مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع تلفزيون أبو ظبي

أجرى المقابلة: 
نارت بوران
For: 
تلفزيون أبو ظبي
23 كانون الثاني/يناير 2003

تلفزيون أبو ظبي: جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، نشكركم على هذا اللقاء مع قناة أبو ظبي، في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها المنطقة. ولنبدأ جلالتكم، إذا سمحتُم بالملف الأسخن، الملف العراقي. هل الحرب واقعة أم لا وما هي رؤيتكم لمجريات الأمور؟

جلالة الملك: أي حرب في هذه المنطقة ستكون لها آثار سلبية على المنطقة بكاملها وبخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية ونحن في الأردن عملنا كل ما نستطيع من أجل استمرار الحوار بين العراق والأمم المتحدة وتسوية هذه المشكلة بطريقة سلمية ونحن نعتقد أن تسوية هذه المشكلة بالحوار وبالطرق السلمية سيجنب شعوب المنطقة الكثير من تبعات الحرب وآثارها المدمرة.

تلفزيون أبو ظبي: طرحتم جلالتكم مؤخراً شعار "الأردن أولاً" هل سيؤثر هذا الشعار على سياستكم الإقليمية من ناحية الأولوية التي اعتدتم إعطاءها لقضايا المنطقة؟

جلالة الملك: "الأردن أولاً " بالنسبة لنا ليس مجرد شعار وإنما هو قاعدة رئيسية لمسيرتنا الوطنية في الحاضر والمستقبل وهو كذلك مرجعية نستعين بها ونستلهم منها مواقفنا تجاه كل القضايا والتحديات التي تواجه مسيرتنا الوطنية سواءً على الصعيد الداخلي أو الخارجي .

ونحن في الأردن نريد لهذا الشعار "الأردن أولاً " أن يكون قاسما مشتركا يلتقي عليه كل الأردنيين بغض النظر عن كل الاختلافات الفكرية أو الثقافية أو السياسية وهو بنفس الوقت خطة عمل يترجمها كل مواطن ومواطنة من خلال عمله ومشاركته في مسيرتنا الوطنية بغض النظر عن الموقع أو حجم المسؤولية التي يحملها كل مواطن وبكل وضوح "الأردن أولاً " تعني أن مصلحة الأردن يجب أن تكون فوق كل المصالح والاعتبارات، ونحن نرى أن "الأردن أولاً " هي الأساس الصحيح والقاعدة الراسخة لدورنا في دعم قضايا أُمتنا والدفاع عن حقوقها، وإذا أردنا أن يقوم الأردن بدور فاعل ومؤثر في دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم أو في مساندة الشعب العراقي الشقيق والدفاع عن حقه في الحياة الحرة الكريمة وسيادته على أرضه فلا بد أن يكون قوياً وقادراً على القيام بهذا الدور. إذن علينا أن نبدأ من الأردن وبناء الأردن القوي المزدهر هو الذي يمكن الأردنيين من القيام بواجبهم تجاه قضايا الأمة بشكل مؤثر وفعال.

تلفزيون أبو ظبي: لكن هناك من يرى أن هذا الشعار يمثل دعوة للتخلي عن فلسطين والعراق في هذه المرحلة . كيف تردون؟

جلالة الملك: أنا قلت من البداية أن "الأردن أولاً" لا تعني على الإطلاق أن نتخلى عن الوفاء بالتزاماتنا تجاه قضايا امتنا أو دورنا في دعم ومساندة الأشقاء العرب في كل قضاياهم العادلة، وأن الأردن سيظل كما كان على الدوام جزءا لا يتجزأ من أُمته العربية والإسلامية، ونحن في الأردن كلنا نشأنا على الانتماء للأمة العربية، والدولة الأردنية قامت على أساس وحدوي وعروبي، وحتى هذا اليوم جيشنا إسمه "الجيش العربي " والبرلمان عندنا إسمه" مجلس الأُمة "وليس مجلس الشعب، وكل مواطن أُردني وأنا واحد منهم تربينا على حب فلسطين والعراق وكل شبر من الأرض العربية وحب فلسطين والعراق يجري في عروقنا مثل دمنا لكن الفرق بيننا وبين غيرنا هو أننا نطرح شعار "الأردن أولاً" لتوحيد جبهتنا الداخلية وحشد كل الطاقات من أجل التنمية ومعالجة قضايانا الوطنية لكن مع الأسف كان الاهتمام بالقضايا القومية في كثير من الأحيان مجرد شعارات ترفع لتبرير فشل بعض القيادات في معالجة أوضاع شعوبها الداخلية وتحقيق التنمية والحياة الحرة الكريمة لهذه الشعوب وكانت هذه الشعارات البراقة في كثير من الأحيان تستخدم ذريعة لتبرير غياب الديموقراطية ومصادرة حريات الشعوب ومشاركتها في اتخاذ قراراتها الوطنية ونحن لسنا كالآخرين الذين إذا فكر المواطن عندهم أن يسأل في يوم من الأيام عن دور قيادته في معالجة قضايا التنمية والفقر والبطالة يكون الجواب "أسكت لأننا مشغولين بالقضايا القومية."

تلفزيون أبو ظبي: بعض الأحزاب الأردنية ـ جلالة الملك ـ ذات التوجهات القومية، تعترض على هذا الشعار، كيف يمكن إقناعهم بقبول الشعار؟

جلالة الملك: اعتقد أن على هذه الأحزاب أن تبدأ بمراجعة شاملة وموضوعية لأدبياتها وبرامجها بحيث تكون المصلحة الأردنية في رأس أولوياتها وفوق المصالح الشخصية لقيادات هذه الأحزاب أو أية مصالح أو اعتبارات أخرى وأنا قلت من قبل أنه آن الأوان لجميع الأحزاب في الأردن أن تتوحد في مجموعتين أو ثلاث رئيسية حتى تكون مقنعة ومؤثرة في حياتنا السياسية، واللجان التي تم تشكيلها لوضع آليات لتنفيذ توصيات وثيقة "الأردن أولاً " جزء رئيسي من مهمتها وضع خطة واقعية لتوحيد هذه الأحزاب وتفعيل دورها، أما أن تستمر الأحزاب في وضعها الحالي وبهذا العدد وهذا الشتات أو يستمر بعضها في تلقي توجيهاته من الخارج "بالريموت كونترول" فهذا لا يخدم لا القضايا العربية ولا القضايا الأردنية وإنما يخدم فقط تلك الجهات التي توجهها.

تلفزيون أبو ظبي: إذاً جلالة الملك، هل تغيرت الأولويات في ظل ما تشهده المنطقة من توتر متزايد في الضفة الغربية والعراق؟

جلالة الملك: منذ البداية قلنا إن أولوياتنا هي استكمال بناء الأردن العصري الحديث دولة المؤسسات ومجتمع العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الإنسان وهذه ترتبط بعلاقة جوهرية مع تحقيق النهضة الشاملة وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية التي تنعكس آثارها على حياة المواطن ومستوى معيشته وأنا شخصياً همي وشغلي الشاغل هو توفير الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن ومواطنة في هذا البلد وثقتي بالمستقبل كبيرة بعون الله.

تلفزيون أبو ظبي: جلالة الملك، تزامنت دعوتكم إلى تفعيل الحياة السياسية في الأردن مع طروحات بمنع النقابات المهنية من ممارسة العمل السياسي. هل أنتم مع هذا الطرح في ضوء الضعف الواضح للأحزاب السياسية في الأردن؟

جلالة الملك: أخي الكريم الأصل في عمل النقابات المهنية ورسالتها هو تطوير المهنة ورفع مستواها وخدمة العاملين فيها والحفاظ على حقوقهم وتحسين مستواهم المهني والإسهام في خدمة المجتمع. والقانون واضح وصريح في تحديد طبيعة عمل النقابات المهنية، لكن الذي حصل عندنا في الأردن وبصراحة هو أن غياب الأحزاب في فترات سابقة وغياب دورها المؤثر والفعال في هذه المرحلة ترك فراغا في الحياة السياسية، لذلك توجهت بعض النقابات للعمل السياسي وسد الفراغ الناجم عن غياب دور الأحزاب، لكن هذا مخالف للقوانين التي قامت على أساسها هذه النقابات، وبطبيعة الحال كان العمل في الجانب السياسي يتم على حساب الجانب المهني الذي هو الأصل والأساس في عمل النقابات. وهذا الوضع لا بد أن يؤدي إلى تراجع في مستوى المهنة وإلى إهمال حقوق العاملين فيها وتراجع دورها في خدمة المجتمع. وبالتالي لا بد من تصحيح هذا الوضع من باب الحرص على النقابات المهنية نفسها والحرص على حقوق المنتسبين إليها وسيادة القانون على الجميع.

تلفزيون أبو ظبي: لكن ما الضرر إذا مارست النقابات العمل السياسي؟

جلالة الملك: أولاً لا بد من الإشارة إلى بند العضوية الإجبارية في بعض النقابات والسؤال هنا هو إلى أي مدى ينسجم هذا البند مع مبدأ حرية وديموقراطية العمل في المجال السياسي؟ فالطبيب مثلاً أو المهندس مجبر على الانتساب للنقابة من أجل ممارسة مهنة الطب أو الهندسة وهذا مفهوم لكن لماذا تصدر البيانات والمواقف السياسية باسم هؤلاء المهنيين الذين انتسبوا للنقابة في الأصل لغايات مهنية فقط، وليس لهم علاقة ولا رغبة في العمل السياسي؟ ونحن لسنا ضد حق أي مواطن في ممارسة العمل السياسي لكن هناك قنوات ومجالات حددها القانون لممارسة العمل السياسي، ومجال هذا العمل هو الأحزاب والحياة النيابية، والحمد الله عندنا أكثر من عشرين حزب في الأردن، إذن لماذا خلط الأوراق وتداخل الأدوار؟ وباختصار نعم هناك مشكلة ولا بد من معالجة هذا الوضع بطريقة قانونية تعيد الأمور إلى وضعها الصحيح.

تلفزيون أبو ظبي: هناك جهات تقول إن الديمقراطية في تراجع والحريات العامة في انحسار ومن الأمثلة على ذلك محاكمة توجان فيصل، إغلاق بعض الصحف، اعتقال نقابيين .. إلى غير ذلك. لكن هنالك وعد ملكي بإجراء الانتخابات الربيع القادم فعلياً، إلى أين تسير في الأردن وهل ستجري الانتخابات في موعدها؟

جلالة الملك: أخي الكريم هذه الأصوات التي تبحث عن أي مناسبة أو أي سبب للتباكي على المسيرة الديموقراطية والحريات العامة معروفة لدينا تماماً ونحن نعرف غاياتها وأهدافها وأجندة أصحابها وهي أجندة غير وطنية بأي حال من الأحوال وأعتقد أن المواطن الأردني يدرك بما عنده من وعي وحس وطني أن أصحاب هذه الأجندات الخاصة والأصوات العالية يسعون لعرقلة المسيرة وتدمير الديموقراطية والتباكي عليها بنفس الوقت .

ودعونا نسأل أصحاب هذه الأجندات عندما شكلنا المجلس الأعلى للإعلام للحد من سيطرة الحكومة على الصحافة ووسائل الإعلام، هل هذا تراجع عن الديمقراطية أم تعزيز للحريات؟ وعندما تتشكل اللجان المتفرعة عن وثيقة" الأردن أولاً " وتكون إحدى مهماتها الرئيسية وضع خطة عمل لتوحيد الأحزاب وتفعيل دورها في الحياة السياسية، أليس هذا تعزيز للحريات وترسيخ للديمقراطية؟ وعندما تكون إحدى المهمات الرئيسية لهذه اللجان أيضاً حشد الجهود وحث جميع المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات النيابية القادمة هل هذا تراجع عن الديمقراطية ؟ ودعونا نسأل أيضاً هل هناك بلد يقوم فيه رأس الدولة شخصياً بالعمل من أجل توحيد الأحزاب وتفعيل دورها بما فيها أحزاب المعارضة غير الأردن؟

أما بالنسبة للانتخابات النيابية فنحن نسعى بإخلاص إلى إجرائها في الفترة التي حددناها في السابق وهي فصل الربيع من هذا العام وإن شاء الله تكون الظروف والأوضاع في المنطقة مناسبة لإجراء هذه الانتخابات على أكمل وجه وفي الشهر القادم سأصدر أمري بإجراء هذه الانتخابات.

تلفزيون أبو ظبي: يشهد العالم الآن ظهور بعض الحركات الإسلامية المتطرفة التي تتخذ من العنف أسلوبا، ما هي نظرة جلالة الملك لهذه المسألة ؟

جلالة الملك:مع الأسف هناك تيارات وتنظيمات كثيرة تدعي أنها تمثل الإسلام وهي في حقيقة الأمر تستخدم الإسلام كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو حزبية أو حتى فردية وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف تلجأ إلى العنف والتطرف والإرهاب. وهذه التنظيمات تعمل على تشويه صورة الإسلام ومبادئ الاعتدال والتسامح التي نادى بها الدين الحنيف، فالإسلام هو دين الاعتدال والوسطية كما جاء في القرآن الكريم" وكذلك جعلناكم أُمة وسطاً ". والإسلام هو دين التسامح وحوار الآخرين بالعقل والحجة تجسيداً لقوله تعالى " أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" صدق الله العظيم، وليس بالعنف والإرهاب. وهناك تيارات أخرى تعتمد على التعصب والانغلاق وعدم الانفتاح على الآخرين مع أن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي" اقرأ" بمعنى الدعوة إلى العلم والمعرفة وهذه التيارات أيضا ليست أقل خطورة على الإسلام من التيارات السابقة، ومعظم هذه التيارات والتنظيمات تعمل على خداع الشباب المسلم وتسميم أفكارهم وبالتالي السيطرة عليهم واستخدامهم لتحقيق أهدافها التي ليس لها علاقة لا بالإسلام ولا بالمسلمين.

ونحن من واجبنا كمسلمين التصدي لهذه الحركات والتنظيمات المشبوهة وكشف أساليبها في الافتراء على الإسلام. وأنا كمسلم هاشمي يتشرف بالانتساب إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أشعر أن من واجبي أن أكون في طليعة المدافعين عن الإسلام ضد كل من يحاول الإساءة إليه أو تشويه صورته النبيلة بأي شكل من الأشكال .

تلفزيون أبو ظبي: برأيكم جلالة الملك ، لماذا تلجأ هذه الجماعات إلى العنف ، رغم تعارض ذلك مع الإسلام؟

جلالة الملك:بطبيعة الحال علينا أن نتفهم حالة الغضب والإحباط التي يعاني منها الإنسان العربي والمسلم نتيجة الشعور بغياب العدالة أو بالظلم الواقع عليه، ولكن في نفس الوقت لا بد من أن ندرك أن حل الأزمات لا يكون بالعنف ولا بالإرهاب وإنما من خلال العمل العقلاني المدروس ومخاطبة العالم من حولنا باللغة التي يفهمها، فالقتل واختطاف الرهائن لا يمكن أن يحرر وطنا أو يبني دولة في أي مكان من هذا العالم، بالعكس، هذه الأعمال البشعة تكون لها نتائج سلبية ومدمرة على قضية من يمارسونها حتى لو كانت قضيتهم عادلة.

والسؤال هنا: ما هي الحكمة أو الفائدة التي جناها من قاموا باختطاف الرهائن في مسرح موسكو؟ أو الذين قاموا بتفجير بالي؟ أو الذين اغتالوا الدبلوماسي الأميركي في عمّان؟ ما ذنب هذا الإنسان الذي كان يخدم مجتمعنا وأهلنا؟ أي منطق وأي دين يمكن أن يبيح هذا العمل الإجرامي المرفوض؟

تلفزيون أبو ظبي: لكن هؤلاء يقولون أن من حقهم الدفاع عن أنفسهم ومواجهة أعدائهم بالعنف.

جلالة الملك:كل مسلم يعرف في قرارة نفسه أن قتل الشيوخ والنساء والأطفال والمسالمين خطيئة حرمها الإسلام وعندنا أمثلة كثيرة مشرفة على تعامل المسلمين الحقيقيين مع غير المسلمين. سيدنا محمد عليه السلام عندما دخل مكة فاتحاً عفا عن كل أعدائه ومنحهم الأمان، حتى الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الرسول وبحق المسلمين، وأوامر الخلفاء الراشدين لجيوش الفتح الإسلامي" لا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة ولا تقطعوا شجرة". عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل القدس فاتحاً أعطى الأمان لجميع سكان المدينة، والقائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من الصليبيين الذين قتلوا حتى الأطفال والنساء من المسلمين، لم يقتل لا شيخا ولا امرأة ولا طفلا ولا أسيرا، وبالمناسبة القتل والعنف ضد الأبرياء هو جزء من تاريخ غير المسلمين ومارسوه على المسلمين في فترات تاريخية كثيرة ولم يكن هذا العنف في أي يوم من الأيام جزء من ثقافة المسلمين أو أسلوبهم في التعامل مع غيرهم.

وبهذه المناسبة هذا نداء إلى إخواني الشباب المتحمسين لأمتهم ووطنهم، أدعوهم إلى المزيد من الوعي وعدم الانسياق وراء الشعارات البراقة التي تستخدم للتغرير بهؤلاء الشباب واستغلالهم لأهداف وغايات ليس لها علاقة بالإسلام ولا بالمسلمين.

تلفزيون أبو ظبي: ختاماً جلالة الملك قضية التسهيلات التي شغلت الرأي العام الأردني إلى أين وصلت ؟

جلالة الملك: قضية التسهيلات هي أمام القضاء وهي بأيدي أمينة، أما عن الاستمرار في محاربة الفساد فهذا واجب لا يمكن أن نتهاون فيه وسنستمر بكل عزيمة وقوة في ملاحقة أي شكل من أشكال الفساد وليس هناك أحد فوق القانون.