جلالة الملك يطلع على تجربة عين جالوت في التعليم الالكتروني

عمان
19 شباط/فبراير 2004

عبر جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم عن اعتزازه الكبير خلال زيارته اليوم مدرسة عين جالوت الثانوية الشاملة للبنات بتجربتها التي تظهر المستوى التعليمي المميز الذي وصلت اليه المدارس الاردنية في مجال ايصال التعليم النوعي للجميع وادخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الى النظام التعليمي في كافة ارجاء المملكة.



وتعد مدرسة عين جالوت الحكومية التي تضم 660 طالبة في سبعة تخصصات اكاديمية ومهنية واحدة من مائة مدرسة استكشافية تم اختيارها لتجريب التكنولوجيا الجديدة في التعليم الالكتروني والتعرف على مواطن قوتها وضعفها قبل ان يتم تعميمها على كافة المدارس الحكومية في المملكة البالع عددها 3200 مدرسة.



وقد تم ربط 2017 مدرسة حكومية حتى الان على الشبكة الداخلية لوزارة التربية والتعليم "الانترانت" اضافة الى بعض مدارس الثقافة العسكرية.



واحتل الاردن بحسب ما جاءت به نتائج دراسة اعدتها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" المرتبة الثامنة عشرة من بين 94 دولة في مجال ايصال التعليم للجميع.



كما احتل المرتبة الاولى بين الدول العربية في الدراسة التي اعتمدت على اربعة معايير تتعلق بنسبة الالتحاق بالمدارس وقدرة الحكومة على توفير البنى التحتية اللازمة للتعليم من مدارس ومعلمين ومدى التزام الدولة على جميع مستوياتها بالاهتمام بالتعليم مدى الابداع الذي يقاس بنوعية التعليم التي تخرج طلابا يمتلكون المهارات الحياتية اللازمة.



وقالت مديرة المدرسة مقبولة العساف انها بدات تتلمس ملامح التغيير لدى الطالبات بعد ادخال هذه التكنولوجيا الجديدة في التعليم التي تعتمد على منظومة التعلم الالكتروني.



واشارت الى ان الطالبات اصبحن ذوات كفاءة عالية في التعامل مع الحاسوب واعداد المشروعات المختلفة ببرامج حاسوبية متعددة مضيفة ان هذا التطوير في مضمون التعليم حفز الطالبات على الابداع.



وقدمت الطالبة هدى حامد حبيبة عرضا عن مدرستها اعدتها بالاشتراك مع زميلتها سوزانا حداد شرحت فيه عن مرافق المدرسة واهدافها وهيئتها التدريسية ونشاطاتها التي تشمل مجلس الطلبة الذي يعلم الطالبات على مبادئ المشاركة والديموقراطية والحوار. وافاد العرض ان المدرسة تطبق مشروعين يتعلقان بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تم تدريب المعلمات والاداريات والطالبات عليهما.



وزاد تطبيق المشروع الاول "استخدام منظومة التعلم الالكتروني في تعلم الفيزياء" من التحصيل الدراسي للطالبات مقارنة مع نظام التعليم التقليدي. ويعتمد على وسائط متنوعة بالصوت والصورة والمحتوى ويستطيع الطالب ان يجري تجاربه بنفسه.



اما المشروع الثاني فتمثل اعتماد المدرسة احدى مراكز التدريب في اكاديمية "سيسكو" التي يستمر تطبيق البرنامج التدريبي فيها سنتين.



وتمنح هذه الاكاديمية التي تطبق مشروعا لتعزيز فرص المرأة في مجال تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي للمراة "اليونيفيم" ووزارة التربية والتعليم شهادة في علم شبكات الحاسوب.



واشارت العساف الى ان تطبيق برنامج الفيزياء المحوسب الذي حل كليا محل الحصة التقليدية علم الطالبات احترام الوقت وتعلم كيفية استثماره الاستثمار الامثل مثلما ان عدة طالبات ممن تدربن على شهادة سيسكو تلقين عروض عمل في مجال صيانة شبكات الكمبيوتر لم يتمكن الطالبات من قبولها كونهن لم يتممن الدراسة الثانوية بعد.



كما قدمت الطالبة راية عبدالله المصري عرضا عن جلالة الملك عبدالله اعدته مع زميلتها سحر زعتر استغلت فيه الموقع الالكتروني لجلالته. وعرضت راية من الصف الاول الثانوي العلمي للافكار والمشروعات الرائدة التي طرحها جلالته لوضع الاردن في موقع متقدم على خريطة الابداع التكنولوجي العالمي.



اما الطالبة تالا الحموري من فرع المعلوماتية فقد قدمت عرضا اعدته مع زميلتها وداد الزعبي عن اهم المعالم السياحية الاردنية مثل العقبة والبحر الميت ووادي رم والبتراء.



وقد حازت هذه العروض على اعجاب جلالته حيث طلب من المسؤولين المرافقين له وهم وزير التربية والتعليم ووزير التخطيط والتعاون الدولي الاستفادة من خبرات هؤلاء الطالبات ورعايتها مشيرا جلالته الى امكانية استغلال العرض الخاص بالسياحة في الترويج للاردن والمستوى التقني الذي وصل اليه أبناؤه.



واكد جلالته خلال حديثه للصحفية البريطانية ليز دوسيت التي رافقت جلالته في الجولة ان ما رأته في عين جالوت ليس امرا فريدا من نوعه في الاردن. فالمدرسة جزء من مائة مدرسة استكشافية سيتم تعميم تجربتها على جميع المدارس الحكومية في المملكة.



كما ان 88 بالمائة من طلاب المدارس الحكومية مربوطون على شبكتي الانترانت والانترنت من خلال مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات.



واكد جلالته على ان هدفه هو جسر الفجوة الرقمية ليس بين الاردن والعالم المتقدم فقط بل بين المدينة والريف داخل الاردن ايضا ليتم بذلك تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين ابناء الشعب الاردني مهما كانوا بعيدين عن العاصمة.



واشار جلالته الى ان الاردن يستثمر في التعليم مبالغ طائلة رغم شح الموارد المالية لان الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الاردن وهو الامر الذي بدأ يؤتي اكله في المستوى المتقدم الذي اظهرته دراسة اليونسكو الاخيرة عن التعليم في العالم.



وقد شاهد جلالته عرضا عن الربط الالكتروني بين مدرستي عين جالوت في الشميساني والاميرة عالية في اللويبدة تم خلاله تبادل الاراء والمعلومات بين المعلمات والطالبات.



وكانت مدرسة عين جالوت اجرت خلال مؤتمر التعليم الالكتروني في الاردن في شهر ايلول الماضي ربطا مع مدرسة في البحرين ومدرسة في نيوجيرسي الامريكية.



ويعد برنامج الفيزياء المحوسب على منظومة التعلم الالكتروني احد انجازات شركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا التي قال رئيس مديريها وليد تحبسم ان الشراكة مع وزارة التربية والتعليم شراكة استراتيجية هدفها بدعم من جلالة الملك عبدالله بناء تجربة قابلة للتصدير الامر الذي يرفد الاقتصاد الاردني.



واعرب تحبسم عن امله في تشغيل المنظومة في خمس دول عربية واوروبية اضافة الى التوسع في السوق الامريكية وهو ما يفتح فرصا كبيرة للاردنيين العاملين في هذا المجال. وقال انه تم اختيار ثلاث مدارس خاصة لربطها مع مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات لتستطيع استخدام منظومة التعلم الالكتروني وهي مدارس اليوبيل واكاديمية عمان والدر المنثور. واوضح انه تم تدريب معلمي المدارس الاستكشافية وادارييها على هذه المنظومة اضافة الى الطلاب مشيرا الى سهولة تشغيلها وامكانية استخدامها لتطوير الكادر ليصبح جاهزا للمرحلة المقبلة من التعلم الالكتروني.



واكدت مديرة مدرسة عين جالوت ان هذه المشروعات الالكترونية هدفها احداث التحول النوعي في دور الطالب وكفاءة المعلمين واستراتيجيات التعلم والتعليم.