رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بمناسبة عيد العمال
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الأخ مازن المعايطة حفظه الله
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسعدنا بمناسبة عيد العمال، أن نبعث بأحر تحياتنا وأصدق أمنياتنا بدوام التوفيق والتميز لعمال الوطن وبُناة عزه، أبطال مسيرة التنمية من أبناء الوطن وبَناته.
إن أحد أهم عناوين مسيرة التقدم في وطننا الغالي ما عُرف عن قواه البشرية من تميز وإقبال على العمل، وإدراك لأهمية الإخلاص في العطاء، والمساهمة في دفع مسيرة النهوض والبناء والتحديث قدماً.
وعليه، وجب على جميع الجهات المعنية بواقع العمل والعمّال مبادلة حرص العمّال الأردنيين وعطائهم بالرعاية والدعم والتمكين، لمضاعفة إنتاجيتهم؛ وهي المؤشّر الأصدق على استمرار واستدامة نمو اقتصادنا الوطني وازدهاره.
إن توفير التدريب النوعي للعامل الأردني، وتمكينه وتأهيله، إضافة إلى موقع الأردن الجغرافي وعلاقاته الاقتصادية والسياسية مع مختلف الدول في العالم، هو الأساس في تعزيز الميزة التنافسية للاقتصاد الأردني، وقدرته على استقطاب الاستثمارات العالمية، التي تسهم في توفير فرص العمل المناسبة للإنسان الأردني.
وهنا يتجلى دور النقابات العمالية واتحادها العام، في استثمار ما توفره قطاعات العمل الواعدة من فرص اقتصادية وعمالية، لضمان النصيب الأعظم لأبنائنا وبناتنا في رفد هذه القطاعات، بالعمالة المؤهلة والمدربة.
وانطلاقاً من ذلك، فإننا نحث نقاباتنا، بيوتات الخبرة ورعاتها والشريك الأساس في معادلة الإنتاج، على التواصل مع أرباب العمل والمستثمرين في القطاعات الواعدة، ومع المؤسسات الوطنية التي تؤهل وتدرب الأيدي العاملة، ليتم ربط التدريب باحتياجات هذه القطاعات، فتتعزز مؤهلات ومهارات شبابنا، فيتقدمون عمالة محترفة ومتميزة على مستوى الأردن والوطن العربي والإقليم.
ووطنياً، فإن الحكومة ومؤسساتنا الوطنية، ستواصل العمل الدؤوب لتأمين جميع الشرائح والفئات، وفي مقدمتها القوى العاملة الوطنية، بخدمات المرافق الأساسية من تأمين صحي وتعليم متميّز ومواصلات كفؤة لتمكين هذه القوى وحمايتها اقتصادياً واجتماعيّاً في مواجهة الضغوطات والتقلبات الاقتصادية العالمية.
ونغتنم هذه المناسبة، لنعرب عن فخرنا بالدور الريادي الذي يقوم به الاتحاد العام لنقابات العمال، وبخاصة في السنوات القليلة الماضية، التي شهدت معدلات نمو اقتصادي إيجابية، كان من نتائجها، توفير عدد كبير من فرص العمل للشباب الأردني، متطلعين إلى الاستمرار في عطائكم الخيّر، لكي نواجه التحديات الماثلة أمامنا، بجرأة وشجاعة، ونمضي قدما في جهودنا لبناء الأردن أولا ودائما، حاضرا ومستقبلا.
فنهنئكم ونهنىء الوطن بيوم العمل والعمال، يوم الأردنيين جميعاً، الذين يعملون كل في موقعه لبناء مستقبل الوطن المشرق. ودمتم خير ذخر للأردن، وسواعدَه المعطاءة.
وفقنا الله جميعاً في خدمة أردننا الحبيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالله الثاني ابن الحسين