مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع مجلة دير شبيغل الألمانية
دير شبيغل:صاحب الجلالة، شكّل أبو مصعب الزرقاوي تهديداً لا للعراق فحسب، ولكن لبلدكم أيضاً. وقد قتل الآن. هل غدا هذا الجزء من العالم مكاناً أكثر أمناً؟
جلالة الملك: لقد أُغلق فَصْل، ولكن الإرهاب والتطرّف سيستمران. وسيحل شخص آخر محل الزرقاوي، بصرف النظر عن هويته. ومن الواضح أنه بالنسبة للأردنيين.. بسبب الجريمة التي راح ضحيتها ستون شخصاً هنا.. فإن المسألة وصلت إلى نهاية المطاف، وهذا بحدّ ذاته سبب لنواصل مسيرتنا. فهذا الجزء قد يكون انتهى. ولكن الأمر برمته لعبة تكتيكية في الحرب ضد الإرهاب. وفي نهاية المطاف نريد أن نحقق الاستقرار ونفتح طاقة الأمل في العراق. فهذه هي الطريقة الوحيدة لنلحق الهزيمة بالإرهاب.
دير شبيغل: هل صحيح أن المخابرات الأردنية لعبت دوراً حاسماً في تعقّب الزرقاوي والوصول إليه؟
جلالة الملك: لقد لعبنا دوراً وهذا ليس بجديد. فنحن نعمل مع المجتمع الدولي لا فيما يتصل بالزرقاوي فحسب، بل وفي تعقّب العديد من الإرهابيين أيضاً. وتاريخياً قمنا بالكثير بصورة وثيقة مع ألمانيا. وكان هذا جزءًا من استراتيجية عالمية.
دير شبيغل:حتى بعد مقتله، كان الزرقاوي مصدراً لإثارة المتاعب. فقد قام أربعة نوّاب ينتمون إلى جبهة العمل الإسلامي بتقديم تعازيهم لأسرته. ووصفوه بالبطل وبالشهيد، وحتى بالمجاهد. هل يتعرض الاستقرار في بلدكم للخطر؟
جلالة الملك: لا، إطلاقاً. هناك بعض العناصر في مجتمعنا من الأفراد المُضلّلين. فالزرقاوي كان قاتلاً بالجملة، لا يكتفي بقتل الأبرياء في الأردن، ولكن وفي العراق وفي أماكن أخرى. ولا يمكنني أن أتخيّل كيف يجعل بعض الناس من هذا الرجل بطلاً. فإذا ما تناسينا الأعمال التي قام بها ضد العسكريين ورجال الأمن. فكيف يمكن أن نتناسى أن هناك أناساً في الأردن والعراق وبعض البلدان الأخرى عانوا من فقدان المدنيين، من الرجال والنساء والأطفال. أما بالنسبة للحركة الإسلامية، فإنني أعتقد أننا عندما ننظر إلى الأردن، فإن الأغلبية الساحقة أناس معتدلون محبّون للسلام. وأعتقد أن الجدل الدائر في مجتمعنا الآن هو أن على الناس أن يتفقوا على أن لا يتسامحوا إطلاقاً مع الإرهاب. وعلينا أن نحدّد لكل فرد ما الذي يعنيه الإرهاب، وهذا ما تقوله رسالة عمّان: وهو أننا لا نستطيع بعد اليوم أن نقبل بالتطرّف. نريد أن نتواصل مع الأغلبية الساحقة من المسلمين المعتدلين في أرجاء العالم. ومن الواضح أن رسالة عمّان بالغة الأهمية، لا للعالم الإسلامي فحسب، ولكن في عملية التواصل مع أوروبا أيضاً، لأن لديكم مجتمعات إسلامية في بلادكم. فالطريقة التي أنظر فيها إلى المسلمين في ألمانيا، على سبيل المثال، تتمثل في أن هذا البلد يمنحهم الحماية والحقوق ذاتها التي يتمتع أي مجتمع آخر داخل ألمانيا، وفي المقابل فهم بحاجة إلى أن يلتزموا بالإخلاص للدولة. وهم قد يكونون مسلمين، ولكن عليهم أن يكونوا أيضاً مواطنين ألمان يعتزون بمواطنتهم. وهذه هي الرسالة.
دير شبيغل:هل تجاوز أعضاء مجلس النواب الأربعة أولئك خطّاً أحمر؟
جلالة الملك: لا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك أي تسامح تجاه الناس الذين يحضّون على الإرهاب ويدعمونه بأي شكل من الأشكال، ولا أعتقد أن هذه الصورة تقتصر على الأردن، بل هي صورة للمجتمع العالمي. فإذا كان هناك أناس يدعمون الإرهاب ويشجعونه بصورة نشطة، فهم يقفون في الجانب المقابل لا في جانبنا. وما نقوله هو جزء من رؤية الأردن، وجزء من رسالة عمّان، لا للعالم الإسلامي وحده، بل تواصلاً مع العالم الغربي، ومؤدّاه أن علينا جميعاً أن نقرّر ما هي الإنسانية، وما هي الروابط المشتركة بين المسلمين، والمسيحيين، واليهود، الذين يخشون الله، ويؤمنون، كما تعلم، بالخير مقابل الشر. وهذا هو الخط الذي نرسمه، لا للأردن فحسب، بل لجميع البلدان أيضاً.
دير شبيغل: ما الذي تقوم به لرسم هذا الخط؟
جلالة الملك: سأتناول طعام الغداء اليوم مع قادة المجتمع لدينا، وسيكون هناك أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، الذين يعتبرون من المعتدلين في نهاية المطاف. وأعتقد أنك تتفهّم معنى التكفير الذي هو اعتبار شخص ما كافراً؛ وأيديولوجية التكفير، بشكل أساسي، مفادها أنه إذا لم تتفق معي فلي الحق في أن أقتلك، وهو أمر لا أستطيع أن أتفهّم كيف يرتبط بالدين. وفي مناقشاتي مع الإخوان المسلمين هنا، لا أعتقد أن غالبيتهم تنادي بالفكر التكفيري، وأقول إن غالبيتهم الساحقة من المعتدلين، ولكن لا بدَّ من رسم ذلك الخط. إذا كنت تعتقد أن قتل الأبرياء عمل صائب، فأنت لست جزءًا من مستقبلي. وهذا هو التفاعل الذي نقوم به مع المجتمع في الوقت الحاضر.
دير شبيغل: هل ستقوم بإعادة تحديد علاقتك مع الإخوان المسلمين؟
جلالة الملك: عليهم أن يعيدوا تحديد علاقتهم معنا. فقد كانوا يعملون في المنطقة الرمادية في العقود الماضية. وأعتقد أن على المجتمع في أرجاء العالم الآن أن يقرّر ما هو الخير وما هو الشر. وأعتقد أن غالبية الإخوان المسلمين يريدون مستقبلاً خيّراً لهذا البلد، ومستقبلاً خيّراً لأطفالهم. وأعتقد أننا يمكننا جميعاً العمل فريقا. ولكن هناك بعض المبادىء. والتكفير ليس واحداً منها.
دير شبيغل:هل ما يجري في العراق سيحدد مستقبل بلدكم والبلدان الأخرى في الشرق الأوسط؟
جلالة الملك: ما يحدث في العراق يترك أثره علينا جميعاً. وهو نتيجة لتكوين العراق، والحدود التي تحدّ العراق. ولهذا نصلّي جميعاً كي يتحرك العراق في الاتجاه الصحيح. وأعتقد أننا شهدنا بعض النجاحات، على الأقل فيما يتعلق بالانتخابات. وقد شُكّلت الحكومة، ويجب أن تكون حكومة وحدة وطنية تتقبّل كل فرد باعتباره جزءّا من عراق المستقبل. ومَنْ يتولى منصب وزير الدفاع أو وزير الداخلية، يجب أن لا يمثل طائفة بعينها، بل أن يمثّل جميع العراقيين. وإذا كان العراق في وضع سليم، فسيغدو على الفور جزءا من المجتمع الدولي. ولكن إذا ما استمر العراق في العنف الطائفي، لا قدّر الله، فإن هذا سيؤدي إلى حرب أهلية. وهذه ستوقع الضرر بالجميع في المنطقة؛ ومن الواضح أن لإيران اهتمام بمستقبل العراق، وأن للأتراك قضية مع الأكراد، وأن لدينا علاقات مع العراق - وهكذا، فإذا ما نشبت الحرب الأهلية في العراق، فإن كل واحدٍ سيدفع ثمناً لهذا. ومهما كانت المسافة التي تفصلنا، فإننا جميعاً سنشعر بآثار مثل هذه الحرب.
دير شبيغل: هل تعتقد أن رئيس الوزراء المالكي ستكون فرصته في إنجاز مهماته أفضل من فرصة سلفه؟
جلالة الملك: ما يمكنني قوله هو أن الأمور جيّدة حتى الآن. وما زال الكثير من العمل أمامه. وهو بحاجة إلى دعمنا جميعاً. وسيبذل الأردن أقصى ما لديه من جهد لدعم الحكومة لتكون قادرة على المضيّ قُدُماً. ونأمل أن يقوم الآخرون في المنطقة بمساعدة العراقيين أيضاً.
دير شبيغل: ما هي الدروس المستفادة من العراق: الاستقرار أولاً، الديمقراطية ثانياً؟
جلالة الملك: أعود بذاكرتي إلى تجربتنا الأردنية. فقد ركزنا على النواحي الاجتماعية والاقتصادية لنضمن أن تكون المعدة ممتلئة لدى الناس. وأعتقد أن المجتمع إذا كان مرتاحاً اقتصادياً واجتماعياً، فبإمكاننا السير أشواطاً عظيمة سياسياً.
دير شبيغل: هذا هو النهج الغربي.
جلالة الملك: أنظر إلى العراق. لقد أجروا انتخابات، بينما الناس ما زالوا يموتون كل يوم، هذه هي المشكلة. وهكذا، كان لدينا عملية انتخابية، وهذه إشارة طيبة. ولكن إذا لم يكن هناك استقرار، فلن يكون هناك المستقبل الذي نتمناه للعراق. لذا، فلا بدَّ أن يسير الاستقرار والإصلاح يداً بيد. حتى لا تكون لدينا حرب أهلية، وحتى لا يكون لدينا نزاع. إن الاستقرار بالنسبة لنا هو اجتماعي واقتصادي، يتيح لنا التقدّم في العملية السياسية. والعراق مختلف قليلاً، فقد كان لديهم إصلاح انتخابي، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى الاستقرار على الأرض.
دير شبيغل: إن المنتفع سياسياً من الاضطرابات في العراق هو إيران. هل تقوم إيران بالمساعدة في حل المشكلة في العراق، أم أنها جزء من المشكلة؟
جلالة الملك: المثير للاهتمام بدرجة كبيرة على مدى الأسابيع العديدة الماضية هو أن البلدان الأوروبية كانت تعمل بصورة وثيقة مع الولايات المتحدة لمحاولة البدء في حوار مع طهران. ولو كنت مكان الإيرانيين لاعتبرت إجراء الحوار أمراً جيّداً بدرجة كبيرة. لأنه إذا لم تقم بالتحاور فسيكون هناك سوء تفاهم. وأنا أشجع جميع الأطراف على الحوار، وعلى أن يكونوا قادرين على التحدّث في جميع القضايا المتصلة بإيران. فالمسألة ليست قضية العراق وحده، فهناك قضية البرنامج النووي. ولا بدَّ أن تكون هناك معالم على طريق الحوار والتوقّعات. فالحوار المفتوح النهايات وغير المحدّد لا يوصلنا إلى أية نتيجة. وآمل أن يكون لدى الإيرانيين والأوروبيين والأمريكيين استراتيجية تؤدي إلى شيء بنّاء.
دير شبيغل: قبل فترة وجيزة، أجرينا مقابلة مع الرئيس مشرف، رئيس باكستان، وقد قال إن الإيرانيين حريصون على امتلاك قنبلة. هل تشاركه هذا الرأي؟
جلالة الملك: قيل لي أنهم يريدون الطاقة النووية لأغراض سلمية. ويقول آخرون إن هناك مؤشرات على أنهم يتحركون باتجاه إنتاج مُكوّنات معينة يمكن أن تكون جزءًا من قنبلة. على أي حال، فإنني أرجو أن لا يحدث هذا. فنحن لا نريد أزمة جديدة ذات تأثيرات سلبية في المنطقة. إن وجود سباق لامتلاك السلاح النووي هو آخر شيء يحتاجه هذه الجزء من العالم.
دير شبيغل: يُفترض أن إسرائيل قوة نووية؟
جلالة الملك: لقد آمنت دائماً بضرورة وجود منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. فنحن لسنا بحاجة إلى مثل هذه الأشياء في منطقة فيها هذا القدر من عدم الاستقرار، ولديها العديد من القضايا التي تحتاج إلى حلّ.
دير شبيغل: ما الذي سيكون أسوأ من الآخر - إيران التي تمتلك سلاحاً نووياً، أو الهجوم على إيران لمنعها من الحصول على الأسلحة النووية؟
جلالة الملك: إن لكل فعل ردّ فعل. وإذا ما هوجمت إيران، فستردّ بشكل ما، وأنت لا يمكن أبداً أن تخطط لأي عملية وتعرف أنك تستطيع احتواءها. إن أيّ عمل عسكري سيكون بالغ الضرر لنا جميعاً في المنطقة.
دير شبيغل: من الواضح أن إيران تفترض أن الولايات ليست قوية بما فيه الكفاية سياسياً، وليست في مزاج يدفعها إلى توجيه ضربة؟
جلالة الملك: من الخطر دائماً التقليل من شأن أي شخص. والشيء نفسه يمكن قوله من الجانب الأخر تأسيساً على أن إيران تهدّد الآخرين، علينا أن نكون صادقين ومخلصين مع بعضنا بعضاً. وعندما نبدأ في التقليل من شأن المعارضة أو الخصم نقع في المشاكل.
دير شبيغل: كيف تقيّم الوضع في هذا الجزء من العالم: هل العراق الآن هو القضية الأساسية المثيرة للقلق، أم أن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ما زال هو القضية الرئيسية؟
جلالة الملك: لقد قلت دائماً أن القضية المحورية الأساسية هي النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وما زلت أعتقد ذلك.
دير شبيغل: ألم تنتقل أهمية هذا النزاع؟
جلالة الملك: إننا لا نستطيع التقليل من شأن ما يحدث في العراق. ولدينا قضيتان رئيسيتان علينا أن نتعامل معهما، وكلتاهما تتصفان بالأهمية. والقضية الطويلة المدى هي الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لأنه إن لم نجد لها حلاً، فلن نستطيع حلّ القضية الإسرائيلية العربية. ولهذا أعتقد أن لها تأثيرات أكثر كثيراً على مستقبل هذه المنطقة.
فالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يتوقف عند نهر الأردن أو مرتفعات الجولان أو صحراء سيناء. فالسلام بالنسبة للإسرائيليين يعني - بالنسبة لي - احتواءهم وإدخالهم في الشرق الأوسط، من المغرب على المحيط الأطلسي وصولاً إلى الخليج والمحيط الهندي. وإذا ما كان هناك حل مؤقت قد لا يحقق للفلسطينيين التطلعات التي يطمحون إليها، فإن ما يقلقني هو أننا قد لا نكون قادرين على تحقيق سلام عربي - إسرائيلي. ولذا يجب أن لا نوفر أي جهد من أجل أن نوفّر على الجيل القادم عشر سنوات أخرى من النزاع.
دير شبيغل: قبل خمس سنوات قام الأردن بإخراج قادة حماس المنفيين من المملكة. ولا يبدو أنكم تثقون بأن حماس قادرة على الإسهام في تحقيق السلام؟
جلالة الملك: علينا أن نفرّق بين حماس الداخل وحماس الخارج. فحماس على الأرض انتّخبت بغالبية الأصوات. وهم الآن في وضع يحكمون فيه. وحمل مثل هذه المسؤولية يوجب عليك أن تكون مسؤولاً وأن تعرف كيف تتعامل مع الأشياء. وحماس تدرك هذا. فمن السهولة بمكان أن تكون في الخارج وتطلق الشعارات. والآن عليهم أن يكونوا هناك من أجل مستقبل الفلسطينيين. وعليهم أن يتحلّوا بالمسؤولية في وضعهم الحالي باعتبارهم حكومة. وآمل أن يعمل الوضع على الأرض على تغيير بعض مواقفهم.
دير شبيغل: حالياً، يبدو أن حماس وفتح على حافة حرب أهلية؟
جلالة الملك: ما رأيناه في الأيام القليلة الماضية بين فتح وحماس بالغ الخطورة. ففي هذا الوقت الذي يتحمّل فيه الفلسطينيون الكثير من المعاناة، على فتح وحماس أن تكونا قلباً واحداً.
دير شبيغل: بالنسبة لكثير من الغربيين يصعب تفهّم هذه الدرجة من التدمير الذاتي.
جلالة الملك: إن المنظمات والأحزاب السياسية تُعْنى بطموحاتها الشخصية. وكلّ منها يفكر بمستقبله في مقابل مستقبل شعبه. ونريد أن نشجع حماس على أن تكون قادرة على السير قُدُماً. وعلى الإسرائيليين أيضاً أن يكونوا مرنين بدرجة كافية من أجل ضمان مستقبلٍ للشعب الفلسطيني. وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إنه يؤمن بعملية السلام وبخريطة الطريق، وأنه يريد إعطاءها الفرصة. وعلينا جميعاً أن نشجّع الفلسطينيين والإسرائيليين للتركيز على الهدف النهائي العظيم من أجل إحلال سلام حقيقي أصيل، مع إسرائيل آمنة، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة.
دير شبيغل: يريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إجراء استفتاء في الضفة الغربية وقطاع غزة، آملاً أن تقبل غالبية الفلسطينيين المفاوضات المباشرة مع إسرائيل على أساس الاتفاقيات المعقودة حالياً.
جلالة الملك: آمل أن تكون هناك نتيجة إيجابية للاستفتاء، لأنني أعتقد أنه سيعيد الفلسطينيين إلى المسار ثانية، ويدفع بهم بالاتجاه الصحيح.
دير شبيغل: يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي في فرض سلام من طرف واحد، مستثنياً القدس الشرقية، ومحتفظاً بقطعة كبيرة من الضفة الغربية، وبمستوطنات يهودية كبيرة، ووادي الأردن مع إسرائيل.
جلالة الملك: مثل هذا الحل لن يحقق السلام في المنطقة، وما زلت أعتقد أن رئيس الوزراء أولمرت سيتمسك بوعده ويعمل على تحقيق حل مقبول مبنيّ على مفاوضات جادّة في إطار خريطة الطريق.
دير شبيغل: في الأسبوع القادم ستستضيف اجتماعاً للحائزين على جائزة نوبل للمرة الثانية. هل ستقدم مبادرة سلام جديدة؟
جلالة الملك: إن جزءا من المناقشات مع الحائزين على جائزة نوبل سيتركز حول القضية الإسرائيلية - الفلسطينية. وعندما يجتمع هذا العدد من العقول خارقة الذكاء، ربما بإمكانها الخروج بمعادلات وأفكار جديدة بصورة تامة. وقد وجهت الدعوة لمحمود عباس وإيهود أولمرت. وهكذا، ربما كانت هناك فرصة أمامهما لتبادل وجهات النظر مع أفضل العقول وأكثرها ذكاء في العالم.
دير شبيغل: جلالة الملك، شكراً جزيلاً لكم على هذه المقابلة.