جلالتا الملك والملكة يزوران اليابان خلال الشهر الحالي

15 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

يقوم جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ بزيارة رسمية إلى اليابان في العشرين من الشهر الجاري يلتقيان خلالها جلالة الإمبراطور اكيهيتو وجلالة الإمبراطورة ميتشيكو، كما يتصدر جدول أعمال جلالته عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين اليابانيين وقادة مجتمع رجال الأعمال والاقتصاد.

ويجري جلالته، خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، مباحثات مع رئيس الوزراء شينزو ابى ووزير الخارجية تارو اسو تتناول علاقات التعاون بين البلدين وأفاق تطويرها، بالإضافة لبحث التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.

وسيتصدر المباحثات بين جلالته والمسؤولين اليابانيين سبل التعاون بين عمان وطوكيو لتحريك العملية السلمية وإعادة الأمن والاستقرار للعراق، بالإضافة لتناول الوضع في بؤر التوتر في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال مصدر مسؤول في الديوان الملكي الهاشمي، أن زيارة جلالة الملك لليابان تأتي ومنطقة الشرق الأوسط تشهد تطورات متسارعة، مما يتطلب تعاون أكبر بين الأردن ومختلف عواصم القرار العالمي السياسي والاقتصادي لتكثيف الجهود الدولية لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وتجنب تفاقم الأوضاع.

يشار إلى أن اليابان، التي تتمتع بعلاقات صداقة تاريخية مع الأردن، تتميز بجهودها النشطة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ووصولا لإقامة دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية، بالإضافة لدورها الفاعل في المساعي الدولية لإعادة الأمن والاستقرار للعراق من خلال مساهمتها في جهود إعادة الاعمار والمشاركة في تقديم الخدمات الإنسانية التي يحتاجها الشعب العراقي في هذا الوقت.

كما تعمل اليابان على دعم عدد كبير من المشاريع التنموية ذات الأثر الإيجابي على شعوب منطقة الشرق الأوسط.

ويلقى جلالته خلال الزيارة خطابا في المعهد الياباني للشؤون الدولية أمام جمهور كبير من الفعاليات السياسية والاقتصادية وقادة الفكر في اليابان يتناول فيه العلاقات الأردنية - اليابانية المتميزة، بالإضافة لأهم التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والعالم.

يذكر أن المعهد يعد من أبرز المؤسسات الأكاديمية المستقله المرتبطة بوزارة الخارجية في اليابان حيث يعتبر المصدر الرسمي لتوضيح السياسة الخارجية اليابانية ومنتدى للمناقشات العامة.

وسيحظى الجانب الاقتصادي خلال الزيارة باهتمام خاص لدى جلالة الملك حيث يلتقي جلالته مجتمع رجال الأعمال في اليابان لإطلاعهم على المزايا التي يتمتع بها المناخ الاستثماري في الأردن والتطورات التي شهدها الاقتصاد الأردني خلال السنوات القليلة الماضية.

وفي هذا الصدد، من المقرر أن يلتقي جلالته بقادة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، جايكا، بالإضافة لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية، جيترو، وبنك اليابان الدولي.

وتعد جايكا التي أنشئت عام 1974 لمد جسور التعاون بين الشعب الياباني والدول النامية، بالإضافة لجيترو، التي تعمل على ترويج التجارة والاستثمار الياباني في الخارج، من أهم المؤسسات اليابانية التي ترتبط مع الأردن بجملة من برامج التعاون الثنائية.

يشار أيضا إلى أن بنك اليابان الدولي الذي يعمل على تمويل النشاطات الاقتصادية اليابانية عبر البحار من المؤسسات العالمية الرائدة في التعاون مع الأردن.

ويتضمن برنامج جلالته لهذا العام أيضا بحث سبل التعاون بين الأردن وإتحاد الأعمال الياباني، الذي تأسس عام 2002 بهدف تطوير وتسريع نمو الاقتصاد الياباني.

وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال المصدر أن الأردن بموقعه وجهوده الكبيرة في المنطقة على مختلف الصعد يعد شريكا هاما لليابان، مضيفا أن المملكة تحرص في نفس الوقت على الاستفادة من الخبرة الاقتصادية اليابانية المتميزة على مستوى العالم.

وقال المصدر أن الجهود الأردنية في تحقيق الاستقرار المالي والنقدي وزيادة جاذبية الاستثمارات الأجنبية ستكون أيضا في صلب المباحثات التي ستجرى ما بين المسؤولين الأردنيين ونظرائهم اليابانيين، خصوصا وأن اليابان تعد من أبرز الدول التي تقدم مساعدات فنية ومالية للأردن والتي تشمل تحسين الخدمات للمواطنين من مياه وتعليم وصحة وغيرها من القطاعات.

يذكر أن الميزان التجاري بين اليابان والأردن يميل لصالح الأولى حيث استورد الأردن ما قيمته حوالي 296 مليون دولار في العام الماضي من اليابان مقابل صادرات يابانية للمملكة بقيمة 26.2 مليون دولار. وفيما تمثل الفوسفات والأملاح والألمنيوم ابرز الصادرات الأردنية لليابان، تشكل السيارات وقطعها والآلات أهم الواردات اليابانية للمملكة.

كما يشار إلى أن حجم الديون المترتبة على الأردن لليابان تبلغ نحو 1.5 مليار دولار وتشكل ما نسبته 21 بالمئة من مجمل الديون الأجنبية على المملكة.