الزاوية الإعلامية
اختتم جلالة الملك عبدﷲ الثاني مساء اليوم في سانتياغو مباحثاته الرسمية التي اجراها مع رئيسة تشيلي ميشيل باشيليت وكبار المسؤولين التشيليين خلال زيارة الدولة التي استمرت ثلاثة ايام وتناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون الثنائي.
واكد الزعيمان في بيان مشترك صدر قبيل مغادرة جلالته وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ الى الارجنتين عزمهما توسيع دائرة الحوار السياسي وتطوير التعاون الثنائي في حقول التجارة والاقتصاد والاستثمار والسياحة والثقافة والعلوم وغيرها، مشيرين الى اهمية تطوير الروابط بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين واهمية اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لزيادة حجم التبادل التجاري وفتح قنوات جديدة للتعاون الاقتصادي.
وغادر برفقة جلالتيهما سمو الامير حمزة بن الحسين وسمو الاميرة نور حمزة والوفد المرافق.
كما عبر الزعيمان عن عزمهما انشاء هيئة مشتركة لتعزيز التعاون المشترك على ان يتم تقرير طريقة انشائها بالقنوات الدبلوماسية.
وعلى صعيد الاوضاع في المنطقة اكد الزعيمان اهمية السعي لحل النزاعات معبرين عن دعمهما لحل سلمي وعادل ودائم للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس قرارات الامم المتحدة وغيرها من قرارات الشرعية الدولية التي تدعو لحل الدولتين اللتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن.
كما تطرق البيان المشترك الى الوضع في العراق حيث عبر جلالة الملك ورئيسة تشيلي عن دعمهما للجهود الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار والديموقراطية.
ودان الزعيمان الارهاب بكافة اشكاله ومظاهره باعتباره تهديدا للسلام والاستقرار والتنمية، مؤكدين رفضهما للربط بين الارهاب واي شعب او دين او ثقافة بعينها.
كما اكد الزعيمان في هذا الخصوص اهمية القضاء على المفاهيم المغلوطة والنمطية حول الشعوب من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والاديان، حيث اشار جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في البيان الى ان رسالة عمان تهدف الى بيان حقيقة الاسلام في التسامح والانسانية ورفض التطرف باعتباره انحرافا عن جوهر الدين.
وكان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اكد في كلمة القاها في مأدبة العشاء التي أقامتها رئيسة تشيلي ميشيل باشيليت على شرفه وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ والوفد المرافق ان تفعيل التعاون بين دول الجنوب يفتح افاقا جديدة للانجاز الاقتصادي ويسهم في تحقيق اهداف العملية التنموية في توفير الحياة الافضل للمواطنين.
واشار جلالته الى تشابه التجربتين في تشيلي والاردن لناحية مواجهة التحديات الاقتصادية واحترام قيم الانفتاح والوسطية والاعتدال بما يسمح باتخاذ خطوات عملية لبناء شراكة اقتصادية وتعاون اقتصادي وثقافي بين البلدين.
واوضح جلالته للمدعوين بينهم الوفد المرافق لجلالته والوفد الاقتصادي الاردني اضافة الى كبار المسؤولين التشيليين وممثلين عن مؤسسات اقتصادية تشيلية ، التجربة الاردنية لتحقيق الحاكمية الرشيدة وتعزيز حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين وزيادة النمو الاقتصادي الذي يولّد الفرص لجيل الشباب ويحقق التنمية التي تغير حياة الناس نحو الافضل من حيث التعليم والرعاية الصحية وغيرهما.
وأكد جلالته ان الاردن يتابع مسيرة الإصلاح ويراهن على مستقبل يعم فيه السلام والاعتدال.
وشدد جلالته على ضرورة دعم الجهود السلمية التي تستهدف ايجاد تسوية على اساس حل الدولتين يحقق العدالة للفلسطينيين في دولة فلسطينية قابلة للحياة، مستقلة وذات سيادة، محذرا من ان عدم حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على الاسس التي تضمن حق الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة يشكل تهديداً مركزياً للمنطقة والعالم.
وعبرت رئيسة تشيلي في كلمة ترحيبية بجلالته والوفد المرافق عن تقديرها لرسالة عمان التي بينت القيم الاسلامية الحقيقية في التسامح والاعتدال والوسطية في وجه التشويه والتطرف.
وثمنت موقف الاردن الداعم للفلسطينيين والمتمسك بالسلام الذي يضمن حقوقهم في الدولة المستقلة ويحترم حق اسرائيل في الامن.
وقالت: "لطالما سعى الاردن نحو السلام والاستقرار الاقليمي حتى ولو كان على حساب تحقيق مصالحه".
واكدت باشيليت ان التشيليين من اصول عربية اغنوا التنوع الثقافي والعرقي في بلادها وساهموا في النشاط الاقتصادي والثقافي للبلاد.
وفي خطاب لجلالته في مبنى الكونغرس الوطني وسط سانتياغو ظهر اليوم حضره عدد من النواب والسفراء والاكاديميين ورجال الدين وكبار ضباط الجيش والطلاب وتم بثه بشكل مباشر الى الكليات الانسانية في جامعات تشيلية ان التقلبّات الاقتصادية الحادة التي تعصف بالعالم حاليا تحمل امكانيات هائلة للبلدان النامية لتحقيق الاهداف التي تشترك فيها.
وحدد جلالته هذه الاهداف بانها "استبدال الفجوة الهائلة في الثروة في العالم باقتصاد عالمي يفوز بنتائجه الجميع، لتحرير شعوبنا من الفقر وصعوبة العيش، ولتأمين بلادنا من الأخطار، سواء أكانت أخطار الإرهاب أو الأمراض أو الكوارث البيئية."
واضاف جلالته ان الأولوية القصوى له هي توفير الفرص لجيل الشباب، "وهي فرص يستحقونها كي ينجزوا ويزدهروا ويعيشوا حياة تحقق آمالهم وطموحاتهم".
وزاد: "الأولوية الأولى بالنسبة لي هي إشراك ودعم جيل الشباب في الأردن - وهو أكبر جيل شاب في التاريخ. وهم يشبهون إلى حدٍ كبير أقرانهم هنا في تشيلي وفي أرجاء العالم فهم يتمتعون بدرجة عالية من الوعي... وهم مرتبطون بما حولهم... ولهم توجهاتهم نحو المستقبل... وهم كذلك يتطلعون للمشاركة فيما يحمله العالم من وعد. والجميع - من شباب أردني وتشيلي - يحتاجون منا إلى أن نمد لهم يد المساعدة لتحقيق النجاح".
واشاد جلالته بدور تشيلي في قيادة عهد جديد من التعاون للتصدي للتحديات، مؤكدا ان الاردن يسعى لأن يكون شريكاً لتشيلي في الحاضر والمستقبل. "فبلدانا ومنطقتانا تشتركان في روابط تجارية حيوية هامة، وفي علاقات دبلوماسية، وفي تبادلات ثقافية، وفي الكثير غيرها".
كما اشاد جلالته بدور الجالية العربية في تشيلي التي شكلت جزءاً رئيسياً هاماً من تاريخ ذلك البلد ومسيرة نموه، معربا عن فخره بأن المواطنين من أصول أردنية أسهموا في تقدّم هذا البلد العظيم.
ولفت جلالته الى الاسهامات الهامة للجالية الفلسطينية في تطور مجتمع تشيلي.
وقال جلالته ان الكثير من التشيليين يشتركون في الموروث الروحي للديانات السماوية التي انبثقت في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا انه توجد اليوم مواقع تاريخية مقدّسة في الأردن، تحظى باحترام وتقدير المسيحيين والمسلمين معاً.
وأكد جلالته ان الشعب الاردني، مثله مثل الشعب التشيلي، يتطلع إلى عالم يعمّه السلام، وان الاردن يعتز بأنه موطن رسالة عمّان بما تحمله من دعوة الإسلام إلى التسامح والاعتدال واحترام كرامة الإنسان على امتداد العالم.
وشدد جلالته ان الاردن وتشيلي كبلدين ناميين، لا يسعيان إلى مستقبل إيجابي فقط، بل إلى دور جديد أيضاً في تشكيل المستقبل للعالم بأسره.
واعاد جلالته التأكيد على اهمية التصّدي لتحدّيات الأمن والسلام العالميين، والذي يشكل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جوهره ومحوره الاساسي، محذرا من ان المنطقة لن تتمكن من بلوغ أقصى طاقاتها وإمكاناتها حتى يحلّ السلام، وتتحقق العدالة بحيث لا يترك المجال واسعا امام قوى التطرّف لتؤجج نار أجندتها القائمة على الصراع.
واعرب جلالته عن امله بان تكون هذه الزيارة بداية لحوار طويل مثمر بين الشعبين الأردني والتشيلي، "فالشعبان يتمتعان بالموهبة والمعرفة والشجاعة".
على صعيد اخر، سلم راؤول اكاينو عمدة سانتياغو جلالة الملك عبد ﷲ الثاني مفتاح المدينة وسط احتفال تشيلي فولكلوري في مبنى البلدية.
واعلنت البلدية جلالة الملك (ضيفا مبجلا ) وهو اعلى لقب تمنحه المدينة لزوارها .
كما سلم اكاينو جلالة الملكة رانيا العبد ﷲ شهادة الدبلوم التي تمنح لضيوف المدينة المميزين.
وقبيل مغادرته تشيلي، التقى جلالته بافراد من الجالية العربية في تشيلي في حفل استقبال نظمته السفارة الاردنية في سانتياغو.
وحضر الحفل وفد شبابي اصطحبه جلالته معه في الزيارة .
ورافق جلالته في الزيارة سمو الامير حمزة بن الحسين وسمو الاميرة نور حمزة ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية صلاح الدين البشير ووزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي.