الزاوية الإعلامية
بكل معاني الاعتزاز والوفاء يحتفل الأردنيون يوم غد السبت التاسع من حزيران، بعيد الجلوس الملكي، وهم يسيرون بخطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل الأفضل، والحفاظ على تميز الأردن، كنموذج في الانفتاح السياسي والاقتصادي والأمن والاستقرار والديمقراطية وتبني مفهوم التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة.
ففي التاسع من حزيران عام 1999 كرس أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، هذا اليوم للاحتفال، بجلوس جلالة الملك عبد ﷲ الثاني على العرش بعد أن انتقلت الراية الهاشمية إليه، وفقا لمرتكزات الدولة ومبادئها، التي تترسخ وهي تنتقل من قائد إلى قائد، وتعظم وتكبر، لأنها قيادة المستقبل والأفق الواسع والانفتاح.. إنها راية الإنجاز والبناء منذ التأسيس والاستقلال على يد المغفور له جلالة الملك عبدﷲ الأول، إلى الدستور والمؤسسية التي أرسى قواعدها جلالة الملك طلال طيب ﷲ ثراه، إلى عهد البناء والتعريب والسلام عهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب ﷲ ثراه.
بدأ جلالة الملك عبد ﷲ الثاني عهده الميمون بأداء القسم الدستوري يوم السابع من شباط عام 1999 مترسما خطى الالى من آل هاشم الغر الميامين فكان خير خلف لخير سلف في بناء الدولة العصرية الحديثة والتقدم في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة وترسيخ العلاقات المتينة وتعزيزها مع الدول العربية والإسلامية والصديقة ودعم مسيرة السلام العالمية والدعوة إلى إحقاق الحق بين الشعوب واقرار حقها في تقرير مصيرها والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان وتنمية المجتمعات.. ومضى جلالته يرسم معالم الطريق بخبرة القائد ودراية الحكماء وقد تتلمذ هاشميا عربيا في بيت قيادة الشرعية التاريخية وجلالته يقول : "لقد أعدني والدي لذلك، لعله افضل معلم".
وحقق الأردن بقيادة جلالته الذي وضع في سلم أولوياته بناء الأردن الأنموذج، وإحداث نقلة نوعية في مسيرته، تطورا ونموا وإنجازات كبيرة في مختلف الميادين، في ظل ظروف صعبة تعيشها المنطقة. فكانت قيادة جلالته الحكيمة للسياسة الخارجية العقلانية والمتوازنة وسعيه المستمر للنهوض بالاقتصاد الأردني وكذلك اهتمامه الموصول ورعايته الدائمة لابناء شعبه وقواته المسلحة وزياراته المتواصلة ومتابعته الدؤوبة لأداء مؤسسات الدولة.
ومنذ تسلم جلالته أمانة المسؤولية يواصل لقاءاته مع جميع شرائح المجتمع حيث انتهج أسلوب اللقاء المباشر مع أبناء الوطن على اختلاف مواقع سكناهم للاطلاع على كل ما من شأنه دعم مسيرة التنمية للمشاركة في وضع الاستراتيجيات الرامية إلى تحسين نوعية الحياة ونمو الاقتصاد بهدف تحسينها وزيادة مساهمتهم في نماء الوطن.
ومنذ تولي جلالته سلطاته الدستورية في السابع من شباط عام 1999، شهدت المملكة نهضة شاملة في كل المجالات وقطاع الإنتاج والخدمات، فقد شهد القطاع الصحي في عهد جلالته تطورا وتحسنا في الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للمواطنين كافة مع تواصل الإنشاء أو التوسع في المرافق الصحية فقد بلغ عدد المستشفيات في محافظات وألوية المملكة نحو مائة مستشفى ما بين عام وخاص في حين بلغ عدد المراكز الصحية 650 مركزا موزعة على 60 مركزا شاملا و347 مركزا أوليا و243 مركزا فرعيا.
ويولي جلالة الملك عبد ﷲ الثاني أبناء شعبه كل عناية لتوفير الحياة الكريمة لهم فقد وجه جلالته رسالة إلى رئيس الوزراء في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال جاء فيها ( إن إيماننا بضرورة العمل بأقصى طاقاتنا لتأمين الحياة الكريمة والمستقبل المشرق لشعبنا يتطلب منا التركيز على تسريع عملية التحديث والتطوير والتنمية ليلمس الجميع في أنحاء المملكة ثمار الإنجاز).
وأمر جلالته بتمويل مشاريع وبرامج إضافية لمساعدة موظفي القطاع العام على امتلاك مساكن ملائمة توفر متطلبات الحياة الكريمة لهم .. كما وجه جلالته الحكومة في ذات الرسالة إلى ضرورة إنشاء قرى حضارية في كل محافظة من محافظات المملكة كافة للترويح عن المواطنين على غرار القرية الحضارية التي تم إنشاؤها في محافظة الزرقاء وذلك تأكيدا على أهمية سبل التعليم والترفيه والحياة الكريمة لكافة المواطنين وخاصة شريحة الأطفال والشباب والنساء.
وانطلاقا من إدراك جلالته لأهمية توفير المسكن لكل أردني فقد وجه جلالته الحكومة لتوفير مساكن للفقراء وتوفير قطع أراض في مناطق مختلفة في المملكة خاصة المناطق النائية ..واهتم جلالته بزيارة الأسر المحتاجة والمعوزة، والاطلاع على أوضاعها والإسهام بتوفير كل متطلبات العيش الكريم لها. كما أطلق جلالته مشروع إسكان الفقراء، حيث جرى في المرحلة الأولى إقامة وحدات سكنية للأسر الفقيرة في شتى مناطق المملكة، كما سيتم إقامة وحدات سكنية لأسر أخرى في مناطق مختلفة من المملكة.
وفي مجال اهتمام جلالته بالتعليم يقول جلالته " أن العملية التربوية رغم إنجازاتها العديدة بحاجة إلى تطوير مستمر بهدف الارتقاء بمستوى التعليم وتجويد مخرجاته والعناية بالتربية الوطنية لتعزيز الانتماء والتركيز على التفكير والحوار في أجواء الاعتدال والتسامح والاهتمام بتكنولوجيا التعليم وتعزيز دور الجامعات كمنارات للإبداع وحرية التفكير والتعبير بعيدا عن التعصب أو التبعية وتخريج الكفاءات العالية القادرة على الأداء الجيد والتي تسهم في نشر العلم والمعرفة والتوعية الوطنية".
وتقوم رؤية جلالته على أن تطوير التعليم هو الأساس لأي نهضة اجتماعية واقتصادية.. لقد جاء اهتمام جلالته بالتربية والتعليم جليا وواضحا حيث حدد المتطلبات الأساسية اللازمة لمواكبة روح العصر وهنا يقول جلالته "وحتى نكون قادرين على استيعاب روح هذا العصر وتحدياته فلا بد لنا من إعادة النظر بشكل جذري في سياساتنا وخططنا وبرامجنا التعليمية والتدريبية واعادة تأهيل كوادرنا البشرية لنتمكن من التعامل مع تحديات هذا القرن ومنجزات ثورة البرمجيات وتكنولوجيا الاتصالات بثقة وقدرة على المواكبة والتفاعل".
وفي رسالة وجهها جلالته إلى الأسرة التعليمية والجامعية طالب الجامعات الأردنية بضرورة إدخال علم الحاسب كمتطلب أساسي لخريجي الجامعات نظرا لأهميته واكد ضرورة ايلاء اللغة الإنجليزية ايلاء خاصا حيث اعتمدت وزارة التربية والتعليم مادة اللغة الإنجليزية لتدريسها منذ المرحلة الأولى . وأحرز الأردن المرتبة الأولى في مؤشر تحقيق الأهداف التعليمية بين الدول العربية وحقق معدلا متقدما في تحصيل المواد العلمية بما يتساوى مع المعدل العالمي وذلك وفقا لما أكده تقرير للبنك الدولي حول نوعية التعليم في الوطن العربي الذي نشر في الخامس والعشرين من آذار الماضي.
وشهد الأردن في عهد جلالته تطورا مضطردا في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية حيث غدا الأردن في مصاف الدول التي يشهد لها الكثيرون في منطقتنا وفي دول العالم الأخرى بتطبيق السياسات التنموية المتميزة والتي كان لها الأثر الإيجابي في رفع مستوى معيشة المواطن .. واستطاع الاقتصاد الوطني في عهد جلالته أن يحقق نموا نتيجة زيادة حجم الصادرات الوطنية والتدفقات الاستثمارية مما ضاعف من أجواء الثقة بالاقتصاد الوطني حيث بلغت نسبة النمو العام الماضي ما مقداره 2ر6بالمائة مع نمو ملحوظ خلال الربع الأول من هذا العام تجاوز ال 6.5%.
ويقود جلالته المسيرة الاقتصادية بثقة ونجاح .. تعززت من خلال نجاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الرابع حول الشرق الأوسط الذي عقد في البحر الميت في أيار الماضي بمشاركة حوالي 1500 شخصية اقتصادية عالمية حيث تم بحضور جلالة الملك عبدﷲ الثاني الإعلان عن توقيع الأردن لعدد من الاتفاقيات المحلية والعالمية بقيمة 5ر2 مليار دولار.
وقال جلالته خلال حفل توقيع هذه الاتفاقيات .."إن التوقيع على هذه الاتفاقيات يؤكد التزامنا بتعزيز اقتصادنا من خلال تنمية عجلة الاستثمار والنمو إضافة لالتزامنا بالشراكات مع القطاع الخاص العربي والعالمي". وعقد هذا المؤتمر الذي يأتي عاما بعد آخر على شاطئ البحر الميت لاكبر هدية واعظم تقدير للدور الأردني ودور جلالته في تقديم الأردن كدولة قابلة للتطور تتميز بالانفتاح وتتجه إلى العالمية للمواكبة والاندماج في اقتصاديات العالم.
وفي خطاب ألقاه جلالة الملك في التاسع عشر من الشهر الماضي في افتتاح القمة الثانية لمجموعة الدول الإحدى عشرة "محدودة ومتوسطة الدخل" التي تزامن عقدها مع اجتماعات المنتدى الاقتصادي الرابع في البحر الميت قال جلالته .."إن التحدي الماثل هو أن نعمل على ترسيخ هذه المكاسب وإدامة التقدم على المدى الطويل ..وهذا يعني وجود الإمكانية في موازناتنا للاستمرار في الاستثمار بالتنمية والنمو الاقتصادي ..وبالنسبة لنا جميعا فقد تعرضت هذه الإمكانية للإرهاق بفعل المعوقات المالية والصعوبات الأخرى من أعباء عالية للدين والأسعار المتصاعدة للنفط والعوامل الخارجية الأخرى والطلب المتنامي على الوظائف وغيرها كثير .. ولكننا نستطيع أن نمضي قدما ونحن قادرون على ذلك بما يشمل هذا الأمر من إيجاد فرص جديدة للتعاون بين دولنا ..ولكن من الأهمية بمكان أن ينهض المجتمع الدولي إلى دعم تقدمنا المتواصل".
وبجهود جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وحرصه المستمر على تحسين الاقتصاد الوطني تمكن الأردن من توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا في نهاية تشرين الأول عام 2000 بحضور جلالته ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية حيث شكلت الاتفاقية خطوة فاعلة تجاه ربط الاقتصاد الأردني بالاقتصاد العالمي وتمكينه من الإفادة من الفرص الاستثمارية والتصديرية خاصة بعد أن وقع الأردن اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي وانضمامه إلى منظمة التجارة العالمية.
وترجمة لرؤية جلالة الملك عبد ﷲ الثاني تم إقامة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتهيئة السبل لمناخ استثماري جاذب لرؤوس الأموال في إطار توفر التشريعات السليمة التي تهيئ النجاح للاستثمار في جميع القطاعات الاقتصادية وقد ظهرت جلية من خلال مشروعات سياحية واقتصادية مختلفة خاصة تلك التي تتولاها شركة تطوير العقبة. كما تم إنشاء منطقة المفرق الاقتصادية في أواخر تشرين الثاني الماضي .. وأطلق جلالته في الأول من أيار الماضي وبمناسبة اليوم العالمي للعمال منطقة اربد الاقتصادية التنموية لتكون نواة للعديد من الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية ومركزا علميا لابناء وبنات المحافظة التي تعد ثاني اكبر محافظات المملكة من حيث التعداد السكاني، وقال جلالته في احتفال أقيم بهذه المناسبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا .."لقد حرصت على إطلاق منطقة اربد الاقتصادية التنموية في عيد العمال حتى نؤكد على أهمية توفير فرص العمل لعمال الوطن الذين هم أساس العملية الإنتاجية وفي مسيرة نهضة الوطن ومن خلالهم نحقق التنمية التي نتطلع إليها".
وتنفيذا لرؤية جلالته في تعزيز مكانة الأردن كمركز مالي إقليمي متميز يوفر الخدمات المتخصصة للمتعاملين في سوق راس المال وفق احدث المعايير الدولية ويوفر بيئة جاذبة للاستثمارات المالية العربية والأجنبية وضع جلالته في الثامن والعشرين من الشهر الماضي حجر الأساس لمبنى المركز المالي الوطني الأردني الذي سيحتضن مؤسسات سوق راس المال وشركات الوساطة التي تعمل في بورصة عمان إضافة إلى المعهد التدريبي الذي تنوي الهيئة إنشاؤه ليكون مركزا تدريبيا إقليميا.
وعمل جلالته على تقديم صورة الأردن كأنموذج لبلد عصري من خلال لقاءاته مع القادة في شتى أنحاء العالم وكذلك من خلال مشاركاته في المنتديات الاقتصادية والسياسية الفاعلة وحواراته ولقاءاته مع وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال المحاضرات والخطابات التي يلقيها جلالته في مختلف المحافل الأمر الذي اكسب الأردن ثقة عالمية متميزة.
وتنفيذا لتوجيهات جلالته الرامية إلى تحسين أداء القطاع العام تم التركيز على تطوير الأداء الحكومي والنهوض بمستواه من خلال استحداث وزارة باسم تطوير القطاع العام لمراقبة الأداء الحكومي والعمل على تنميته عبر وضع الخطط والبرامج الهادفة إلى تحسين الأداء الحكومي والارتقاء بمستواه.
وشكلت الحياة الديمقراطية محورا هاما وقاعدة أساسية في بناء الوطن وازدهاره منذ تولي جلالة الملك عبد ﷲ الثاني سدة الحكم والتي يرى جلالته أنها منهج الحياة الأمثل ..ويؤكد جلالته انه ليس هناك حرية دون ضوابط قانونية وأخلاقية وأنها لا تكتمل إلا بالتعددية السياسية.. وقد تمت بنجاح كبير الانتخابات النيابية الأولى في عهد جلالته في السابع عشر من حزيران عام 2003 وافتتح جلالته الدورة الأولى لمجلس الأمة الرابع عشر في الأول من كانون الأول عام 2003 .. وتضمن خطاب العرش السامي الوعد والتأكيد والإيمان بشعار الأردن أولا والدعوة لتكريس مجتمع التكافل والتعاون وتفعيل طاقات المجتمع وتعميم الثقافة الديمقراطية. قال جلالته .. "إن رؤيتنا لاردن المستقبل تقوم على أساس راسخ قوامه أن الأردن بلد ديمقراطي عصري وجزء أصيل من أمته العربية والإسلامية يعتز بانتسابه إليها وبهاشميته العريقة وهو ملتزم بقناعة تامة بإبراز هذه الصورة المشرقة والحقيقية للإسلام عقيدة وممارسة وذلك في سبيل تعميم الأردن كنموذج حضاري في التسامح وحرية الفكر والإبداع والتميز".
وأعلن جلالة الملك عبد ﷲ الثاني أن الانتخابات البلدية والنيابية ستجري هذا العام 2007 داعيا جلالته المواطنين إلى الاهتمام بهذه الانتخابات واختيار الأفضل .. حيث أكد جلالته في خطاب ألقاه في الخامس والعشرين من الشهر الماضي في قصر زهران العامر بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال "أن العمل العام مسؤولية وتكليف وليس وجاهة أو تشريفا ..كما أن العمل العام يحتاج إلى المعرفة والخبرة والتضحية بالمصالح الشخصية من اجل المصلحة الوطنية أو العامة .. وبهذا المعنى ستكون الانتخابات المقبلة فرصة لكل مواطن في هذا البلد للتعبير عن المفهوم الحقيقي للمواطنة والانتماء سواء عندما يرشح المواطن نفسه أو عندما ينتخب من يمثله في البلدية أو في مجلس النواب".
والاهتمام بالتنمية السياسية يأخذ مساره من اجل التوعية والتثقيف وإفساح المجال للجميع للمشاركة في العملية السياسية حيث جاءت دعوة جلالة الملك لتشكيل الأحزاب الوطنية الفاعلة والانضمام إليها ما دامت هذه الأحزاب تستلهم روح الدستور وتلتزم بالقوانين المنبثقة عنه تكريسا للنهج الديمقراطي وتعزيزا لتنمية الحياة السياسية.
قال جلالته في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الاستقلال الحادي والستين "أما مسيرتنا الديمقراطية ..فنحن حريصون كل الحرص على ترسيخها وتعميقها وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني واحترام مبدأ التعددية في إطار الوحدة الوطنية التي يجب أن تبقى فوق كل الاختلافات .. فالتعددية والتنوع هي روافد تثري المسيرة وتمكن المواطن من حرية الاختيار والتعبير".
وفي قطاع السياحة الذي حظي برعاية خاصة من جلالته بلغ الدخل السياحي للمملكة خلال العام الماضي مليارا و164 مليون دينار بزيادة قدرها 142 مليون دينار عنه في عام 2005 أي بنسبة 9ر 13 بالمائة مما حقق إسهاما في الناتج المحلي الإجمالي زادت نسبته عن 10 بالمائة ويرعى جلالته هذا القطاع الذي يشهد إنشاء المزيد من الفنادق لزيادة الغرف الفندقية لتواجه التدفق المتزايد للسياحة على الأردن.
ويرفد قطاع النقل الاقتصاد الوطني لتسهيل عملية انسياب البضائع برا وبحرا وجوا حيث تسهم الملكية الأردنية في تجسير العلاقات الإنسانية ودعم المسيرة الثقافية وتعزيز سياحة المؤتمرات.. فيما تقوم مؤسسة الموانئ بجهود كبيرة في خدمات النقل والمناولة للبضائع الواردة إلى المملكة إضافة لتصدير المنتجات الأردنية ومن أهمها البوتاس والفوسفات ..ويمتاز الأردن بشبكة طرق مميزة وممتازة تربط أجزاء المملكة وتشكل منافذ جيدة تصل الأردن بكل الدول المجاورة.
وبالنسبة للزراعة فان جلالته أكد أن هذا القطاع هو من أهم أولوياتنا الوطنية باعتباره ركيزة أساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .. وفي لقاء جلالته مع عدد من المعنيين والمهتمين بهذا القطاع في الحادي والثلاثين من كانون الثاني الماضي بين جلالته الأهمية الكبرى لموضوع تدريب المزارعين ومساعدتهم على تحسين مستويات إنتاجهم وتحسين ظروفهم المعيشية وضرورة استفادة صغار المزارعين من الخبرات التي تسهم في تعزيز قدراتهم وضمان مشاركتهم في إنجاح عملية التنمية وإدامتها.
ويؤكد جلالته على الاهتمام بقطاع المرأة والطفولة ..فقد جاء في خطاب العرش السامي الأول لجلالته "إن قطاع المرأة والطفولة بحاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من خلال وضع البرامج والتشريعات التي تصون حقوق هذين القطاعين وترتقي لمستوى الرعاية المقدمة إليهما". وتمكنت المرأة الأردنية في عهد جلالته من تحقيق إنجازات رائدة ..فأخذت البرامج والخطط التنموية بعين الاعتبار ضرورة تفعيل دور المرأة واستثمار قدراتها في جميع الميادين ودخلت المرأة إلى مجلس النواب بعدما أمر جلالته بتخصيص ستة مقاعد للمرأة في المجلس وأيضا هناك ست سيدات أعيان وسيدة واحدة تشغل حاليا منصبا وزاريا وسيدة واحدة بوظيفة محافظ عدا عن وجود عدد من القاضيات في السلطة القضائية وأيضا وجود سيدة كرئيس بلدية. وتؤدي جلالة الملكة رانيا العبدﷲ دورا كبيرا للنهوض في قطاع المرأة والطفولة ورعاية كل البرامج الإنتاجية التي تؤدي إلى تمكين المرأة ، وتسهم جلالتها في توجيه البرامج الفاعلة لتطوير دور المرأة إضافة لمشاركة جلالتها في المنتديات والملتقيات العالمية لتقديم صورة المرأة الأردنية المنتجة التي تتجه بوعي ومسؤولية وتسهم في كل أشكال التنمية الأردنية.
وتحظى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة دوما باهتمام ورعاية جلالة الملك عبد ﷲ الثاني لضمان صون كرامتها وحريتها وحقها في العيش الكريم ..حيث أمر جلالته المعنيين في شباط الماضي بالإسراع بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقات التي خرجت بها اللجنة الملكية لشؤون المعاقين التي أمر جلالته بتشكيلها برئاسة سمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء في شهر تشرين الأول 2006م وعهد جلالته إلى سموه بالاستمرار في ترؤس اللجنة ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية على ارض الواقع عارضا جلالته عقد اجتماع دوري ليطلع بنفسه على سير تنفيذ الاستراتيجية التي تضع حلولا عملية لمواجهة التحديات التي تواجه المعاقين من حيث تكافؤ الفرص والتمكين الاقتصادي والاندماج بالمجتمع.
ويحظى الشباب باهتمام بالغ من جلالته باعتبارهم عماد المستقبل ورجاء الأمل في تقدم الوطن وازدهاره يقول جلالته في رسالته التي بعث بها إلى رئيس الوزراء بمناسبة الذكرى الحادية والستين للاستقلال " وحيث أن الشباب الأردني يشكلون قطاعا واسعا من قطاعات المجتمع الأردني ..فإننا نتطلع دوما لتعزيز مشاركتهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .. ومن هذا المنطلق فان حرصنا يتركز على أهمية الاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم بهدف إعداد جيل من الشباب المؤهل والقادر على تلبية احتياجات سوق العمل ومتطلباته ..وفي ضوء الاجتماعات العديدة التي تم عقدها خلال الشهرين الماضيين مع كل من القوات المسلحة الأردنية والحكومة .. فقد أوعزت للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الشروع في تنفيذ مشروع لاستخدام مدنيين في القوات المسلحة الأردنية للعمل في قطاع الإنشاءات بالتنسيق مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص من اجل تسليح الشباب في مختلف المحافظات بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل والعطاء وزيادة الإنتاج ..على أن يتم البدء بتنفيذ هذا البرنامج خلال الشهرين المقبلين ..املين أن تسهم هذه المبادرات في توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين وتحسين مستوى معيشتهم وتعزيز إنتاجيتهم.
ونظرا لأهمية دور الشباب في نمو وازدهار الوطن كان موضوع الشباب أحد المحاور البارزة في أعمال المؤتمر الثالث للحائزين على جائزة نوبل الذي انطلق برعاية جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في مدينة البتراء الأثرية في الخامس عشر من أيار الماضي تحت شعار "بناء عالم افضل" حيث قال جلالته في افتتاح المؤتمر أن الفرصة متاحة لنا جميعا لنسخر قوانا وأفكارنا للخروج بمبادرات خلاقة قوية لرعاية قادة الغد وتنشئتهم فالقضية التي نركز عليها هي قضية مستقبل أجيالنا الشابة وخاصة في الشرق الأوسط.
ولا يكاد يخلو خطاب أو حديث لجلالته إلا ويتناول فيه الشباب ويؤكد على أهمية دورهم في البناء وتقدم المجتمع ويحرص جلالته على المشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم فيتبادل الحديث معهم ويصل إلى أماكنهم في المدرسة والجامعة ويفسح المجال أمامهم للمشاركة في لقاءات عالمية يرافقون جلالته فيها حيث اصطحب جلالته عددا منهم لحضور المؤتمرات والفعاليات الدولية والاطلاع على التجارب المتقدمة في مختلف المجالات في الدول التي يزورها.
قال جلالته في الخطاب الذي ألقاه في عيد الاستقلال الحادي والستين "أما الشباب فثقتي بهم كبيرة وأملي بهم ليس له حدود وأقول لهم في هذا اليوم .. انتم صناع المستقبل وانتم فرسان التغيير وان تعزيز الاستقلال وبناء المستقبل الذي يليق بهذا الوطن وتضحياته هو واجبكم وانتم الأقدر على النهوض بهذا الواجب ونحن جميعا نعقد عليكم الآمال ونتطلع إلى اليوم الذي نراكم فيه قيادات متميزة في كل مجالات الحياة وفي المواقع المتقدمة التي تساهمون من خلالها في صنع القرار وتنفيذه على ارض الواقع .. وأتمنى على الشباب أن يكون لهم دور فعال ومؤثر في الانتخابات المقبلة دور يعكس وعيهم وثقافتهم في اختيار