مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع وكالة الأنباء الأردنية
وكالة الأنباء الأردنية: بداية، جلالة الملك، اسمحوا لنا أن نبارك لكم بيوم ميلادكم، ونبارك لنا ولكم، يا سيدي، بمئوية دولتنا العزيزة.
جلالة الملك عبدالله الثاني: أشكرك، وكل عام وأنت وكل أبناء أردننا الغالي وبناته بكل خير وصحة وأمان.
وكالة الأنباء الأردنية: جلالة الملك، شهد العالم عاما استثنائيا كان عنوانه وباء "كورونا"، الذي تأثر به الأردن كغيره من الدول. ما هي رسالتكم للأردنيين ونحن في مستهل عام 2021؟
جلالة الملك: رسالتنا الثابتة هي أن صحة مواطنينا وسلامتهم ومصالحهم أولويتنا. نمر، كغيرنا من الدول، في ظروف صعبة واستثنائية، بسبب جائحة "كورونا". ومنذ ظهور الوباء، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أبنائنا وبناتنا. لكن هذه الإجراءات أثرت على اقتصادنا وسبل معيشة مواطنينا، لذا تم اتخاذ ما يلزم من القرارات الحكومية لتخفيف أثرها على مختلف القطاعات وحماية الشرائح المجتمعية الأكثر تضررا. ووجهت الحكومة إلى الموازنة في قراراتها بين الحفاظ على الصحة العامة وحماية الاقتصاد الوطني، والسعي لتحويل التحديات إلى فرص.
وعلينا أن نتذكر أن المعركة مع "كورونا" لم تنته بعد، وواجبنا جميعا الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، وغير ذلك من إجراءات السلامة العامة. بالتزامنا جميعا، سنتمكن من تجاوز هذه الجائحة بشكل أسرع، بإذن الله.
وكالة الأنباء الأردنية: جلالة الملك، في ظل ما أحدثته الجائحة من تغييرات عالمية على صعد مختلفة، أين يقف الأردن اليوم من ذلك؟
جلالة الملك: نحن نتفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الجائحة وتبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وقفنا مع الأشقاء والأصدقاء، مثلما وقف بجانبنا العديد منهم، مشكورين. استثمرنا في علاقاتنا مع دول العالم، لنكون من أوائل الدول التي تمكنت من تأمين وصول جرعات من المطاعيم. وهنا، دعني أشير إلى أن هذا البلد كان حريصا على شمول أشقائنا اللاجئين في خطة توزيع اللقاح، شأنهم شأن كل الأردنيين، انطلاقا مما يحمله الأردن من رسالة إنسانية، فهنا، تلقى أول لاجئ في العالم اللقاح ضد فيروس كورونا.
وكالة الأنباء الأردنية: وعلى الصعيد المحلي، جلالتكم؟
جلالة الملك: كما تعلم، تعاملنا مع الأزمة وفق منهجية مؤسسية، وبتعاون بين جميع مؤسساتنا. وكان التحدي هو تطوير الأداء وآليات العمل في ظل تغيرات متسارعة. وبمقارنة الأرقام مع غيرنا، فإن الأردن، بحمد الله، ارتقى بإمكانياته، ليتجنب خطر نقص الأسرّة الطبية والأجهزة والمعدات المطلوبة لمواجهة الفيروس. وتم إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية في وقت قصير.
وبتوفيق من الله، استطعنا أن نعزز مخزوننا الاستراتيجي من الغذاء، وظهرت فرص واعدة في قطاع الصناعات الغذائية. مثلما أننا، وفي الوقت الذي عانت بعض الدول من نقص في الكمامات ومعدات السلامة، استطعنا أن نصنّعها ونصدّرها، وهذا أيضا قطاع واعد، بالإضافة إلى قطاع الصناعات الدوائية.
وكان وما زال همنا الأول والأكبر، هو الحفاظ على أرزاق الناس، ومصادر دخلهم، وأن نحمي الطبقة الوسطى من التراجع، لأنها العماد الحقيقي للاقتصاد، ودون طبقة وسطى قوية، لا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض أو يستمر. لذا وجهت الحكومة إلى العمل على تسهيل إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أجل الحفاظ على الطبقة الوسطى وتنميتها، والتشجيع على استثمار قدرات شبابنا في قطاعات حيوية مثل تكنولوجيا المعلومات والتعليم التقني النوعي، بالإضافة إلى تمتين الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومأسستها، لأنها الأساس في إعادة تحريك عجلة الاقتصاد.
وكالة الأنباء الأردنية: وهل جلالتكم راضون عن النتائج حتى الآن؟
جلالة الملك: هناك دائما مجال للتطوير، لكن التقدير واجب للجهود التي تبذل من مؤسسات حكومية وجيش وأجهزة أمنية، والقطاع الصحي والخدمي، والقطاع الخاص. وقبل ذلك كله، لولا تعاون المواطنين مع المؤسسات وقيام كل شخص بواجباته، ما كنا استطعنا أن ننجز ما أنجزنا. وفي هذا السياق، كل الشكر لجهود المؤسسات الإعلامية الوطنية في القطاعين العام والخاص، في التوعية وإرشاد المواطنين والإشارة إلى مواقع القصور أو الخطأ بشكل مهني وحيادي.
ولا بد من تقدير خاص للتضحيات الكبيرة لكوادر الجيش الأبيض الذين ثابروا وعملوا وضحوا، فرحم الله إخواننا وأخواتنا الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الطبي، ممن قضوا أثناء تأدية الواجب، جراء "كورونا". كل فرد منهم هو وسام عز لي ولكل أردني وأردنية. وتقديرا لهذه التضحيات، وجهت المعنيين بضرورة أن تحظى هذه الكوكبة بتكريم يليق بتفانيها في عملها الوطني والإنساني.
وكالة الأنباء الأردنية: تحدثتم جلالتكم عن أهمية الإصلاح الإداري، هل تحقق المطلوب؟
جلالة الملك: بصراحة، ليس بعد. تم إنجاز خطوات عدة، لكن بقي الكثير، لذا وجهت الحكومة إلى وضع برنامج لتحقيق إنجازات عملية وملموسة لتطوير وتحسين فاعلية جهازنا الإداري. يجب تكريس معايير واضحة للتقييم والأداء، تحفز الإبداع والعمل الجاد، ولا تسمح للتكاسل، أو لقلة لا تؤدي دورها، بإعاقة الإنجاز. ويجب وضع برامج تدريب مستمرة، تنمي الكفاءات وتضمن مواكبتها للتطورات، وتعيد الألق إلى جهازنا الإداري، الذي لطالما تمتع بسمعة طيبة.
كذلك يجب تنقية جهازنا الإداري مما علق به من شوائب، مثل الواسطة التي هي ظلم وفساد، ويجب اتخاذ كل التدابير الإدارية والقانونية والاجتماعية لمحاربتها، مثل الأتمتة وتوفير الخدمات الإلكترونية لتحقيق الفاعلية في الأداء. ولا بد من تعزيز الأدوات الرقابية في مؤسسات الدولة، لضمان أداء فاعل شفاف، يحترم التشريعات ويسير بوضوح نحو الأهداف.
وكالة الأنباء الأردنية: وما هو المطلوب، جلالتكم، لتحقيق ذلك؟
جلالة الملك: لنكن صريحين، النمو الاقتصادي يحتاج موارد واستثمارات قد لا تكون متوفرة دائما، لكن الإصلاح الإداري لا يحتاج إلا إلى إرادة وبرامج وخطط واضحة، وهذه يجب أن تتوفر. نريد تقديم أفضل خدمة ممكنة لمواطنينا. وعلى كل مؤسساتنا أن تبدأ اليوم قبل الغد، بوضع برامج لتحسين آليات توفير الخدمة للمواطنين، وأن تضع أهدافا محددة متعلقة بسوية تقديم الخدمة ونوعيتها والعدالة في إيصالها، وأن يكون هناك تقييم دوري لمدى تحقيق هذه الأهداف.
ومدونات السلوك لدى الحكومة ومجلسي الأعيان والنواب، توفر الإطار العام لوضع أسس معلنة للعمل، لكنها لن تكون فاعلة بلا آليات رقابة وتنفيذ ومحاسبة، ويجب تعميم هذه التجربة على مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة، فلا نهوض اقتصاديا دون بيئة إدارية صالحة، لذا نحتاج أداء اقتصاديا وإداريا متميزا ومتكاملا. هذا الوقت، هو وقت العمل. "بدها شدة حيل من الجميع" دون مجاملات على حساب الأردن والأردنيين.
وكالة الأنباء الأردنية: يصادف هذا العام ذكرى مئوية الدولة الأردنية، والذكرى الخامسة والسبعون للاستقلال، ماذا تعني هاتان المناسبتان الغاليتان لكم؟
جلالة الملك: نفخر باستقلال بلدنا، واحتفالنا به هو أن نجدد العزم على ترسيخ الإنجاز، والبناء عليه، سعيا نحو الاعتماد على الذات، والاستثمار بالفرص، والإيمان بقدرات أبناء وبنات الوطن وقوة المؤسسات، وتعزيز سيادة القانون والعدالة، مع الاستمرار في التقدم والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
أما الحديث عن مئوية الدولة، فهو الحديث عن مئة عام من البناء والإنجاز، وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، برغم التحديات المستمرة. تحمل ذكرى مئوية الدولة معها مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن بني بسواعد الأردنيين وعزيمتهم وتكاتفهم، إذ التفوا حول الثورة العربية الكبرى وساندوا الحسين وطلال وعبدالله المؤسس، وصولا إلى الشريف الحسين طيب الله ثراهم جميعا، من أجل مبادئ الأمة ورسالتها التي أوصانا بها جدنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن ثم من أجل بناء واستمرار الدولة ومؤسساتها وعزة الوطن وأبنائه وبناته، وخدمتهم.
وعلينا أن نتذكر أن التحديات والعثرات جزء من أي مسيرة، وأن التأخر أحيانا ليس دائما نتيجة تقاعس، فبلدنا منذ نشأته، وهو عرضة لعشرات التحديات، ليس أقلها موجات الهجرة واللجوء المتلاحقة، وهذه التحديات، يترتب عليها تبعات تحتاج أحيانا سنوات لتداركها، لكن، بحمد الله، وبعزيمة الأردنيين ورسوخ المؤسسات الوطنية، نتمكن من التأقلم مع الظروف الصعبة.
ونحن اليوم بحاجة لإعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن قبل 100 عام، لذلك أدعو الأردنيين اليوم، وهم يمضون نحو المئوية الثانية، أن يتذكروا دائما ما يجمعنا كشعب بنى أقوى المؤسسات، وأنشأ دولة كان البعض يراهن على أنها لن تقوم، وأن يتذكروا ما مررنا به ومر به آباؤنا وأجدادنا من تحديات وصعاب، وظلم أحيانا، وما دفعناه ثمنا لمواقفنا العروبية وما تمليه علينا أردنيتنا وهويتنا، التي انصهرت فيها كل المنابت والأصول. كلنا أبناء هذا الوطن، العامل والمزارع والأكاديمي، وفي البادية والقرية والمدينة. كلنا جنود هذا الوطن وحراسه، والشباب الذين يدرسون في الخارج، ويحققون درجات متقدمة بإبداعاتهم وإنجازاتهم، لهم حق علينا، في دعمهم وتشجيعهم على العودة إلى وطنهم، لكي يتسنى لهم خدمته بتخصصاتهم ومؤهلاتهم، تماما مثل نظرائهم الذين يدرسون ويبدعون في جامعاتنا وكلياتنا.
وبإذن الله وعزيمة الأردنيين، وكرمهم سيظل هذا البلد الغالي، ملاذا آمنا لكل من طلب العون، وموطنا للأحرار، فنحن الأردنيين، لم نغلق أبوابنا في وجه مستغيث أو ملهوف، بل رحبنا بهم في بيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا، وتقاسمنا معهم لقمة العيش.
وإنني لأفخر بأنني من هذا الشعب العظيم الذي لا يعرف المستحيل. وما أتمنى أن أراه في المئوية الثانية للدولة الأردنية، هو أن نحتفي بدولة تكبر بأبنائها وبناتها وتكبر أكثر بمنجزاتها، دولة ذات اقتصاد إنتاجي يعتمد على ذاته، وقوى بشرية مدربة ومؤهلة، وقطاع عام رشيق وحيوي يخدم مواطنيه، وقطاع خاص قوي وفاعل وشريك حقيقي لمؤسسات الدولة. أحب أن أرى الأردن مستمرا في حمل رسالته الوطنية والعربية، جيشه ثابت على مبادئه الراسخة في الدفاع عن أرضه وعن قضايا أمته، يتمتع فيه الجميع بأرقى خدمات الصحة والتعليم والنقل، ويكون مضربا للمثل في تميزه، وكلي ثقة وتفاؤل وأمل، أن مئويتنا الثانية ستكون مئوية التعزيز والتطوير والإنجاز.
وكالة الأنباء الأردنية: مولاي، بعد مرور 100 عام على انطلاق عجلة التنمية والبناء وإنشاء مؤسسات الدولة والحياة السياسية، أين ترون الأردن اليوم، وإلى ماذا تطمحون؟
جلالة الملك: اتخذ الأردن، منذ نشأته، خطوات مستمرة جادة نحو التنمية الشاملة، لا سيما التنمية السياسية، التي تتطلب مشاركة جميع أطياف المجتمع في عملية صنع القرار. وقد كان البناة الأوائل، خير مثال على هذه العملية الديمقراطية التي أنتجت ما نجده اليوم من تشريعات ومؤسسات راسخة وقوية.
واليوم، انطلاقا من حرصنا على تراثنا، وإيماننا بضرورة التطوير المستمر لتعزيز المشاركة السياسية وزيادة مشاركة الأحزاب والشباب في البرلمان، لا بد من النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، كقانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون الإدارة المحلية، والسعي المستمر لمواصلة مسيرة التنمية السياسية. فهدفنا منذ سنوات طويلة هو الوصول إلى حياة حزبية برامجية راسخة، تمثل فكر الأردنيين وانتماءاتهم، وتحمل همومهم وقضاياهم الوطنية الجامعة، وتعمل من أجل تحقيق تطلعاتهم عبر إيصال صوتها وممثليها إلى قبة البرلمان.
وكالة الأنباء الأردنية: اسمحوا لي، جلالتكم، أن أنتقل إلى الشأن الإقليمي. لطالما كان للأردن دور نشط في العمل على تمتين العمل العربي المشترك. كيف تصفون جلالتكم جهود الأردن وعلاقاته الإقليمية؟
جلالة الملك: الأردن، بني على مبادئ العروبة والعمل نحو وحدة الصف العربي. وهذا هو نهجنا، فنحن نعتز بعلاقاتنا مع أشقائنا العرب جميعا، ومستمرون في الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في كل الظروف، فعلا وقولا. وسنواصل تعميق علاقات التعاون والتنسيق مع كل أشقائنا. وكان لنا العديد من اللقاءات والزيارات المتبادلة والاتصالات معهم، بهدف توثيق أواصر التعاون في مختلف القطاعات. ومأسسة العمل العربي المشترك تتطلب المزيد من التنسيق والتشاور، سعيا نحو تعاون اقتصادي أوسع، وهي أولوية وضرورة نوليها أقصى اهتمامنا.
ولا يمكن لمنطقتنا والعالم أن يحققا الأمن والاستقرار والسلام الذي ننشد، دون التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق القانون الدولي، والمرجعيات المعتمدة، ومبادرة السلام العربية.
القضية الفلسطينية، بالنسبة للأردن، هي القضية المركزية الأولى. ونحن مستمرون بالوقوف، بكل طاقاتنا وإمكانياتنا، إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، في مساعيهم لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة، ونحن على تواصل وتنسيق مستمرين معهم. شهداؤنا رووا ثرى فلسطين بدمائهم الطاهرة، وستتواصل جهودنا التي لم تنقطع، لتفعيل العملية السلمية وضمان وصولها إلى حل الدولتين، سبيلا وحيدا لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل.
ونحن مستمرون أيضا، بحمل شرف مسؤولية حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات، نكرس كل إمكاناتنا لحمايتها وحماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وكالة الأنباء الأردنية: وباعتبار جلالتكم رأس الدبلوماسية الأردنية، هل يمكن أن تلخصوا لنا مبادئ الدبلوماسية الأردنية وسياستنا الخارجية؟
جلالة الملك: بنى الأردن علاقات إقليمية ودولية على أسس راسخة من الصدق والوضوح والشفافية، كرست مصداقيته واحترامه. فنحن نتحدث بلغة واضحة صريحة مع الجميع، ونعبر عن مواقفنا وثوابتنا بثقة. ويحق للأردنيين أن يفخروا بسمعة وطننا والتقدير الكبير الذي يحظى به في العالم.
تستهدف سياساتنا بناء وتعزيز علاقات إقليمية ودولية قائمة على التعاون ومبدأ حسن الجوار، ولا نتدخل بشؤون الآخرين ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا. نقوم بدورنا كاملا في جهود حل الأزمات الإقليمية والدولية أحيانا، وتجاوز التحديات المشتركة وتحقيق السلام العادل خيارا استراتيجيا. نقدم الأفكار والطروحات والمبادرات التي تتفق مع ثوابتنا ومصالحنا، ونتفاعل مع طروحات الآخرين، فنقبل ما ينسجم مع ثوابتنا ونرفض ما يتناقض معها. وكسب هذا الوضوح وهذا التفاعل لبلدنا، احترام المجتمع الدولي، وجعل لنا دورا دبلوماسيا يتخطى الحجم والموارد.
ولنا دور ريادي في تعزيز صوت الاعتدال والتشجيع على حوار الأديان، في مواجهة قوى التطرف والإرهاب، وتجسد ذلك في مبادرات عدة، بينت الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف، في وقت كانت تتعالى فيه أصوات الكراهية والخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا). وللأردن دور الآن في الجهود الدولية لرسم ملامح الطريق لتخطي تداعيات جائحة كورونا الإنسانية والاقتصادية.
وكالة الأنباء الأردنية: سيدي، هل تسمحون لنا بسؤال أخير؟ تلقيتم لقاح "كورونا" أخيرا، هل لكم أن تحدثونا عن تلك التجربة؟
جلالة الملك: نعم، تلقيت اللقاح، التزاما بالتعليمات والتوصيات الصحية لجميع المواطنين. وحرصت على تلقيه أمام عدسة الكاميرا، ليدرك الجميع أن العملية سهلة وآمنة. أحسست ببعض الأعراض الخفيفة، من تعب وصعوبة في النوم ليومين بعد تلقي اللقاح، ولكن الفائدة أعظم بكثير، خاصة مقارنة بخطر الإصابة، لا سمح الله. وبتلقي المزيد من الأردنيين للقاح، سنتمكن، بعون الله، من البدء بالتعافي والعمل لتعود الحياة إلى طبيعتها. والحمد لله على كل شيء.
وكالة الأنباء الأردنية: شكرا، جلالة الملك، على هذا الحوار الثري، وكل عام وأنتم وأردننا بألف خير.
جلالة الملك: وأنتم بألف خير، شكرا جزيلا.