جلالة الملك وجلالة الملكة يزوران الهند يوم غد

29 تشرين الثاني 2006
عمان ، الأردن

يبدأ جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ غدا الخميس زيارة دولة هي الاولى الى الهند يلتقي خلالها الرئيس الهندي أفول باكير زين العابدين عبد الكلام ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ.

ويلقي جلالته خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام خطابا رئيسيا في المجلس الهندي للشؤون الدولية بحضور نحو 400 شخصية من كبار رجال الدولة في الهند وممثلي القيادات السياسية والفكرية والإعلامية.

كما يلتقي جلالة الملك عددا من كبار القيادات المسلمة في الهند، التي تعد ثاني دولة في العالم من حيث عدد المسلمين الذين يبلغ تعدادهم نحو 140 مليون نسمة، بالإضافة للقاء ممثلين عن مختلف القطاعات التجارية والصناعية الهندية.

ويعقد جلالته مباحثات مع الرئيس الهندي ورئيس الوزراء مانموهان سينغ تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، بالإضافة إلى بحث آخر التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

كما يلتقي جلالته خلال الزيارة وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي وزعيم المعارضة في الهند لال كريشنا أدفاني وزعيمة التحالف التقدمي المتحد سونيا غاندي.

وسيشهد جلالته كذلك حفل التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياحة والاقتصادية والثقافية.

يشار إلى أن جلالة الملك وجلالة الملكة سيقومان أيضا بزيارة نصب غاندي التذكاري الذي يعد واحدا من أهم المعالم التي تحظى بأهمية خاصة لدى الشعب الهندي.

وقال السفير الهندي في عمان دياكارا راتاكوندا في تصريح لوكالة الانباء الاردنية أن القيادة السياسية في الهند تنظر باهتمام الى هذه الزيارة التي ستحدد مسار العلاقات بين البلدين للسنوات والعقود المقبلة، وتعطيها زخما كبيرا خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية، مشيرا في هذا الخصوص الى ان الاردن والهند طالما عوّلا الكثير على هذه العلاقات التي يعود تاريخها الى عامين فقط من استقلال الأردن وعام من استقلال الهند، تلاها عام 1950 اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين.

وأضاف أن هذه الزيارة تشكل فرصة للقيادة الهندية لتبادل وجهات النظر مع جلالته حول مختلف قضايا الشرق الأوسط ومناقشة آفاق التعاون الثنائي.

وأضاف السفير الهندي أن التكامل الاقتصادي بين البلدين هو أحد القضايا الهامة المطروحة على أجندة جلالته في الهند وذلك لاقامة ائتلافات جديدة مفيدة للجانبين في مجال الاسمدة والنقل المرتبط بها من حيث تحديث السكك الحديدية التي تنقل هذه الاسمدة من المناجم الى ميناء العقبة فحاجة الهند تتزايد للبوتاس والفوسفات الاردني اللذين يعدان من الأسمدة المهمة للزراعة.

وأشار الى وجود جانب آخر مهم سيتم التركيز عليه في العلاقات الاقتصادية لامتلاكه امكانية نجاح كبيرة وهو قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يمتلك كل من الأردن والهند فيه موارد بشرية مميزة وبنية تحتية جيدة.

وسيوقع وزير الصناعة والتجارة مع نظيره الهندي اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين، وقال راتاكوندا أن مؤسسة تشجيع الاستثمار في الأردن سترسل وفدا إلى الهند لمقابلة المستثمرين الهنود ومناقشة مشاريع الاستثمار في الأردن.

يذكر أن حجم التجارة بين الأردن والهند زاد بنسبة 25 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي. حيث بلغت الصادرات الاردنية 194 مليون دينار والواردات الهندية 97 مليون دينار خلال الفترة نفسها. ويستورد الاردن من الهند اللحوم والشاي والقهوة والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية والحديد، في حين يصدر لها الفوسفات والاسمدة.

يشار الى وجود مصنع هندي يعمل في مجال استخراج الفوسفات منذ عقدين في مناجم الشيدية قرب معان يذهب انتاجه بالكامل الى السوق الهندية.

وقال راتاكوندا ان الاردن هو أكبر مصدر للفوسفات والبوتاس الى الهند، كما تعتبر الهند أكبر سوق للاردن في هذا المجال.

وأوضح ان الهند تريد أن تستفيد من المواد الخام وقوة العمل الاردنية لانتاج أسمدة الفوسفات تذهب الى السوق الهندي باستثمارات هندية.

وأشار الى وجود 22 مصنعا هنديا للأنسجة في المناطق الصناعية المؤهلة في اربد والتجمعات والضليل تستفيد من اتفاقية التجارة الحرة الأردنية - الأمريكية لدخول السوق الأمريكية.

وحول الموقف الهندي من قضايا الشرق الأوسط أكد السفير الهندي أن بلاده تدعم خارطة الطريق والحل الشامل الذي تتبناه هذه الخارطة، مؤكدا رفض الهند للحلول والمعالجات الجزئية.

وأعرب عن اهتمام بلاده بلعب دور في اعادة اعمار العراق، معربا عن أمله في أن تعمل جميع الاطراف العراقية على انهاء العنف وتحقيق السلام والاستقرار ليتسنى لعملية اعادة الاعمار ان تبدأ.

وكانت اللجنة الاردنية الهندية المشتركة قد اجتمعت في نيودلهي في شهر آب الماضي للمرة الاولى منذ عشرة سنوات، وهو ما يعتبره السفير الهندي تطورا مهما رغم ازدهار الاستثمارات والتجارة بين البلدين في العقد الاخير.

واشار الى أن الامين العام لوزارة الاسمدة الهندية قام في شهر حزيران الماضي بزيارة الى الاردن لاستكشاف امكانية اقامة استثمارات هندية جدية في مجال الاسمدة في الاردن.

ومن الجانب الأردني قام وفد من جمعية رجال الأعمال الاردنيين بزيارة الى الهند في شهر شباط الماضي.

كما قامت عدة وفود هندية في مجالات الادوية والمواد الخام والاسمدة والبلاستيك والمواد الكهربائية بزيارة الاردن لاستكشاف افاق التعاون والاستثمار.

من جانبه قال السفير الأردني في نيودلهي محمد علي الظاهر ل"بترا" ان جلالته سيبحث مع المسؤولين الهنود التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط في قضيتي العراق وفلسطين والعالم.

واضاف أن جلالة الملك سيطلع الرئيس ورئيس الوزراء والمسؤولين الهنود على الجهود التي يبذلها الأردن لإعادة الأمن والاستقرار للعراق وكسر الجمود في العملية السلمية في الشرق الأوسط ومنها اللقاءات التي جمعت جلالة الملك أمس مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الفلسطيني في عمان.