جلالة الملك عبدﷲ الثاني يلتقي رؤساء تحرير خمس صحف يوميه

18 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن حرصه منصب في هذه المرحلة على الحد من مشكلتي الفقر والبطالة ورفع مستوى معيشة المواطنيين، فيما بين جلالته أن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تؤكد اليوم الحاجة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز الأمن والاستقرار واحلال السلام.

جاء ذلك خلال لقاء جلالته رؤساء تحرير صحف الرأي والدستور والغد والعرب اليوم والجوردن تايمز تناول خلاله عددا من القضايا المحلية والإقليمية.

ففي الشأن المحلي، قال جلالته أن الإهتمام بدعم الطبقة الوسطى والشريحة المتدنية الدخل وتعزيز قدراتها في مختلف المجالات هو من ضمن الأولويات التي "أسعى شخصيا" لتحقيقها وصولا إلى بناء مجتمع قوي قادر على المساهمة الفاعلة في تعزيز قدرات ومكتسابات الوطن.

وقال جلالته أن هذا الأمر لن يتأتي إلا من خلال مكافحة الفقر والبطالة بطرق يلمس المواطنون أثارها وتؤدي إلى تحسين ظروفهم المعيشية، مؤكدا مسؤولية الحكومة ومجلس النواب والقطاع الخاص في مساندة جهود جلالته في هذا المجال.

وشدد جلالته على أن الإهتمام بجذب الإستثمار وتهيئة البنية اللازمة لذلك يعد عاملا هاما في تحقيق هذه الأهداف، مشيرا في هذا الصدد إلى الدور الكبير الذي تلعبه إستثمارات الأشقاء في دول الخليج العربي في تعزيز الاقتصاد الأردني ودفع عجلة التنمية الوطنية.

وبين جلالته أن علاقات الأردن بدول الخليج العربي هي اليوم أفضل من أي وقت مضى مما يسهم في جذب عدد أكبر من الاستثمارات الخليجية للمملكة، مبينا أنه وجه الحكومة مؤخرا لتذليل كافة العقبات التي تعيق بناء مناخ إستثماري شامل يأخذ في عين الإعتبار إحتياجات المستثمرين ويضمن إنعكاس الأثار الإيجابية للإستثمار على المواطنيين في مختلف مناطقهم.

وقال جلالته أن مشروع منطقة المفرق التنموية هو البداية لما نطمح أن يكون نموذجا سيتم تطبيقه في عدد من المحافظات، مبينا أن هناك توجها لإقامة منطقتين مماثلتين في شمال وجنوب المملكة.

وحول الوضع في الأراضي الفلسطينية، عبر جلالته عن قلقه حيال التوتر الحاصل بين القوى الفلسطينية هناك، مشددا على ضرورة أن يمارس الجميع أعلى درجات المسؤولية والعقلانية في التعامل مع التطورات وان تكون مصلحة الشعب الفلسطيني هي المعيار والأساس في إتخاذ المواقف والقرارات.

كما حذر جلالته من السماح بحدوث إنقسامات داخل المجتمع الفلسطيني أو اللجوء للشارع لحل الخلافات السياسية، مبينا أن هذا الأمر قد يفتح المجال للتدخلات الخارجية ويؤدي إلى إضعاف الجبهة الداخلية وتهديد الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وقال جلالته أن على الفلسطينيين التوافق خلال المرحلة المقبلة وتحديد أهدافهم لكي يتمكن المجتمع الدولي ومن قبله العالم العربي والإسلامي من مساعدتهم، مؤكدا جلالته أن السنة القادمة ستكون حاسمة في تاريخ ومستقبل القضية الفلسطينية.

وأضاف جلالته أن الهم الفلسطيني في هذه المرحلة يجب أن يتوجه نحو تحقيق هدف واحد وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة من خلال الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مشيرا إلى أهمية دعم المجتمع الدولي للفلسطينيين والإسرائيليين لإستئناف المفاوضات والوصول إلى نتائج ملموسة على الأرض في أسرع وقت.

وفي هذا الصدد، دعا جلالته إسرائيل لتحديد موقفها من مسألة إقامة الدولة الفلسطينية، مبينا أن الجميع بمن فيهم الشعب الإسرائيلي سيدفع الثمن إذا لم تقم دولة فلسطينية تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال.

وقال جلالته أن التطورات التي شهدتها المنطقة هذا العام وإرتفاع وتيرة العنف تثبت للجميع أن هناك ضرورة ملحة للمضي قدما بعملية السلام، بإعتبارها الحل الوحيد الذي يجنب شعوب المنطقة المزيد من المعاناة.

وأوضح جلالته ان الأردن سيجرى إتصالات مع الجانب الإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة للإتصالات الدورية التي يجريها مع الفلسطينيين لتشجيع الطرفين على إتخاذ إجراءات تعزز من أجواء الثقة بينهما وتسهم في تحريك العملية السلمية، مبينا أن الأردن منفتح لسماع كافة الأفكار من الجانبين ومساعدتهما على الإنتقال من مرحلة الأقوال إلى الأفعال.

وقال جلالته أن هناك عدد كبير من الدول العربية تدعم الأردن في الجهود التي يقوم بها لإحياء عملية السلام المتعثرة منذ أمد بعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضاف جلالته أن الموضوع الفلسطيني - الإسرائيلي والسبل الأنجع لإستئناف المفاوضات بين الجانبين كان الأساس في المباحثات التي عقدها جلالته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤخرا في عمان، مشيرا إلى أن الأردن أوضح للإدارة الأمريكية أن حل القضية الفلسطينية سيسهم لدرجة كبيرة في حل العديد من المشاكل ومجابهة التحديات التي تواجه المنطقة.

وفيما يتعلق بالعراق، أشار جلالته إلى الموقف الأردني الداعم للجهود الرامية لإعادة الأمن والاستقرار وحماية وحدة وسيادة العراق.

وأعرب جلالته عن ترحيب الأردن بالخطوات التي أعلنتها حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخرا لتكون العملية السياسية في العراق عملية تشاركية تشمل جميع فئات الشعب العراقي.

كما حث جلالته كافة القيادات العراقية إلى المشاركة في جهود المصالحة والوفاق الوطني التي تجري حاليا خدمة لحاضر ومستقبل العراق.

وردا على سؤال حول تطورات الأوضاع في لبنان، حذر جلالته من تصعيد الموقف بين القوى السياسية هناك وتأثير ذلك على وحدة الشعب اللبناني، مؤكدا أن الحوار بين جميع الفئات اللبنانية هو الأساس لضمان وحدة لبنان.

ودعا جلالته اللبنانيين لتفويت الفرصة على من يعمل على تأجيج الوضع في لبنان خدمة لمصالح لا تخدم الشعب اللبناني، مبينا في هذا الصدد دعم الأردن للجهود التي تقوم بها الجامعة العربية لإيجاد مخرج للوضع المتأزم في لبنان.