جلالة الملك عبدالله الثاني يفتتح في برلين معرض وجوه من الشرق

عمان
07 تشرين الأول/أكتوبر 2004

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله بحضور الرئيس الالماني هورست كوهلر والسيدة عقيلته في برلين مساء اليوم معرض"وجوه من الشرق" الذي يعرض للشواهد الحضارية على تاريخ الفن والثقافة الانسانية التي تمتد لعشرة الاف سنة على الارض الاردنية.



ويشتمل المعرض على 700 قطعة اثرية تشتمل على تماثيل وشظايا فخارية توثق للمراحل التاريخية الرئيسة بدءا من تماثيل عين غزال في الالف السابع قبل الميلاد مرورا بجداريات تليلات الغسول من الالف الخامس قبل الميلاد والكتابات العربية القديمة على الحجارة واثار الانباط والرومان والبيزنطيين وانتهاء بالرسومات الجدارية في القصور الاموية في الصحراء الاردنية في القرن الثامن الميلادي.



وقالت وزيرة السياحة والاثار الدكتورة علياء بوران ان معرض وجوه من الشرق يعكس الاهتمام الرسمي والشعبي عند اصدقائنا الالمان بالانسان الشرقي واسهاماته المستمرة في دعم الحضارة البشرية وقدرتها على التواصل مع ثقافات الشعوب المختلفة.



واضافت ان الوزارة تعمل منذ حوالي ثلاث سنوات للاعداد لهذا المعرض بالتعاون الوثيق بين مؤسسة الموروث الحضاري والبروسي والمتاحف الحكومية ببرلين ودائرة الاثار العامة الاردنية من اجل اقامة اكبر معرض اردني للاثار داخل اوروبا.



واشارت الى ان المعرض يحتوي قطعا اثرية تمثل حقبا تاريخية مختلفة من حضارة الانسان في الاردن التي اسهم العلماء الالمان بالكشف عنها منذ القرن التاسع عشر وبخاصة المستشرق الالماني اليوس موزل المعروف بالمجتمع الاردني باسم "موسى الرويلي" والمستشرق آن ليتمن ودوموفيسكي الذين قدموا اسهانات كبيرة في الكشف عن آثارنا في البتراء وبسطة
والبالوع وتل زرعه.



وقالت الدكتورة بوران ان المشروعات الالمانية للكشف عن الاثار الاردنية بلغت 80 مشروعا للتنقيب والترميم ولم تقتصر على هذا الجانب حيث اهتمت الحكومة الالمانية بمدينة ام قيس وطروت متحف التراث الاردني بجامعة اليرموك ودربت عددا من العاملين في حقل الاثار اضافة الى منح دراسية للمتميزين في مجال الاثار لتمكينهم من الحصول على شهادات عمية في تخصصات دقيقة في علم الاثار.



وبينت ان هذا المعرض يتزامن مع افتتاح المعرض الخاص عن سكة حديد بغداد والحجاز والذي يعتبر اسهاما مهما لفكرة تلاقي الحضارات وفتح باب الحوار بين الغرب والشرق.



واكدت الدكتورة بوران ان المنتج السياحي الاردني اصبح مقصدا للسائح الالماني حيث شهد هذا العام ارتفاعا في اعداد السياح الالمان بنسبة 57 بالمئة حتى نهاية ايلول الماضي مما يبين مدى اهتمام السائح الالماني بالسياحة في الاردن والتي تشمل السياحة الثقافية والطبيعية والعلاجية.



وقالت اننا نتخذ المانيا بوابة للدخول الى اوروبا لتسهم في زيادة التواصل في جميع الاوجه بين الغرب والشرق.



وقال مدير عام المتاحف الحكومية البرفسور بيتر كلاوس شوستر انه شرف كبير ان تشهد برلين افتتاح معرض يمثل وجه الشرق لعشرة الاف سنة ويعرض وجه الناس في الشرق الذي شهد بدء الحضارة الغربية.



واضاف ان اقامة المعرض في برلين يظهر اعجابنا بالاردن ويعرف الشعب الالماني بقيم التسامح الديني والثقافي التي يعيشها الاردن مشيرا الى ان هذا المعرض الذي تشهده اليوم جزيرة المتاحف في برلين يعتبر اكبر تجمع لتراث ثقافي على مستوى العالم وشهد اهتماما كبيرا وترك اثرا واضحا في مشاعر زواره.



واشار الى ان المعرض الذي تلقى الدعم من مؤسسة اليانصيب الالمانية سيصل الى كافة انحاء المانيا وسيسهم في زيادة النشاط السياحي الالماني في الاردن من خلال التعريف باهم المنتجات السياحية فيه.



وقالت مديرة متحف الشرق الادنى الحكومي في برلين الدكتورة بيآتي سالي ان الشرق والغرب يلتقيان في هذا المعرض مؤكدة انه امتداد ثقافي بين الشرق والغرب خاصة وانه يتزامن مع اقامة معرض الكتاب الدولي الذي يشارك به العالم العربي.



واضافت ان المعرض يبين مدى جمالية الاردن عبر الحقب التاريخية التي تمثلها الاثار المكتشفة في كافة مدنه والتي تعرض لاحدى عشرة الف سنة من تاريخ البشرية تبدا من منطقة عين غزال.



واعربت الدكتورة سالي عن شكرها لدائرة الاثار العامة الاردنية والعاملين في متحف الشرق الادنى على الفرصة التي وفروها من خلال المعرض للاطلاع على الكنوز التي تزخر بها الارض الاردنية.



وحضر افتتاح المعرض الذي شاركت فيه موسيقات القوات المسلحة عدد من المسؤولين في البلدين اضافة الى جمع كبير من المواطنين الالمان.



ومثل المعرض فرصة للاوروبيين للالتقاء بالحضارات العالمية القديمة من خلال التراث الاردني الغني والمتعدد الوجوه خاصة وان الاردن يقع في قلب الشرق الاوسط الذي يعتبر من اقدم المراكز الحضارية ومنطلقا لجذور الثقافة الغربية.



ويعتبر المعرض الذي يقام في جزيرة المتاحف في برلين التي وضعتها اليونسكو على لائحة التراث الثقافي الانساني الاكبر من نوعه حيث يظهر الموروث الثقافي الاردني الغني بعرضه قطعا اثرية من متاحف عمان واربد وجرش وام قيس ومادبا والكرك والعقبة والبتراء اضافة الى استعارة السلطات الالمانية لقطع اثرية اردنية موجودة في متاحف اوروبا مثل برلين واللوفر.



ويوفر المعرض للمواطنين الالمان فرصة للاطلاع على الثقافة الاردنية المتنوعة بين الفن والادب والمعالم التراثية من خلال ندوات ثقافية تقام على هامش المعرض.



ويستمر معرض وجوه من الشرق بعرض القطع الاثرية الاردنية لمدة ستة شهورفي مدينة برلين حيث سينتقل بعدها الى مدينة بون الالمانية ربيع العام القادم.