حديث لجلالة الملك مع قناة دبي الاقتصادية

عمان
21 حزيران/يونيو 2003

اعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن امله في ان يعمل المجتمع الدولي بشكل جماعي على توفير البيئة التي تمكن العراقيين من حكم انفسهم باسرع وقت ممكن. واعتبر جلالته في مقابلة مع قناة دبي الاقتصادية بثت مساء الجمعة ان مسالة توفير الامن على الارض واعادة الخدمات تشكل خطوة فورية وعاجلة تمهد للانتقال الى العملية السياسية النهائية بالنسبة لمستقبل الحكم في العراق.



وركز جلالته على اهمية الدور الانساني الذي ينبغي الاطلاع به في العراق مشيرا جلالته الى ما بذله الاردن في هذا الاطار حين انشأ المستشفيات الميدانية لمواجهة الازمة الصحية الهائلة التي يعانيها هذا البلد.



واستبعد امكان ارسال قوات اردنية الى العراق لكن جلالته رجح استقدام ضباط وجنود عراقيين للتدريب في الاردن او ارسال بعض فرق التدريب الاردنية الصغيرة الى هناك للمساعدة في اعادة تشكيل وتنظيم القوات العراقية.



وفي معرض رده على سؤال حول وجود اتصالات مع الحركة الملكية في العراق اعرب جلالته عن اعتقاده بانه مهما كانت حقيقة المستقبل السياسي للعراقيين فانه يتعين على من يعيشون داخل العراق ان يقرروا افضل وسيلة لحكم انفسهم.



وحيال الموضوع الفلسطيني اعرب جلالته عن تفاؤله بالمستقبل بعد ان تم مؤخرا اطلاق خارطة الطريق في قمة العقبة مشيرا الى ان اجتماع اللجنة الرباعية (اليوم) في البحر الميت سيشكل خطوة حول كيفية مراقبة ودفع خارطة الطريق قدما.



ودعا جلالته الى عدم اتاحة الفرصة للمتطرفين للفوز في مساعيهم لتدمير السلام قائلا ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين والاسرائيليين يريدون العيش في امن ويأملون بمستقبل افضل لهم ولاولادهم.



واستعرض جلالته الجهود التي بذلها الاردن في الدعوة لاقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء كما ورد في نص الاعلان الامريكي ومساهمته الاساسية في وضع خارطة الطريق.



وفي رده على سؤال عن مسيرة التنمية الاقتصادية في الاردن في اعقاب الحرب على العراق قال جلالته "اذا ما رجعنا الى الوضع الذي كان قائما قبل اربع سنوات والذي تحملت فيه مسؤولياتي وقارنا الوضع بما نحن عليه اليوم فقد حققنا انجازات كبيرة على صعيد الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وبالطبع فان الحرب شكلت ضغوطا على الاقتصاد الاردني وكذلك على اقتصاديات باقي دول المنطقة."



واعرب عن الثقة بان تعود معدلات النمو الطبيعية ويحدث تحسن في مناخ في الاستثمار في الاردن "فهناك مؤشرات ايجابية على ذلك لعام 2004."



وسألت القناة جلالته عن آماله ومخاوفه فاجاب "كلي ثقة وامل في الطريقة التي سيتعامل بها الاردن مع المستقبل فنحن سعيدون لعودة الحياة البرلمانية وستكون لدينا مؤسسات قوية وفاعلة يمكنها مواجهة العقبات التي تعترضنا. واعتقد اننا سنواجه كل شئ عندما يتعلق الامر بالاردن."



اما المخاوف تابع جلالته "فهي ليست على مستقبل الاردن فالمخاوف بالنسبة لنا كاردنيين على مستقبل العراقيين والفلسطينيين." مؤكدا ان الاردن سيبذل كل ما بوسعه لضمان ان يحظى العراقيون بمستقبل مشرق وكذلك الامر بالنسبة للفلسطينيين.



وشدد جلالته الذي اكد ان الاردن يسير في الاتجاه الصحيح على اهمية المشاركة والتعاون لبلوغ الاهداف العامة مضيفا القول "انا واثق جدا باننا سنكون في مركز التمييز لكن عندما تقوم بذلك فلن ينجح الامر اذا كنت منفردا لذا فان التزامنا واملنا ان نكون مستعدين لمساعدة اصداقائنا في العراق وفلسطين."