جلالة الملك يعود الى ارض الوطن بعد زيارة ناجحة الى واشنطن

عمان
08 أيار/مايو 2004

عاد جلالة الملك عبد الله الثاني الى ارض الوطن بتوفيق الله ورعايته اليوم بعد زيارة عمل الى الولايات المتحدة عقد خلالها لقاء قمة مع الرئيس الامريكي جورج بوش وحصل جلالته على التزام من الرئيس الامريكي يؤكد على ان حل القضية الفلسطينية لا بد ان يكون من خلال قرارات الشرعية الدولية.



وجرى لجلالة الملك استقبال رسمي في المطار حيث كان في استقبال جلالته جلالة الملكة رانيا العبدالله وعدد من اصحاب السمو الامراء ورئيس الوزراء بالوكالة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ورئيسا مجلسي الاعيان والنواب ورئيس المجلس القضائي ومستشارو جلالة الملك والوزراء وامين عمان وامين عام الديوان الملكي الهاشمي ورئيس هيئة الاركان ومديرا الامن العام والدفاع المدني وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.



وقد اثمرت مباحثات جلالة الملك مع الرئيس بوش في اعطاء دفعة قوية لعملية السلام واعادتها الى مسارها الصحيح حيث اكد الزعيمان ان قضايا الحل النهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يجب الاتفاق عليها من قبل الاطراف المعنية وصولا الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار تعيش بامن وسلام الى جانب دولة اسرائيل.



وحرص جلالته على التاكيد للادارة الامريكية ان اي تسوية شاملة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يجب ان تأتي وفق اتفاقية شاملة ودائمة للوضع النهائي مبنية على اسس مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام وقرارات الامم المتحدة 242 و 338 و 1397 ومبادرة السلام العربية.



وحذر جلالته من ان اخفاقنا في تحقيق ذلك سيؤدي الى طروحات اخرى قد تهدد مصالح الاردن والمنطقة ولهذا السبب يصر الاردن على خيار الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية.



ونجح جلالة الملك في اقناع الرئيس بوش بفتح قنوات التحاور مع السلطة الوطنية الفلسطينية حيث اعلن الرئيس الامريكي انه سيبعث رسالة الى رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع يشرح فيها وجهة نظره بدقة حول مستقبل عملية السلام.



واكد جلالته ان الانسحاب الاحادي الجانب من غزة والضفة الغربية يجب ان يكون جزءا من خارطة الطريق وان الحل السلمي الذي يدعو اليه الاردن مبني على اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية.



كما حصل جلالته على تطمينات من الرئيس بوش بان قضايا الوضع النهائي يجب ان تتفق عليها الاطراف المعنية ويتم التعامل معها بحيادية.



ونجحت الدبلوماسية الاردنية في الحصول على رسالة خطية من الرئيس الامريكي تؤكد بشكل واضح وقاطع التزامه برؤيته في تحقيق سلام دائم في المنطقة من خلال دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن.



كما اخذت العلاقات الثنائية حيزا واسعا في مباحثات جلالته مع الرئيس بوش الذي اكد دعمه لجهود جلالة الملك ورؤيته لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي في الاردن وذلك من خلال برامج المساعدة الثنائية ومن خلال دعم قوي في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للاصلاحات في الاردن .



ولفت جلالة الملك الى تبني الاردن خطة شاملة للاصلاح في مجال الحاكمية والحريات السياسية وحقوق المرأة والاصلاح القضائي وتطوير التعليم وتحرير الاقتصاد حيث اعتبر الرئيس بوش في هذا السياق الاردن بقيادة جلالة الملك قوة محركة للاصلاح والتغيير في الشرق والاوسط .



كما اكد ان العلاقات الاقتصادية بين الاردن والولايات المتحدة هي في اقوى حالاتها وان بلاده ستواصل دعم العلاقات والروابط الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار وخلق فرص العمل.



وحظيت استضافة الاردن لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي خلال الشهر الحالي باهتمام الادارة الامريكية اذ اكد الرئيس بوش ان عقد هذه الاجتماعات في الاردن يعد حدثا مهما في تمهيد الطريق نحو انفتاح اكبر ومزيد من الانفتاح والحرية مؤكدا ان الاردن والولايات المتحدة يشتركان في رؤية شرق اوسط حر ومستقر ينعم بالرفاه.



وجاء الاعتذار العلني للرئيس الامريكي امام جلالة الملك عبد الله الثاني عن الممارسات والاعمال المشينة التي ارتكبها الجنود الامريكيون بحق السجناء العراقيين منسجما مع شجب وادانة الاردن لهذه الممارسات ومطالبته بالاسراع في نقل السيادة الى الشعب العراقي وتمكينه من بناء مؤسساته واقامة مجتمع حر وديمقراطي وهو ما اكده الرئيس بوش خلال لقائه بجلالة الملك.



وتطرق جلالته الى جهود الاردن في مكافحة الارهاب مؤكدا الوقوف الى جانب المجتمع الدولي في محاربة هذه الافة ومنع الارهابيين من تحقيق اجنداتهم السياسية.



وكانت العلاقات الاردنية الامريكية وتطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية محور المباحثات التي اجراها جلالة الملك خلال الزيارة مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ومستشارة الامن القومي كوندليزا رايس ووزير الخارجية الامريكي كولن باول حيث طالب جلالته بضرورة دعم الحكومة الفلسطينية لتمكينها من بناء مؤسساتها وتوفير الامن في الاراضي الفلسطينية.



كما اطلع باول جلالة الملك على نتائج اجتماعات اللجنة الرباعية التي عقدت في نيويورك الثلاثاء الماضي والتي اشارت الى ان قضايا الحل النهائي يتعين ان يتم التفاوض عليها من قبل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.



بالاضافة الى ذلك فقد التقى جلالته رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسن والعديد من الفعاليات الاقتصادية في الولايات المتحدة .



ورافق جلالة الملك في زيارته الى الولايات وفد رسمي ضم رئيس الوزراء فيصل الفايز ومستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك عقل بلتاجي ووزراء الخارجية الدكتور مروان المعشر والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور فواز الزعبي والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله.