مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي
التلفزيون الإسرائيلي:جلالة الملك، شكراً جزيلاً على منحكم هذه المقابلة للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، اسمحوا لي أن أبدأ بطريقة غير تقليدية بالقول إنكم طالما استجبتم لطلبنا بإجراء هذه المقابلة وأفترض أن لديكم رسالة تودون إيصالها إلى الشعب الإسرائيلي؟
جلالة الملك: نحن جميعاً نرغب بذلك، إذ نجد أنفسنا الآن على مفترق طرق هام يتعلق بحياتنا ومستقبلنا، أكنّا إسرائيليين أم فلسطينيين أم أردنيين أم عرب إسرائيل، وأخشى أن تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام لنا جميعاً للعيش بسلام وانسجام في المستقبل، وهذا ما أراده جلالة المغفور له الملك الحسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين لشعبيهما وللمنطقة، ومع ما يجري من زخم ليس مع الأميركيين واللجنة الرباعية والإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل ومع تفعيل مبادرة السلام العربية واهتمام الدول الإسلامية خارج حدود منطقة الشرق الأوسط بالتواصل مع إسرائيل في محاولة لحل القضية الإسرائيلية الفلسطينة، فإن هذه هي الفرصة التي يجب أن نغتنمها جميعاً.
التلفزيون الإسرائيلي:تقولون يا صاحب الجلالة إنها الفرصة الأخيرة، وكنتم قبل ذلك قد قلتم" أننا إن لم نحقق تقدماً خلال قرابة الستة أشهر فإن الفرصة ستضيع".
جلالة الملك: إني أعتقد ذلك حقاً، وأعتقد أن الظروف في الشرق الأوسط قد تغيرت كثيراً، بحيث باتت هذه هي فرصتنا الأخيرة، ومع ما يجري من زخم الآن في الإتجاه الصحيح فإننا بحاجة للوصول إلى الشعب الإسرائيلي لنقول له أن لدينا هذه الفرصة لإيجاد حل نهائي لهذه القضية، وأعتقد أن مستقبل إسرائيل ليس في حدودها مع الأردن أو سوريا أو مصر، بل إن مستقبلها يكمن في اندماجها الكامل مع جيرانها، وفي إيجاد حل دائم للمشكلة الإسرائيلية الفلسطينية، بحيث يتحقق الحل القائم على وجود دولتين. وإلاّ فأعتقد أننا سنعيش دائماً في ظلال ما جرى على سبيل المثال في الصيف الماضي.
التلفزيون الإسرائيلي:هل تشعرون أن القيادة الإسرائيلية ورئيس الوزراء أولمرت وغيرهم يشاطرونكم الرأي نفسه بأن هذه هي الفرصة الأخيرة؟
جلالة الملك: أعتقد أنهم يدركون ذلك، ولكن، ومن خلال تجاربي التاريخية المحدودة والمتواضعة، فإن الناس أحياناً يركزون على القضايا التكتيكية ويغفلون عن القضايا الإستراتيجية، أو عن الصورة الأشمل، فالتركيز اليوم ينصب على ما يفعله جانبٌ دون الآخر، مقابل التركيز على الصورة الأشمل المتمثلة بالتوصل إلى سلام نهائي، تندمج فيه إسرائيل تماماً مع جيرانها في المنطقة، وأعتقد أن هذا ما يريده الشعب الإسرائيلي، وهذا ما يجب على الساسة الإسرائيليين التركيز عليه.
التلفزيون الإسرائيلي: برأيكم ما الذي يتوجب عمله يا صاحب الجلالة؟
جلالة الملك: لقد بدأت المفاوضات، أستطيع القول إنها بدأت رغم أنها لم تكن بمستوى توقعاتنا جميعا، ولكنها خطوة في الاتجاه الصحيح، ولنتذكر أنها ليست مفاوضات إسرائيلية فلسطينية فحسب، بل أن هناك تفعيل لمبادرة السلام العربية وبالإضافة إلى ذلك فهناك الدول الإسلامية، وهذه الدول هي دول كبيرة في العالم وديمقراطية وتعتبر مراكز قوى اقتصادية مؤثرة في مناطقها، وهي مهتمة أيضاً بمد يد السلام إلى إسرائيل.
التلفزيون الإسرائيلي:هل تتحدثون عن دول مثل ماليزيا وباكستان وإندونيسيا؟
جلالة الملك: نعم. هناك دول آسيوية ترغب بالمشاركة وتغيير ديناميكية الأمور، شريطة المضي قدماً بالحل القائم على وجود دولتين، لذا أعتقد أن هذه فرصة للشعب الإسرائيلي حتى يتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي وكذلك هي فرصة لنا جميعاً في المنطقة. وهي رسالة ليست للشعب الإسرائيلي فحسب بل إنها رسالة موجهة للشعب الفلسطيني أيضاً، بأن هذا وقت حاسم للشعب ليتخذ قراره. فأمامنا الآن هذه الفرصة التي لا أعتقد أنها ستبقى متاحة دائماً، وكما قلت لدينا فرصة محدود علينا اغتنامها.
التلفزيون الإسرائيلي:ولكن يا صاحب الجلالة قد يسألكم العديد من الإسرائيليين كيف يمكن إطلاق عملية سلام حيوية الآن، في حين ينظر إلى اتفاق مكة من قبل العديد من الإسرائيليين، وحتى على أعلى المستويات، أنه بمثابة انتكاسة، لأنه وفي الجانب الفلسطيني هناك إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تقبل بشروط اللجنة الرباعية؟
جلالة الملك: إنني أدرك تماماً وجهة نظر الشعب الإسرائيلي، وأعتقد أن مسعى اتفاق مكة كان يهدف إلى وقف أعمال العنف التي خرجت عن نطاق السيطرة بين الفصائل الفلسطينية، ومحاولة إيجاد وسيلة للمضي قدماً، فهناك حكومة قيد التشكيل. فليس الأطراف الدولية وحدها بل والدول العربية أيضاً تتوقع من الحكومة الفلسطينية الجديدة الالتزام بالسياسات المتفق عليها في اللجنة الرباعية، وفي الرباعية العربية أيضاً. فهناك الرئيس محمود عبّاس كشريك لكم في المفاوضات، وهو مستعد للمضي بالعملية السلمية قدماً، وهناك حكومة سيتم تشكيلها، وعليها الإلتزام بشروط الرباعية، وبالشروط العربية أيضاً. فأنتم لستم وحدكم في هذه المسألة، بل إن هناك أرضية دولية مشتركة، ليست غربية فحسب بل عربية وإسلامية أيضاً، تعتقد بوجوب وجود معايير معينة على الحكومة الفلسطينية الجديدة أن تقبلها إذا ما أردنا المضي بالعملية السلمية قدماً. فعندما أقول إننا نوجه رسالتنا للشعب الإسرائيلي وكذلك للشعب الفلسطيني، فإننا نعني بذلك أن هذا هو الوقت المناسب للسلام وعلى القادة في الجانبين اتخاذ هذا القرار.
التلفزيون الإسرائيلي:هل تشاطرون العديد من الإسرائيليين الرأي أن ما نجم عن اتفاق مكة هو انقياد فتح والرئيس أبو مازن إلى حكومة بقيادة حماس؟
جلالة الملك: لا، إننا في الأردن لا ننظر الى منظمات وفصائل، بل إلى رئيس فلسطيني يرغب بالمضي قدما بالمفاوضات، وأن حكومته التي سيشكلها تعرف تماماً وقد فوّضته ببدء المفاوضات مع الإسرائيليين، وكما ذكرت فإنها حكومة يتوقع منها أن تلتزم بشكل تام بالاتفاق العربي والالتزامات الدولية.
التلفزيون الإسرائيلي:وماذا إن لم تفعل، وإذا ما استمر رئيس الوزراء هنية برفض ذلك؟
جلالة الملك: المشكلة أننا سنجد دائماً في كلا الجانبين من يرفض أو يجد الأعذار لعدم المضي قدماً، لن تكون هناك أبداً ظروف مثالية، فهذا صراع وسفك دماء مستمران منذ خمسين عاماً.. ولكني أعتقد أن ما نحاول عمله هو الوصول إلى الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني لنقول لهم إن ساستكم يستمدون التوجيهات منكم، فهل ستفوتون هذه الفرصة أم لا؟
التلفزيون الإسرائيلي:هل يمكن أن تكون هناك مساهمة عربية كبيرة، من الرباعية العربية مثلاً- دول الجوار العربية المعتدلة - للمساعدة في إطلاق هذه المفاوضات؟
جلالة الملك: أعتقد أننا نتحدث عن تفعيل مبادرة السلام العربية، التي أطلقها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية عام 2002، هذه المبادرة التي ستنطلق مجدداً، كما أن هناك اهتماماً من دول إسلامية للانضمام إلى هذه المبادرة، لذا أعتقد أن هذه مجموعة قوية وهي أيضاً رسالة قوية جداً للشعب الإسرائيلي.
التلفزيون الإسرائيلي:هل هناك إمكانية لإدخال تحديث أو تعديل أو إضافة على النص الأصلي الخاص بمبادرة السلام العربية؟ فقد تم بحث هذا الأمر على ما أعتقد في بعض مؤتمرات القمة العربية في السابق؟
جلالة الملك: يجب أن تعلموا أنه عندما أُطلقت مبادرة السلام العربية، صيغت بطريقة تأخذ بالاعتبار مخاوف الشعب الإسرائيلي، ومن الواضح أنه ما من اقتراح قد يأتي من جانب سيكون متوافقاً تماماً مع الجانب الآخر، ولكننا إذا ما نظرنا إلى صياغة نص المبادرة، وقد جاء نصاً مرناً قدر المستطاع، حتى يتمكن من الوصول إلى الإسرائيليين، ولنقول لهم إن الجانب العربي جاد بشأن السلام، ولديه النية الحقيقية بالمضي بالعملية السلمية قدماً، وأعتقد أن عليهم أن ينظروا إلى روح أي إعلان أو توجه نحو المضي قدماً. وعندما تبدأ مرحلة المفاوضات، عندئذ يمكن معالجة الأمور كافة، ولكن الناس يميلون إلى النظر إلى بعض التفاصيل الدقيقة في نصوص كهذه، في حين أن عليهم أن ينظروا إلى روح هذه المبادرة العربية الإسلامية.
التلفزيون الإسرائيلي: هل هناك إمكانية في حال استئناف المفاوضات بشكل كامل مع الفلسطينيين أن تقوم إسرائيل في الوقت نفسه أو بشكل متوازٍ بإجراء مفاوضات مع الرباعية العربية، ومع الدول الإسلامية التي ترغب بالتفاوض على التطبيع في المنطقة وعلى العلاقات المستقبلية؟
جلالة الملك: أعتقد أن كل شيء ممكن، ولكن ما نحتاج إلى عمله على المدى القصير، هو إطلاق العملية السلمية على المسار الإسرائيلي الفلسطيني، الأمر الذي يسمح عندئذ بالتحرك على المسار العربي الإسلامي، فتسلسل ذلك أمر يظل موضع بحث آخر، ولكن لدينا هذا الزخم الآن، فالإسرائيليون والفلسطينيون ليسوا وحدهم في هذه العملية، فالمجتمع الدولي بأسره.. ولأول مرة هناك دينامكية جديدة ممثلة بدول عربية وإسلامية، تريد المضي بالعملية السلمية قدماً، وتحقيق الحل القائم على وجود دولتين في نهاية المطاف، الأمر الذي يمكن إسرائيل عندئذ من الإندماج في المنطقة بشكل كامل.
التلفزيون الإسرائيلي: صاحب الجلالة، قلتم منذ البداية أن هذه هي الفرصة الأخيرة، هل لكم بالتعقيب على ذلك، ما هي مخاوفكم؟
جلالة الملك: أعتقد مجدداً أن الفرص التي أمامنا تتضاءل، وأن تواتر أعمال العنف في ازدياد مستمر في الشرق الأوسط، فقد شهدنا الأحداث المؤسفة في صيف ألفين وستة، وكانت أزمة عانى منها الجميع، وأعتقد أنه ومع ما يطرأ من تغيرات، فإننا سنجد أنفسنا في وقت قريب جداً، غير قادرين على الدفع باتجاه الحل القائم على وجود الدولتين، فإذا لم نتمكن من التوصل إلى هذا الحل، لن نتمكن من تحقيق السلام بين الإسرائيليين والعرب، وبين الإسرائيليين والعالم الإسلامي برمته، إن عدم الاستقرار هذا، أمر سندفع جميعاً ثمنه طيلة حياتنا، وفي رأيي هنا يكمن الإلتزام بكيف تريدون أن تنشؤا أبنائكم، هل تريدون أن ينشأوا على مدى خمسين عاماً قادمة من الصراع؟ هل هذا ما نريده لأبنائنا اليوم؟ أم أننا نرغب بالتواصل في نهاية المطاف، وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط؟ وللأسف، فإن علينا البدء بالمسألة الإسرائيلية الفلسطينية التي ستفضي بنا فيما بعد إلى مزيد من الاستقرار بين الإسرائيليين والعرب.
التلفزيون الإسرائيلي:كيف يمكن للأردن أن يساعد كل من الإسرائيليين والفلسطينيين في الجلوس معاً، والتوصل إلى إطار عمل ما، من شأنه أن يوصلنا جميعاً إلى مستقبل أفضل؟
جلالة الملك: بسبب العلاقة التي تربطنا بالجانبين، فقد كنا دائماً مجموعة من الدول التي تحاول التقريب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ونحن ندعم اللجنة الرباعية الدولية والرباعية العربية، وأطرافا أخرى من أجل تحقيق تقدم، لذا أعتقد أننا وسيط نزيه، رغم أنني لا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك دور وساطة، ولكننا هناك لدعم كل من الفلسطينيين والإسرائيليين للمضي بالعملية السلمية قدماً، ومرة أخرى، أعتقد أن المسالة - بغض النظر عما أقوله اليوم - هي أننا إن لم نمض قدماً بالعملية السلمية فما هي عواقب ذلك؟ وما هو البديل؟ أعتقد أن البديل سيكون مستقبلاً مظلماً جداً ومجهولاً لنا جميعاً، ولا أعتقد أن أحداً منا يريد ذلك.
التلفزيون الإسرائيلي:هل تمكنتم من إقناع الأميركيين - وقد كانت وزيرة الخارجية رايس قبل يومين في المنطقة - هل تمكنتم من إقناعهم بأن هذا هو الوقت المناسب للعمل؟
جلالة الملك: أعتقد أن ما وجدناه من وزيرة الخارجية، ومن الرئيس بوش أيضاً، ليس فقط من خلال هذه الزيارة، ولكن في زيارات سابقة إلى المنطقة، هو التزام كامل بدفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية إلى الأمام، فقد قامت وزيرة الخارجية رايس بزيارة المنطقة مرة أخرى، وأعتقد أنها ستعود في المستقبل القريب لزيارة المنطقة، وأعتقد أن الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته لديهما النية الحقيقية لدفع العملية إلى الأمام ما أمكن. لذا يمكنني القول إن هناك التزاماً كاملاً من جانب الرئيس الأميركي وإدارته بالمضي بالعملية السلمية قدماً.
التلفزيون الإسرائيلي:عندئذ إما أن تقدم حماس على تغيير موقفها، أو ألا يكون لموقفها تأثير على السياسة الفلسطينية؟
جلالة الملك: أعتقد أن المشكلة أننا نحاول دائماً النظر إلى الأطراف المختلفة، وهي موجودة فعلاً، فبصراحة وفي رأيي، هناك أطراف من الجانبين وأبعد، لا تريد للعملية السلمية أن تتقدم، ولذا يجب ألا نمنحهم هذه الفرصة، لأن البديل سيكون بمثابة كارثة علينا جميعاً. يجب أن نكون أكثر فاعلية للعمل بطريقة أسرع من أي جهة تحاول زعزعة العملية السلمية.
التلفزيون الإسرائيلي:اسمحوا لي يا صاحب الجلالة بالانتقال إلى قضية ساخنة أخرى، وهي إيران وطموحاتها النووية، هذه القضية التي ستستأثر بالعناوين الرئيسة للأخبار في المستقبل المنظور، ما هو موقفكم منها؟
جلالة الملك: كما قلت في السابق، إننا دائماً نؤمن بمنطقة خالية من الأسلحة النووية، ولكنني أعتقد أن هذا لن يتحقق في منطقتنا، وكما صرّحت في مقابلة أجرتها معي مؤخراً صحيفة إسرائيلية، إن التوجهات قد تغيرت، لأن هناك اهتمام كبير بالتوجه نحو الطاقة النووية، لذا فالتوجهات قد تغيرت في منطقتنا، ولكننا في الأردن نؤمن بوجوب وجود شفافية في هذه المسألة. هناك معايير واتفاقات دولية، أعتقد أن على الجميع العمل بها، والالتزام بالمقاييس الدولية فيما يتعلق بالطاقة والبرامج النووية. هناك نظام عالمي يحكم هذه المسألة، وعلينا جميعاً الالتزام به وإظهار الشفافية، أعتقد أن الصعوبات التي نواجهها في منطقتنا تكمن في الغموض الذي يكتنف الموضوع النووي، ففي منطقة تعتريها نزاعات كثيرة، فإن هذه المسالة تتسبب بالكثير من التوتر وسوء فهم في بعض الأحيان.
التلفزيون الإسرائيلي:العراق.. إنه بالتأكيد محط اهتمام بالغ لكم ولمملكتكم، وأعتقد أن لديكم الآن ما يقارب سبعمئة ألف عراقي اختاروا الإقامة في الأردن، بسبب الوضع غير المستقر في العراق، هل تعتقدون أن هناك طريقة ما لاستقرار الوضع في العراق، وعلى الأقل تحقيق مظاهر الانضباط والتهدئة فيه، بحيث يبقى العراق كياناً موحداً؟
جلالة الملك: بالتأكيد إن دول المنطقة والعالم كافة مهتمة جداً بعدم تفاقم الوضع الأمني في العراق، ولكننا نعمل مع الحكومة العراقية، وكذلك مع الأطراف كافة التي تربطنا علاقات بها، لضمان الحد من العنف الطائفي، لأنه إذا ما استمر بالخروج عن السيطرة، فسندفع جميعاً ثمن ذلك، لذا يتعين على دول المنطقة والعالم كافة أن تلتزم تماماً في محاولة لإيجاد حل للعنف الطائفي، ومنح العراق الجديد فرصة لتحقيق النجاح، وستكون هذه مهمة صعبة وشاقة، ولكن البديل سيكون غامضاً ومجهولاً.
التلفزيون الإسرائيلي:هل تعتقدون أن هناك فرصة لنجاح الخطة الجديدة التي تعمل الحكومة العراقية والأميركيون وحلفاؤهم على تطبيقها... مثل الخطة الأمنية في بغداد؟
جلالة الملك: عندما اجتمع الرئيس بوش برئيس الوزراء المالكي هنا في عمّان، كان همنا أن تكون الخطة معدة جيداً ووفق جدول زمني محدد... لذا أعتقد أنه يتعين على قوّات التحالف والحكومة العراقية، إجراء تقييم حول مدى نجاحهم في هذه الخطة، وإذا وجدوا أن هذه الخطة تتم وفق جدولها الزمني وكما أُعد لها بشكل جيد، عندئذ يمكنهم الاستمرار بها، وإلاّ فليتخلوا عنها ويبحثوا عن البديل.
التلفزيون الإسرائيلي:شكراً جزيلاً صاحب الجلالة... شكراً جزيلاً بالنيابة عن مشاهدينا.
جلالة الملك: شكراً جزيلاً.