رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى محمود فريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة

From King Abdallah II of Jordan
03 تشرين الأول/أكتوبر 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

عطوفة الأخ اللواء الركن محمود فريحات،
حفظه الله،
رئيس هيئة الأركان المشتركة لقواتنا المسلحة – الجيش العربي،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد،

فيسرني أن أبعث إليك بخالص التهنئة والمباركة بمنصبك الجديد، وأن أزجي، بهذه المناسبة، إلى النشامى والنشميات في جيشنا العربي، بتحية الفخر والاعتزاز بكل واحد منهم وفي مختلف مواقعهم، مواقع الشرف والرجولة والعطاء.

عطوفة الأخ،
لقد تأسس الجيش العربي على مبادئ ورسالة الثورة العربية الكبرى، وقد ظل ملتزماً بهذه المبادئ متحملا مسؤوليات جسام، سواء على المستوى الوطني أو العربي أو العالمـي، فخاض معارك الأمة ونهض بدور إنساني في مختلف بقاع العالم، للحفاظ على الأمن والسلم العالميين.

وهو اليوم يواجه تحديات عديدة نتيجة للظروف والأوضاع المضطربة التي تمر بها المنطقة من حولنا والتحدي الأكبر، الذي نواجهه، هو الحرب على الإرهـاب، والتصدي له بكل أشكاله، وبشتى الوسائل والسبل. فقد قلنا من قبل إن الحرب على الإرهاب هي حربنا، ونحن أولى الناس بالتصدي لخوارج هذا العصر، الذين يسيؤون لديننا وحضارتنا، ويهددون مستقبل أجيالنا والأمن والسلام في كل أرجاء المعمورة.

وإن ذلك ليستدعي مراجعة كاملة للمتطلبات المتعلقة بتطوير وتحديث قواتنا المسلحة، من حيث الإعداد والتدريب والتسليح، وإعادة هيكلة القيادة العامة للقوات المسلحة بما يتلاءم مع المستجدات، ووضع الآليات الكفيلة بضمان أعلى مستويات التنسيق والتعاون بين جميع الأجهزة الأمنية، وتطوير وتحديث قدرات حرس الحدود، فهم في الخطوط الأمامية للمواجهة، بالإضافة للمناطق العسكرية، حتى يكون جيشنا العربي، وكما عهدناه دائما، على أعلى درجات الاستعداد لمواجهة كل التحديات بمنتهى الكفاءة والتميز والاقتدار.

ومن جهة ثانية، فلا بد من مواصلة العمل على رفع كفاءة ومعنوية وفعالية ضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة البواسل، وضمان أعلى مستويات الأداء، حيث أنه من الضروري إيلاء النشامى والنشميات، منتسبي قواتنا المسلحة، كل الاهتمام والرعاية وتحسين أوضاعهم المعيشية، وبما يليق بتضحياتهم في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مسيرته ومنجزاته، فهم قرّة أعيننا ودرع الوطن المنيع، وموضع ثقتنا وفخرنا واعتزازنا.

وعلى ذلك، فإنني بانتظار أن تزودونني ببرنامج تضعونه لتحقيق الأهداف الواردة أعلاه، وبأسرع وقت.

وفي الختام، أؤكد على ثقتي الكاملة بأنك أهل لتحمل هذه المسؤوليات الجسام، وأنك ستجد مني كل الدعم والمؤازرة.

والله يحفظك ويرعاك ويعينك على حمل أمانة المسؤولية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله الثاني ابن الحسين