رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى طلبة المدارس بمناسبة العام الدراسي الجديد

From King Abdallah II of Jordan
23 آب/أغسطس 2006

بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي وبناتي الأعزاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فيسرني بحلول العام الدراسي الجديد أن أتقدم لكل طالبة وطالب منكم بأحر التهاني وأطيب الأمنيات، وأنتم الذين تحظون بمكانة غالية في وجداني، راجيا من الله العلي القدير أن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق وأن يحقق أمانيكم لما فيه رفعة الأردن الغالي وتقدم شعبنا العزيز.

وبهذه المناسبة، فإنني أتحدث إليكم حديث الأب لأبنائه وبناته، وكلي أمل وثقة بأن تسيروا على دروب العلم والمعرفة، متمسكين بالإيمان بالله عز وجل وبمكارم الأخلاق والصدق والتسامح والاجتهاد والمثابرة، وكل القيم النبيلة التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف وتراثنا العربي الأصيل.

إن إيماننا الكبير بكم وبعطائكم وقناعتنا الراسخة بأنكم جزء فاعل في مجتمعكم يجعلنا أكثر ثقة وأملا بأن يكون كل فرد منكم مثالا للطالب المجد المجتهد، الذي يتطلع إلى الإسهام في بناء الأردن النموذج، الذي تأسس على قواعد الحق ومبادىء المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص وعلى التسامح والوسطية والاعتدال واحترام كرامة الإنسان.

ولأننا ندرك أن التعليم هو الأساس في بناء المجتمع العصري، فقد عقدنا العزم منذ أن حملنا أمانة المسؤولية في هذا الوطن العزيز على تطوير قطاع التعليم، باعتباره الركيزة الأساسية للإصلاح الشامل في مختلف القطاعات، ولهذا فقد سعينا خلال السنوات الماضية إلى توفير كل أسباب النجاح التي تتطلبها المسيرة التعليمية، حيث أطلقنا مبادرة التعليم الأردنية التي اعتمدت أحدث البرامج التعليمية، وعملنا على تطوير البنية التحتية من خلال إنشاء أبنية نموذجية وتزويدها بأجهزة ووسائل تعليمية متطورة ومختبرات حديثة، ليتسنى لكم الإبداع والتميز في مجالات العلم الحديث والمعرفة الشاملة واستثمار كل الفرص والاستفادة منها لتطوير قدراتكم ومهاراتكم.

وفي سياق حرصنا على دعم وتشجيع التفكير والإبداع وإتاحة فرص التميز بين طلبتنا الأعزاء، فقد وجهنا وزارة التربية والتعليم لاستحداث جائزة جديدة تمنح للطالب المتميز على مستوى كل محافظة من محافظات المملكة.

وكما تعلمون أحبائي الطلبة، فإن من المرتكزات التي تكفل نجاح المسيرة التعليمية هي توفر جو من الاحترام المتبادل داخل المؤسسة التعليمية، مما يفرض احترام وتعظيم مكانة المعلم وتقدير عطائه الموصول ورسالته المقدسة التي لا نقبل الإساءة إليها بأي صورة من الصور.

إنني، أبنائي وبناتي الأعزاء، حريص كل الحرص على اغتنام كل فرصة للقائكم واستثمار كل جهد من أجلكم وفي سبيل رفعتكم، وأسأل الله العلي القدير أن يمكننا جميعا من تحقيق أمانيكم وتطلعات أسركم في بناء المستقبل الذي يليق بكم وبالأردن العزيز حاضرا ومستقبلا.

وكل عام وأنتم بخير،

عبد الله الثاني ابن الحسين