رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى سمو الأمير حمزة بن الحسين
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي الأخ العزيز
الأمير حمزة بن الحسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
فيسرني أن أبعث إليك بأطيب تحياتي وخالص أمنياتي بموفور الصحة والسعادة والتوفيق. وأن أعرب عن عميق محبتي لك واعتزازي بك أخا وأميرا هاشميا وجنديا من جنود الوطن المخلصين الحريصين على أداء الواجب وتحمل أمانة المسؤولية بروح الإيثار وبالسيرة العطرة التي عرفتها فيك منذ بداية عطائك الخير. وقد اخترتك بنفسي قبل خمس سنوات ومن بين جميع إخوتي ومنهم من هو أكبر منك سنا لتكون وليا لعهدي وسندا لي عندما تقتضي الضرورة.
وقد استقر في ضميري ووجداني منذ بداية تحملي للمسؤولية الأولى في الأردن العزيز أن أحرص على إيضاح الصورة الحقيقية وتجسيد المضمون المستمد من الدستور لمنصب ولي العهد وهو أن هذا المنصب شرفي لا يعطي لمن يحل فيه أية صلاحيات ولا يحمله أية مسؤوليات.
وقد أكد لنا والدنا المغفور له الحسين قبل وفاته على ضرورة الالتزام والتقيد بالمفهوم الشرفي لمنصب ولي العهد. والتزمنا بذلك طوال السنوات الخمس الماضية. وقد تأكدت من أن وجودك في هذا المنصب الشرفي يقيد حريتك ويحد من إمكانية تكليفك ببعض المهمات ويحول بسبب طبيعته الرمزية بينك وبين تحمل بعض المسؤوليات التي أنت أهل لحملها والنهوض بها على أكمل وجه.
وبما أن الوطن بحاجة إلى جهد كل واحد منا وإلى العمل بأقصى طاقاته وإمكانياته وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ومن ضمنها الأردن العزيز، فقد قررت إعفاءك من منصب ولي العهد لتكون أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات أكلفك بها إلى جانب إخوتنا من أبناء الحسين وأفراد الأسرة الهاشمية.
وأنا واثق بأنك ستكون خير عون لي ولإخوتك في خدمة وطننا وأبناء أسرتنا الأردنية الواحدة الكبيرة.
أما منصب ولي العهد فسيبقى موضع اهتمامي وعنايتي على هدي من الدستور ولما فيه الخير للأردن العزيز ورسالته الهاشمية النبيلة.
وأسال المولى عز وجل أن يحفظك ويرعاك ويوفقك في خدمة الوطن العزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك
عبدالله الثاني ابن الحسين