رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى طلبة المدارس بمناسبة العام الدراسي الجديد

From King Abdallah II of Jordan
20 آب/أغسطس 2005

بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي وبناتي الطلبة الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإنه ليسرني وأنتم تتوجهون في هذا اليوم المبارك إلى مقاعد الدراسة أن أزجي لكل طالب وطالبة منكم بتحية المحبة والاعتزاز بكم وبما تمثلونه بالنسبة للوطن من ثروة نعول عليها لبناء الأردن الأنموذج وطن الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان.

وبهذه المناسبة أود أن أؤكد لكم أبنائي وبناتي الأعزاء أن العلم والمعرفة رسالة شرف تشحذ الهمم وتنمي مواهبكم وإبداعاتكم وتضيء أمامكم طريق العطاء الموصول لتحقيق طموحاتكم في رسم صورة الوطن المشرقة بعون الله تعالى.

أبنائي وبناتي الطلبة الأعزاء

إننا نؤكد لكم وأنتم تحظون بعميق اهتمامي ورعايتي حرصنا الكامل على المضي في تحديث وتطوير مسيرة التعليم والنهوض بها وتهيئة الأجواء الملائمة أمامكم للتميز والإبداع وتوفير كل وسائل العلم والمعرفة الحديثة التي تثري تجاربكم وتطلق طاقاتكم وإبداعاتكم وتحفزها.

ولأننا ندرك أن رسالة العلم والمعرفة لا تكتمل إلا بدعم وتعزيز دور معلمي ومعلمات المدارس الذين يشكلون عماد العملية التعليمية والتربوية فإننا وجهنا الحكومة ومن خلال وزارة التربية والتعليم لدعمهم وتأهيلهم وتدريبهم ورفدهم بوسائل التقنية الحديثة وتوفير سبل الحياة الكريمة التي تليق بمكانتهم وبعطائهم.

أبنائي وبناتي الطلبة الأعزاء

يشهد العالم في هذه المرحلة وبخاصة عالمنا العربي والإسلامي اعتداءات آثمة من قبل المتطرفين والإرهابيين وبخاصة أولئك الذين يتسترون برداء الدين الإسلامي ويسعون لتشويه صورة الإسلام ونشر الخراب والدمار في أنحاء العالم ولهذا فإننا نؤكد أن المدرسة هي الركن الأساس في التوعية بجوهر وحقيقة ديننا الإسلامي العظيم الذي قدم للبشرية أنصع صور العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض الانغلاق والتعصب ولم تكن مدارس الإسلام على مدى التاريخ إلا منارات علم رفدت العالم بخيرة الخيرة من علماء ومفكرين كانوا روادا في مسيرة نهضة المجتمع الإنساني.

وانطلاقا من مفهومنا للإسلام دين الحق والعدل والمساواة فقد أطلقنا في العام الماضي "رسالة عمان" لتوضيح رسالة الإسلام الحقيقية وإبراز صورته المشرقة القائمة على مبادىء التسامح والاعتدال والتعايش والانفتاح والحوار ونبذ العنف والإرهاب والتصدي للادعاءات وللتعاليم الزائفة للمتطرفين.

مرة أخرى أحييكم في شتى مواقعكم في القرية والبادية والمخيم والمدينة، وإننا على ثقة أكيدة بنجاح مسيرتنا لبناء الأردن الحديث منطلقين من إيماننا الراسخ بوعيكم وانتمائكم الصادق لوطنكم متمنيا لكم جميعا ولمعلميكم ومعلماتكم النجاح والفلاح في كل ما تصبون إليه من علم نافع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالله الثاني ابن الحسين