جلالة الملك يبحث مع سينغ العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة

01 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

أجرى جلالة الملك عبد ﷲ الثاني بعد ظهر اليوم في نيودلهي مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ تناولت سبل تطوير وتقوية أواصر التعاون بين الجانبين الهندي والأردني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأعرب جلالته عن أمله في ان تبني هذه الزيارة اسس العلاقات لعقود طويلة قادمة.

وفي الجانب الاقتصادي أكد جلالته لسينغ ان الهند تشكل مثالا للدول النامية ويستطيع الاردن ان يتعلم من تجربتها في عدة مجالات تهم المملكة مثل تطوير تقنيات الطاقة البديلة المستدامة قليلة التكلفة وتحقيق المساواة في مجال الوصول الى المعلومات والموارد، اضافة الى تحسين مستوى السكك الحديدية في الاردن التي تخدم الشركة الاردنية الهندية للكيماويات وتعزيز التعاون في قطاع الادوية.

وأكد جلالة الملك ورئيس الوزراء سينغ على أهمية تحقيق السلام بصورة عاجلة في الشرق الاوسط، وخاصة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، حيث اتفق الجانبان على أن الصراع في فلسطين هو جوهر النزاع في المنطقة وان السلام والاستقرار لن يتحققا حتى يتم التوصل الى تسوية عادلة من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.

وأشار الجانبان الى اهمية استثمار الهند لعلاقاتها الايجابية المتوازنة مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للعمل على دعم جهود احياء العملية السلمية.

كما بحث الجانبان الوضع في العراق حيث أشار جلالة الملك عبدﷲ الثاني الى الجهود التي يبذلها الاردن لدعم وحدة وأمن واستقرار هذا البلد.

وشهد جلالته ورئيس الوزراء الهندي عقب مباحثاتهما توقيع أربع اتفاقيات بين الحكومتين الأردنية والهندية تزيد من متانة التعاون بين الجانبين في مجال الاستثمار والسياحة والثقافة والزراعة.

ووقع وزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة ووزير الزراعة وشؤون المستهلكين الهندي شاراد باوار مذكرة تفاهم في قطاع الزراعة يعمل بموجبها الطرفان على تشجيع وتطوير تعاونٍ بينهما في مجالات السياسات والاقتصاديات الزراعية ووقاية النباتات، خصوصاً الإدارة المتكاملة للآفات، والبحوث العلمية ونقل التكنولوجيا؛ ومشاريع البحوث المشتركة في حقول البستنة.

كما وقع الوزير الخزاعلة ووزير المالية الهندي بي شيدامبارام اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات تهدف الى خلق ظروف مواتية لقيام تعاون اقتصادي أكبر بين الدولتين وتحفيز المبادرات الاستثمارية للقطاع الخاص مما يزيد الازدهار في البلدين.

وفي المجال الثقافي وقع الوزير الخزاعلة نيابة عن الحكومة الاردنية ووزيرة السياحة والثقافة الهندية امبيكا سوني برنامج التبادل الثقافي بين الحكومتين الذي يستمر مدة ثلاث سنوات، واتفاقية للتعاون في المجال السياحي يتفق فيها الطرفان على العمل على تسهيل الإجراءات المتبعة للمواطنين المسافرين بقصد السياحة لكلا البلدين.

أما برنامج التبادل الثقافي الذي يشمل السنوات من 2007 الى 2009 فيتضمن التعاون في المجالات الثقافية والعلمية والفنية بين البلدين وتنظيم المعارض الفنية والعلمية والتقنية وفهم التراث الثقافي والعلمي في كلا البلدين.

كما يشمل البرنامج التعاون في مجال الاذاعة والتلفزيون والشباب والرياضة.

وكان قد جرى لجلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ استقبال رسمي في باحة القصر الجمهوري في نيودلهي.

فلدى وصولهما الى بوابة القصر، رافق موكب جلالتيهما ثلة من الخيالة من حرس الرئاسة الهندية الى الساحة الامامية للقصر حيث استقبلهما الرئيس الهندي افول باكير عبدالكلام ورئيس الوزراء مانموهان سينغ.

وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لجلالته وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني الهندي. وعقب انتهاء جلالته من تفقد حرس الشرف صافح كبار المسؤولين ورجالات الدولة الهندية وعميد السلك الدبلوماسي في نيودلهي.

ثم قام جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ بزيارة الى النصب التذكاري للمهاتما غاندي (الروح العظيمة)، رمز تحرر الهند من الاحتلال البريطاني اعتمادا على العصيان المدني حيث وضعا اكليلين من الزهور على الضريح ووقعا على كتاب الزوار واستمعا الى شرح عن اقوال المهاتما غاندي المحفورة على النصب والتي تعبر عن عمق الالتزام الاجتماعي للمهاتما.