مباحثات القمة الاردنية الامريكية

15 آذار 2005
عمان ، الأردن

أشاد جلالة الملك عبدﷲ الثاني بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالتزامه واستعداده الكامل للتعامل مع القضايا الأمنية بهدف دفع عملية السلام إلى الأمام ، معربا جلالته عن دعمه للرئيس عباس الذي سيكون شريكا فاعلا فيها. وأعرب جلالته في تصريحات مشتركة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش عقب مباحثات القمة في البيت الأبيض اليوم عن تفاؤله بان الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي سيمضيان قدما في عملية السلام وبشكل ايجابي. ووصف جلالته مباحثاته مع الرئيس الأمريكي بأنها مثمرة في السعي لتحقيق الأفضل لمنطقة الشرق الأوسط وانها فرصة لمناقشة عملية السلام في المنطقة وسبل دفعها إلى الأمام وكذلك عملية الإصلاح.

وقال الرئيس الأمريكي ان جلالة الملك عبد ﷲ يقود بلاده بحكمة لضمان تحقيق التغيير نحو الأفضل ؛ معربا عن شكره لقيادة جلالته الحكيمة ولتفهمه للحاجة إلى الإصلاح ولرؤيته الواضحة في محاربة الإرهاب.

وأضاف أن ابرز ما تم تحقيقه مع الأردن ، الدخول في مفاوضات تجارية من أجل تسهيل التبادل التجاري بين البلدين ؛ مشيرا إلى أن الإصلاح لا يتحقق إلا إذا كان هناك رخاء.

وأشاد برؤية جلالة الملك في تحقيق مستقبل مزدهر للمنطقة؛ مؤكدا أن جلالة الملك هو خير مثال على تشجيع الإصلاح ووضع آليات تنسجم مع تطلعات الشعوب، مما جعل الأردن نموذجا لدول المنطقة. وقال إننا نتطلع إلى نتائج قمة الجزائر المتعلقة بالإصلاحات. مشيرا إلى الإيجاز الذي قدمه وزير الخارجية هاني الملقي، حول خطط جلالة الملك والحكومة الأردنية في تطبيق الإجراءات المتعلقة بالإصلاح وسبل متابعتها.

وقال الرئيس بوش أن مباحثاته مع جلالة الملك ركزت على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل حث كلا الطرفين على تقديم التضحيات الضرورية، والتي تتضمن انسحاب إسرائيل من المستوطنات، وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة والنماء.

وأضاف أن على الفلسطينيين من جهتهم أن يستمروا في مساعيهم لمحاربة العنف. كما حث العالم العربي على مواصلة مساعدة الفلسطينيين لبناء مؤسساتهم الديمقراطية. وقال الرئيس بوش أنني أومن بأن عملية السلام قد حققت تقدما وأصبح السلام في متناول اليد؛ مؤكدا استعداد الولايات المتحدة للعمل على دفع عملية السلام إلى الأمام؛ ومساعدة الفلسطينيين على تطوير مؤسساتهم وخاصة المؤسسات الأمنية، من خلال تدريب قوات الأمن الفلسطينية لمساعدتها في محاربة العنف الذي يعيق عملية السلام. وقال: أنا اعتقد أن الرئيس الفلسطيني عباس لديه رغبة قوية في تطوير الدولة الفلسطينية لتعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

من جهة أخرى، أكد جلالته خلال المباحثات التي أجراها اليوم مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، أن تفاهمات شرم الشيخ شكلت انطلاقة جادة نحو تهيئة الظروف لبناء الثقة المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتشجيعهما على استئناف المفاوضات واتخاذ خطوات ملموسة على أرض الواقع للمضي قدما بعملية السلام وتنفيذ بنود خارطة الطريق تنفيذا كاملا.

وقال جلالته أن مؤتمر لندن الذي ركز على حشد الدعم الدولي للقيادة الفلسطينية ومساعدتها في بناء بنية تحتية أمنية وسياسية وتفعيل دور مؤسساتها الوطنية يعزز من الفرص المتاحة لبناء السلام الحقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

كما أكد جلالته خلال المباحثات التي حضرها مستشار جلالة الملك لشؤون الأمن، مدير المخابرات العامة، مقرر مجلس أمن الدولة الفريق أول سعد خير، ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير الخارجية هاني الملقي والسفير الأردني في واشنطن كريم قعوار أن تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط يسهم في ترسيخ الديمقراطية وتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الإصلاح والتنمية الإقليمية المستدامة.

وأكد جلالته أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقهما الا من خلال إعادة الحقوق العربية المشروعة وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وشدد جلالته على أن العالم العربي يتطلع إلى وضع نهاية عادلة ودائمة للصراع العربي الإسرائيلي. مشيرا جلالته إلى أن مبادرة السلام العربية التي تؤكد ضرورة تلازم جميع المسارات، جسدت رغبة العرب الحقيقية في إحلال السلام ونبذ العنف والتطرف.

وقال جلالته أن القمة العربية المقبلة في الجزائر، ستضع في سلم أولوياتها إحياء هذه المبادرة التي تؤدي إلى تسوية شاملة وتفعيلها وضمان تنفيذها.

وفي هذا السياق جدد جلالته التأكيد على أهمية الدور الامريكي في المنطقة وتمهيد الطريق امام التحريك الفعلي لعملية السلام.

وقال جلالته إننا نتطلع إلى استمرار الولايات المتحدة في دورها الحيوي والهام في دعم الجهود إلى تحقيق السلام العادل والشامل.

ودعا جلالته المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري للمساعدة في إعادة الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة أراضيه، والمساهمة في إعادة الاعمار وتمكين الشعب العراقي من بناء مستقبله الأمن.

وأكد جلالته ضرورة مشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في العملية السياسية. وحول الوضع في لبنان اكد جلالة الملك مواقف الاردن الداعمة لتطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار رقم 1559 وقراري مجلس الأمن 242؛ و338؛ مشيرا جلالته الى ان الاردن يدعم اجراء انتخابات حرة في لبنان وكل جهد يصب في المحافظة على استقلاله وامنه وسيادته؛ مؤكدا جلالته أهمية المحافظة على العلاقات الأخوية بين سورية ولبنان.

وفي سياق متصل، دعا جلالته إلى تكاتف المجتمع الدولي في محاربة العنف والإرهاب مشيرا جلالته أن هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن مبادىء الإسلام الحقيقي ومنافية لكل الأعراف والقيم الإنسانية. وبين جلالته أهمية مد جسور التعاون بين شعوب العالم وبناء شراكة من أجل دعم السلام والاستقرار في المنطقة وتلبية تطلعات شعوبها في التغيير الايجابي وتحسين مستويات حياتهم.

من جهة أخرى، أكد جلالته أن الأردن ماض في تنفيذ برامجه التنموية والإصلاحية؛ مشيرا إلى أن الأردن ملتزم في سعيه لبناء المجتمع المدني المنفتح والعصري. وقال جلالته أن الأردن قام بإصلاحات هيكلية لبناء الحياة الديمقراطية وضمان مشاركة القواعد الشعبية في تحديد الأولويات والاحتياجات والمساهمة في صناعة القرار من خلال تفعيل الحكم المحلي في الأقاليم.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية أعرب جلالة الملك عن تقديره للمساعدات الأمريكية التي تسهم في نجاح الأردن وتنفيذ برامجه التنموية والاقتصادية والتعليمية والاستثمار في الموارد البشرية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.

وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني التقى في البيت الأبيض صباح اليوم مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي ، حيث جرى استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة على الساحة الفلسطينية والوضع في العراق وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يواصل جلالة الملك يوم غد الأربعاء لقاءاته مع الفعاليات السياسية والتشريعية الأمريكية، حيث يلتقي جلالته مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني حيث ستكون المساعدات الأمريكية للأردن ومجمل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة من أبرز الموضوعات التي سيناقشها جلالته مع قيادات ورؤساء اللجان في الكونغرس.