رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء علي أبو الراغب حول دعم جهود التنمية

From King Abdallah II of Jordan
06 كانون الأول/ديسمبر 2001

بسم الله الرحمن الرحيم

دولة الأخ علي أبو الراغب حفظه الله
رئيس الوزراء الأفخم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

أبعث إليك وإلى زملائك الوزراء بأطيب التمنيات وخالص المودة والتقدير في هذا الشهر الفضيل الذي أكرم الله به عباده المؤمنين بأن جعله فرصة لجهاد النفس والصبر والمثابرة كما جعله مناسبة عظيمة للتراحم والتواصل ومد يد العون للمعوزين.

وإنني إذ أعرب لكم عن اعتزازي بما تقوم به الحكومة من جهود مخلصة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين ومنحهم الفرص لينعموا بحياة كريمة ومستقبل مشرق بإذن الله، لأود أن أوجه الحكومة إلى عدد من القضايا التي لمستها من خلال زياراتي للعديد من المناطق في وطننا العزيز ومتابعتي لأحوال المواطنين فيها، وحاجتهم للدعم من خلال إنشاء مشاريع تنموية وإنتاجية تساهم في إعطائهم القدرة على تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.

فقد لمست حماس المزارعين في عجلون والأغوار، والصيادين في العقبة للعطاء والإنتاج، إذا ما توفرت لهم وسائل الدعم والمشورة الفنية اللازمة، وأسعدني شغف المتقاعدين العسكريين للتدرب على مهارات الحاسوب الحديثة، وإقبال أبناء البادية والريف وبناتهما على الفرص التي تمنحهم تطوير قدراتهم المعرفية من خلال التعلم عن بعد.

وعليه فقد آن الأوان لأن نأخذ بأيدي هؤلاء الأخوة والأخوات جميعا لتحقيق آمالهم ورفع مستوى إنتاجيتهم وإسهامهم في نماء الوطن وازدهاره، بما يتواءم مع رؤيتنا الشمولية للتنمية المستدامة، ويتفق مع جهود الحكومة ومع برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي أطلقته الحكومة في الخامس عشر من الشهر الماضي بناءا على توجيهاتنا، الذي كان أحد محاوره الرئيسة تنمية المحافظات من خلال منهجية تعتمد على عطاء أبنائها وبناتها وتوفير سبل العيش الكريم لهم، وذلك من خلال مشاريع تنموية مستدامة تقوم على الجدوى والإنتاجية.

وانطلاقا" من كل ذلك، فإننا نود إنشاء صندوق خاص يكون بمثابة مظلة مؤسسية يساهم بدعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية ومشاريع محددة كتلك التي تحدثنا عن نماذج منها، بحيث يكون هذا الصندوق المبادر في تحفيز تنمية شاملة تعتمد على مشاريع تسخر طاقات المواطنين للإنتاج والإبداع وتقوم بمساعدة الفئات العاملة في إنجاح المشاريع، على أن تهيئ لهذا الصندوق إمكانات وسبل النجاح من خلال استقطاب الكفاءات القادرة على إدارته وتشغيله بكفاءة ومرونة وبما يحقق الغايات والأهداف النبيلة التي أنشىء من أجلها.

وإسهاما منّا في إنجاح هذه المبادرة التي نتطلع أن تلقى الدعم والاهتمام والرعاية من قبل الحكومة ومؤسسات القطاع الأهلي، فإننا نقدم مليون دينار لتكون نواة لموارد الصندوق، الذي ستعمل الحكومة على دعمه من مصادره التمويلية وعبر اتصالاتها مع المؤسسات المانحة محليا ودوليا، بالإضافة إلى ما سيتوفر نتيجة جهد القائمين على الصندوق باتصالاتهم مع المؤسسات الأهلية العربية والدولية لتحقيق غاياته النبيلة.

سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا لتحقيق تطلعاتنا والأسرة الأردنية في التقدم والرخاء، إنه نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين