومه الدراسي مع أقرانه، وانتقل للدراسة في المعاهد العالمية في جامعة جورج تاون وغيرها، وكان له نصيب وافر من التعليم العسكري حيث تخرج جلالته من كلية ساندهيرست العسكرية، وتدرج في الخدمة العسكرية كضابط في القوات المسلحة الأردنية منذ عام 1982 وتدرج من قائد فصيل إلى قائد سرية وقائد كتيبة وقائد القوات الخاصة وقائد للعمليات الخاصة إذ نستذكر يوم عيد ميلاد جلالته الأول حين اصطحب جلالة المغفور له ابنه ولي العهد في يوم 30 / 1 / 1963 في زيارة إلى كتيبة الأمير عبد ﷲ الآلية الأولى وتحدث جلالته قائلا:

(وإنني أدعو ﷲ أن ينمو عبد ﷲ أخوكم الصغير ويخدم حتى في هذه الوحدة كجندي في خدمة بلده وأمته وسوف نبقى باستمرار اخوة ندافع عن الحق ونسعى للبناء والعمل لكي يعتز كل واحد منا بأنه قام بتأدية واجبه في هذه الحياة وﷲ يبارككم جميعا ويوفقكم).

عاش جلالة الملك عبد ﷲ الثاني حياة الجندية بكل تفاصيلها.. فقاد سرية في كتيبة دبابات عام 1985 وخدم في مختلف صنوف القوات المسلحة وخدم كطيار مقاتل في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات "كوبرا" وتعلم جلالته من مؤسسة العرش الهاشمية التي ترى أن العرش بقيمة ما يقدم من خدمة للمواطنين وبمقدار تواضعه ومحبته وعدالته.

ويمثل جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الجيل الحادي والأربعين في العترة النبوية الشريفة .. فهو سليل أسرة عربية هاشمية امتدت تضحياتها عبر التاريخ، ونشرت رسالة الحق ودين الهدى وما أرادت إلا شكر ﷲ جلت قدرته ولا يسألون عليه أجرا إلا من عنده سبحانه وتعالى، فهدفها خدمة الأمة واداء الرسالة بأمانة.

واختار جلالة المغفور له الملك الحسين طيب ﷲ ثراه جلالة الملك عبد ﷲ وليا للعهد في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1999 ليواصل مسيرة بناء الوطن، حيث جاء تأكيد جلالته حين وجه رسالة إلى سمو الأمير عبد ﷲ بعد صدور الإرادة الملكية السامية باختياره وليا للعهد:

"وإنني لاتوسم فيك كل الخير وقد تتلمذت على يدي، وعرفت أن الأردن العزيز وارث لمبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة، وانه جزء لا يتجزأ من أمته العربية، وان الشعب الأردني لا بد أن يكون كما كان على الدوام في طليعة أبناء أمته في الدفاع عن قضاياها ومستقبل أجيالها".

في العاشر من حزيران عام 1993 اقترن جلالته بجلالة الملكة رانيا العبدﷲ وانعم ﷲ على جلالتيهما بسمو الأمير الحسين وسمو الأمير هاشم وسمو الأميرة أيمان وسمو الأميرة سلمى.

وتمثل جلالة الملك عبد ﷲ الثاني منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية كل معاني القيم الإنسانية التي ترنو إلى مستقبل زاهر تتحقق فيه طموحات الوطن، إذ أكد جلالته في بداية عهده الميمون استمراره في هذا النهج ..فيقول جلالته:

"إنني نذرت نفسي لخدمة الشعب الأردني الوفي العربي الضمير والرسالة الذي اعتز بالانتماء إليه، أفاخر الدنيا بأصالته والحرص على النهوض بالواجب دفاعا عن قضايا أمته وإسهاما في صياغة مستقبله الذي يليق بتاريخها ورسالتها الإنسانية الحضارية العظيمة".

لقد انطلق جلالته بعزيمة المتابعة القريبة، والتوجيه الميداني، لتحقيق مزيد من العزة والازدهار للوطن وابنائه.. ووضع جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه العرش الهاشمي في السابع من شباط عام 1999 نصب عينيه تعزيز قدرات الوطن، وترسيخ مفهوم احترام حرية وكرامة الإنسان، وضمان سيادة القانون وتحقيق العدالة والمساواة في تكافؤ الفرص إلى جانب التواصل مع أبناء أسرته الأردنية والاهتمام بالمسيرة التنموية في مختلف المجالات الاقتصادية، والحرص على إبراز الدور الأردني الفاعل في المحافل الدولية.

إن سياسة جلالته وجهوده المخلصة لبناء الوطن وتوجيه مؤسساته بثقة وأمن واطمئنان حافظت على صورة الأردن الزاهية التي يزهو ويفخر بها أبناء الأردن الأكثر عزة واعتزازا بقيادتهم الهاشمية. وان ما يقوم به جلالته من جهد موصول إنما هو مستمد من معرفة جلالته بهموم وتطلعات أهله وعشيرته، فهو الهاشمي الذي تتلمذ في مدرسة آل البيت.

لقد كان النهوض بالاقتصاد الوطني، بالتعاون مع جميع القوى والفعاليات في القطاعين العام والخاص، وتعزيز قدرة المواطن على مواجهة أعباء الحياة، وتجذير الديمقراطية، وتأكيد سيادة القانون، وتعزيز الوحدة الوطنية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وإدارة شؤون الوطن في مناخ من العدالة والنزاهة وحسن الأداء، ضمن سلم أولويات جلالته.

ومنذ توليه أمانة المسؤولية الأولى، تركزت رؤى جلالته على ضرورة تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتطوير الاقتصاد ووضع الأردن على خريطة العالم، ومن أجل هذا الأمر، سعى جلالته إلى تحقيق شراكة كاملة بين القطاعين العام والخاص، وتم تطوير القوانين الاقتصادية والمالية لمعالجة الواقع الاقتصادي واتبع ذلك خطوات لتحرير الاقتصاد من اجل تحقيق النمو الاقتصادي الوطني ودمجه بالاقتصاد العالمي وتحفيز رأس المال الذي يبحث عن الاستثمار في بيئة استثمارية آمنة ومستقرة. كما يسعى جلالته دوما الى تكريس الأردن كدولة مؤسسات وقانون .. دولة قائمة على العدل والمساواة والانفتاح وتوفير فرص العيش الكريم، ومحاربة الفقر والبطالة، والعمل على تحقيق تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية يشعر بها الجميع.

ويحرص جلالته على توفير أسباب العيش الكريم لكل أسرة أردنية بدءا من توفير السكن الملائم للأسر الفقيرة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الإسكانية في مختلف مناطق المملكة ..موجها جلالته الحكومة بالاستمرار في إقامة مشروعات سكنية توزع على الأسر الفقيرة ضمن مشروع جلالة الملك عبدﷲ الثاني لاسكان الأسر الفقيرة، عدا عن تخصيص مساحات من الأراضي لتوزيعها على الشرائح المحتاجة لبناء المساكن عليها وبما يتلاءم وظروفهم المعيشية، إضافة إلى إقامة مشاريع تنموية وخدمية في مختلف المناطق، تسهم في تحسين الظروف المعيشية للشرائح المحتاجة.

وفي خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالته في افتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الرابع عشر في الثامن والعشرين من تشرين الثاني 2006 قال جلالته:

"أن الحكومة ستكمل بناء 1400وحدة سكنية كنت قد امرت ببنائها في السابق وتوفير خمسة الاف قطعة ارض مخدومة وتخصيصها للعائلات الفقيرة خلال عام 2007".

ويؤكد جلالته دائما على حفظ كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم ويظهر ذلك من خلال برامج وزارة التنمية الاجتماعية وما تقدمه من خدمات اجتماعية للمواطنين سواء عن طريق المساعدات المالية أو العينية، أو من خلال العديد من الجمعيات الخيرية الموزعة في مناطق المملكة المختلفة إضافة إلى صندوق المعونة الوطنية الذي يقدم العون للكثير من أبناء الوطن.

وأكد جلالته في كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور معروف البخيت ضرورة أن تشرع الحكومة في العمل لشمول شرائح أوسع واكبر من المواطنين في التامين الصحي والرعاية الاجتماعية ضمن الإمكانات المتاحة.

ولمعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، شدد جلالته في كتاب التكليف السامي للحكومة في 24 /11 / 2005 على أن تضع الحكومة خططا عملية وسريعة للشروع فورا بمعالجة جيوب الفقر والحد من البطالة، وإيجاد قاعدة بيانات واضحة ومحوسبة وميدانية وحديثة لحصر الأسر الفقيرة في المملكة ضمانا لإيصال الدعم لمستحقيه.

وقد دعا جلالته إلى وضع دراسة شاملة لإنشاء صناديق مالية تتولى مهمة تمويل مشاريع تنموية في مختلف مناطق المملكة للحد من الفقر والبطالة، على غرار صندوق الملك عبد ﷲ الثاني لتنمية البادية، وان تكون هذه الصناديق رديفا لبرامج وخطط الحكومة في معالجة هاتين المشكلتين، وان تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المواطنين الذين يشتركون في تحديد المشروعات التي تحتاج إليها مناطقهم وتتوافق مع مهاراتهم وقدراتهم الإنتاجية.

ولتفعيل المشاركة الشعبية لجميع أبناء الوطن ومكوناته في صنع القرار، وليكون الجميع بحجم المسؤولية والتحديات التي تواجه الأردن، فقد افتتح جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في تموز 2006 في منطقة البحر الميت أعمال ملتقى كلنا الأردن الذي كما قال جلالته في أحد اجتماعاته:

(انه رسخ مبدأ مشاركة مختلف الأطياف السياسية والاقتصادية وفعاليات المجتمع كافة في رسم السياسات والاستراتيجيات وتحديد الأولويات وتعميق ثقافة الحوار لبناء جسور الثقة بين أجهزة الدولة).

ويولي جلالته قطاع الشباب العناية والاهتمام، ويلتقي جلالته معهم في الجامعات والمدارس وفي كل الهيئات الثقافية المختلفة، ويظهر ذلك من خلال تأسيس المجلس الأعلى للشباب والذي انشىء ترجمة للرؤية الملكية في تعزيز دور الشباب الذين يشكلون 70 بالمائة من السكان .. فالشباب كما قال جلالته في كلمة افتتح بها ملتقى شباب كلنا الأردن التحضيري في البحر الميت في 31 آب الماضي هم "فرسان التغيير القادرون على إحداث التغيير المطلوب".

ويبرز اهتمام جلالته كذلك بالثقافة والفنون.. وفي أكثر من مناسبة أبدى جلالة الملك عبدﷲ الثاني رعايته واهتمامه الشخصي بأوضاع الكتاب والأدباء والفنانين تقديرا لعطائهم وإسهاماتهم في تدعيم وتطوير النشاط الثقافي والفني وازدهاره. وأمر جلالته بتخصيص مبلغ عشرة ملايين دينار للبدء بإنشاء صندوق لدعم الثقافة، يرعى المثقفين ويدفع بالحركة الثقافية باعتبارها وجها حضاريا أردنيا وصورة عن الثقافة الأردنية التي هي ثقافة الانفتاح والتسامح.

وكان لمبادرات جلالة الملك عبدﷲ الثاني المتتالية دورها الفاعل في رفد المشهد الثقافي والإبداعي المحلي وتفعيله، سواء في وضع اللبنات الأساسية لمراكز ودور الثقافة الموزعة على سائر المحافظات، أو في وضع التشريعات الملائمة التي يمكن من خلالها النهوض في الحالة الثقافية والفنية المحلية بأبعادها الحضارية كما في مشروع التفرغ للكتاب وإدخال التنمية إلى الفعل الثقافي، مما سيعمل على تعزيز وتأهيل الطاقات والكفاءات الثقافية وإتاحة الفرصة أمامها في الدخول إلى جميع صنوف الإبداع كالموسيقى وصناعة الأفلام والمسرح والفنون التشكيلية.

ويولي جلالته التربية والتعليم جل اهتمامه ويسعى دائما إلى توفير فرص التعليم للجميع والاستمرار فيه وتحسين نوعية التعليم والعناية بالطالب والمعلم وتطوير التعليم الإلكتروني وتعميمه على جميع مدارس المملكة.

ويؤكد جلالته أن مفتاح مستقبل الأردن يكمن في الاستمرار بالتركيز على قطاع التربية والتعليم وتأهيل الموارد البشرية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف إعداد جيل من الشباب القادر على التفكير والتحليل والإبداع والتميز والمدرك لحقوقه وواجباته.

ويحظى الشق التطبيقي من التعليم لدى جلالة الملك عبد ﷲ الثاني بأهمية بالغة حيث يدعو جلالته إلى التركيز على هذا الجانب لانه الأساس لزيادة الإنتاجية الاقتصادية، إذ أن القدرات والمهارات التقنية والإدارية متطلب أساسي لمواجهة تحديات المستقبل.

وشهد التعليم في عهد جلالته قفزة نوعية تمثلت بحوسبة المناهج الدراسية وتطوير المفاهيم المتعلقة بالسلام وحقوق الإنسان، والقيم العالمية المشتركة، وتطوير التعليم نحو الاقتصاد المعرفي.

اطلق جلالته مبادرة التعليم في الأردن، التي تعتبر نموذجا للشراكة التنموية الكفؤة التي يسعى الأردن إلى تحقيقها بين القطاعين العام والخاص من ناحية والشراكات العالمية من ناحية أخرى.

ويمتاز الأردن بمستوى التعليم الجامعي المتقدم .. فيوجد في الأردن 23 جامعة حكومية وخاصة موزعة في مختلف محافظات المملكة .وشملت مكرمات جلالته شرائح من المجتمع من الناجحين في الثانوية العامة إذ وفرت فرص الالتحاق بالجامعات الحكومية لمواصلة تعليمهم وقد شملت مكرمة جلالته ابناء البادية الأردنية وابناء المخيمات وأيضا أهلنا في فلسطين ومن عرب مناطق 48.

وأطلق جلالته في أيلول الماضي مبادرة مشروع اسكان المعلمين بتبرع شخصي من جلالته بقيمة مليوني دينار، تبعه تبرع بقيمة ثمانية ملايين دينار من القطاع الخاص لدعم صندوقي الإسكان والضمان الاجتماعي التابعين لوزارة التربية والتعليم، مستذكرين مكارم جلالته بالتبرع بقطع أراض للصحفيين والقضاة.

ولتعزيز دور الأردن في المجالات العلمية وجعله مستقرا لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة، افتتح جلالته مشروع المجمع العلمي لمختبر السنكروترون ليكون خطوة تساعد على الانتقال لمراحل متقدمة من البحث العلمي وتحفيز النهضة العلمية في الأردن، عدا عن توجه الأردن الجاد لامتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية.

ويهتم جلالته بالقطاع الصحي ويتمثل ذلك بسعيه المتواصل لرفع كفاءة الخدمات الصحية والعلاجية وضمان وصول جميع هذه الخدمات إلى أبناء الوطن كافة .. وشهدت المملكة تطورا كبيرا في المجال الصحي والرعاية الصحية إذ يتم تقديم الخدمات الصحية على امتداد مساحة الوطن، وقد بلغ عدد المستشفيات في محافظات وألوية المملكة نحو مائة مستشفى ما بين عام وخاص، في حين بلغ عدد المراكز الصحية 650 مركزا موزعة على 60 مركزا شاملا و 347 مركزا أوليا و 243 مركزا فرعيا.

وفي الشأن الزراعي فان جلالته يدعو دائما إلى العناية والدعم المتواصل للمزارعين من الناحية المادية والإرشادية وتزويدهم بالخبرات المطلوبة.. ففي رسالة جلالته إلى رئيس الوزراء في 25 تشرين الثاني الماضي دعا جلالته إلى العمل على تقديم الدعم اللازم لمساعدة المزارعين على تحسين القدرة التنافسية للإنتاج الزراعي، ليغدو اكثر قدرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية بحيث تتضمن هذه البرامج تأسيس صندوق يساعد على تقليص المخاطر التي يتعرض لها المزارعون من اجل تحفيزهم على العمل وضمان استمرارية الإنتاج في هذا القطاع الحيوي . ولأن جلالة الملك عبد ﷲ الثاني، ينتسب لآل البيت ويعمل على ترسيخ قيم العدالة والتسامح أطلق جلالته رسالة عمان في شهر رمضان عام 2004 ، لتكون شاهدا حضاريا على دور الأردن في إبراز صورة الإسلام الحقيقية السمحة المبنية على أسس الحق والخير والتسامح، والسلام والاعتدال والوسطية والدعوة إلى نبذ العنف والتطرف. كما يواصل الأردن جهوده في الدفاع عن صورة الإسلام، فعقد في عمان منتصف العام الماضي مؤتمرا لمجمع الفقه الإسلامي وقد ألقى جلالة الملك عبد ﷲ الثاني كلمة في افتتاح أعماله، وقرر المؤتمر اعتماد كلمة جلالته للاستفادة مما قدمه جلالته من رؤى وأفكار حول رسالة المجمع ومسؤولياته وواقع الأمة وسبل تحقيق نهضتها وتقدمها.

لقد اختط جلالة الملك عبدﷲ الثاني نهج تأكيد المشاركة الديمقراطية وتعزيزها وتجذيرها.. وكانت متابعات جلالته للمسيرة الديمقراطية، تؤكد ضرورة الدور الفاعل لكافة القطاعات في المجتمع، بما فيها المرأة والشباب، ليكونوا جميعا رافعة النهوض الوطني. وأولى جلالته اهتماما بالغا في أن يتبوأ الأردن مركزا قياديا في مجال حقوق الإنسان، فتم تأسيس مركز مستقل يعنى بحقوق الإنسان في المملكة. وترسيخا لهذا النهج الديمقراطي أمر جلالة الملك في نهاية العام الماضي بإغلاق سجن الجفر الصحراوي وتحويله إلى مدرسة ومركز للتدريب المهني في رسالة ملكية مؤداها أن الأردن هو بلد التسامح والخير والحق.

ويحظى الإعلام الأردني باهتمام ورعاية جلالة الملك عبد ﷲ الثاني نظرا للدور المتميز الذي يقوم به في إيصال المعلومة بكل شفافية وانفتاح على الرأي والرأي الأخر، حيث كان إنشاء المجلس الأعلى للإعلام الذي قام بوضع حزمة من التشريعات والقوانين التي تسهم في عملية إصلاح الإعلام الأردني .. ويعتز الأردن باستقطابه للعديد من المحطات الفضائية المرئية والمسموعة التي تبث من عمان مستفيدة من التسهيلات ، ومن الحرية الإعلامية المسؤولة التي ينعم بها الأردن.

وعلى الصعيد الاقتصادي فان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني يضع في سلم أولوياته القضايا الاقتصادية ويبذل كل جهده لتطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي، وتعظيم دور القطاع الخاص في التحرر الاقتصادي لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة وتوفير فرص العمل وتأمين مستوى معيشي افضل لابناء شعبه .. وجلالته يحرص في جولاته ومباحثاته ولقاءاته المتعددة في الدول المختلفة التي يزورها مع الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية التي يلتقيها على إبراز مناخ الأردن الاستثماري وشرح توجهاته الطموحة في الاندماج مع الاقتصاد العالمي.

واستطاع الاقتصاد الوطني في عهد جلالته ان يحقق نموا نتيجة زيادة حجم الصادرات الوطنية والتدفقات الاستثمارية الامر ضاعف من اجواء الثقة بالاقتصاد الوطني حيث بلغت نسبة النمو العام الماضي ما مقداره 2ر6 بالمائة.

وتم في عهد جلالته وضع حزمة من القوانين الاقتصادية والمالية لتطوير الوضع الاقتصادي اتبعت بخطوات عملية لتحرير الاقتصاد الوطني والوصول إلى نمو اقتصادي وطني غير منفصل عن الاقتصاد العالمي.

وكانت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ترجمة لرؤى واهداف جلالته في الوصول الى بيئة استثمارية جاذبة تسهم في ايجاد المزيد من فرص العمل وتعزز من الحلول المطروحة لمكافحة مشكلتي الفقر والبطالة.

وبهدف توزيع مكتسبات التنمية أطلق جلالته في تشرين الثاني الماضي منطقة المفرق التنموية على مساحة أولية تبلغ 9 كيلو مترات مربعة لاقامة مشروعات استثمارية متنوعة، من شانها توفير فرص عمل وهي الأولى من سلسلة مناطق تنموية سيتم إطلاقها في عدة محافظات في المملكة بغية إيجاد حلقات تنموية متكاملة.

ويدعو جلالته إلى الاعتماد على الاستثمارات الخاصة لإدامة النمو الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مشروعات البنى التحتية الرئيسة كالمياه وتوليد الطاقة والإسكان وتطوير القطاع التجاري، إضافة إلى تشجيع الصناعات التصديرية للاستفادة من اتفاقيات المناطق الحرة المختلفة. ولفت جلالته انظار العالم الى الاردن كدولة استطاعت ان تكون مركزا للحراك الاقتصادي العالمي من خلال استضافته في سنوات سابقة للمنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت لاكثر من مرة.

والأردن وبفضل مكانته الدولية فقد عقد اتفاقيات شراكة مع العديد من الدول العربية والأوروبية في مجال الاستثمار والتجارة إضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بموجبها تضاعفت الصادرات الأردنية إليها والتي كانت حوالي 16 مليون دولار عام 1999 لتصل إلى اكثر من مليار عام 2005 وكذلك دخل الأردن في اتفاقية الشراكة الأوروبية المنبثقة عن مؤتمر برشلونة.

لقد حمى جلالته المسيرة الديمقراطية ودعا الى فتح الافاق امامها، وتنظيم الحياة السياسية من خلال حزمة من الاجراءات والتشريعات التي وضعت مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، والتاكيد على سن القوانين العصرية للانتخابات البرلمانية من اجل تهيئة البيئة المناسبة للتنمية السياسية التي اولاها جلالته عناية كبيرة من خلال استحداث وزارة للتنمية السياسية.

وترجمة لأهداف جلالته في تفعيل دولة القانون والمؤسسات فقد اجريت العديد من الاصلاحات التشريعية اذ تم تعديل مجموعة من القوانين والانظمة منها قوانين العمل والاتصالات والشركات وحقوق الملكية الفكرية ورافق ذلك اصلاحات قضائية وادارية ركزت على تحديث المحاكم وتدريب القضاة.

وفي عهد جلالته اخذت البرامج والخطط التنموية بعين الاعتبار ضرورة تفعيل دور المرأة وتمكينها واستثمار قدراتها في كافة الميادين للمساهمة في عمليات البناء والتنمية والتحديث .. وحظيت المراة الاردنية باهتمام جلالته حيث تمكنت من تبوء مناصب قيادية مختلفة ودخلت الحكومة ومجلسي الاعيان والنواب .. كما تم تعيين سيدة بوظيفة محافظ الشهر الحالي .. واستضافت عمان مؤتمر قمة المرأة العربية الثاني الذي رعته جلالة الملكة رانيا العبد ﷲ.

ويفتخر الأردن بأمنه باعتباره واحة أمان واستقرار في المنطقة وذلك بفضل قواته المسلحة وأجهزته الأمنية المختلفة التي يرعاها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني حيث يوليها كل عناية واهتمام بتوفير التسليح