الملك يلتقي قيادات اقتصادية كورية

سيؤل
11 أيلول/سبتمبر 2015

التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، في العاصمة الكورية سيؤول، اليوم الجمعة، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركة سامسونغ جي يو لي، ورئيس شركة دايو العالمية يونغساغ كيم، ومسؤولي هيئات ومؤسسات اقتصادية كورية كبرى، في لقاءات منفصلة، جرى خلالها استعراض فرص زيادة الاستثمارات الكورية في الأردن، الذي يوفر مزايا اقتصادية واعدة وبيئة استثمارية جاذبة.

وأكد جلالة الملك، خلال اللقاءات، أن الأردن ماض في سياسة الانفتاح الاقتصادي على كبرى اقتصادات العالم، وإقامة شراكات حقيقية مع القطاع الخاص، والذي يعد شريكا استراتيجيا في عملية التنمية وتطوير الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص العمل.

وفي لقاء جلالة الملك مع نائب رئيس مجلس إدارة شركة سامسونغ جي يو لي، وعدد من كبار مسؤولي الشركة، أعرب جلالته عن تطلع الأردن لتوسيع حجم استثمارات الشركة في المملكة.

وأشار جلالة الملك إلى المكانة والسمعة العالمية التي نجحت شركة سامسونغ الكورية في تحقيقها في مختلف أرجاء العالم، مؤكدا حرص الأردن على تطوير العلاقات مع هذه الشركة العملاقة والاستفادة من خبراتها في مختلف المجالات.

من جانبهم، عبر مسؤولو شركة سامسونج عن تقديرهم للأردن لما يوفره من بيئة جاذبة للمستثمرين، والذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم يشكل قاعدة ومنصة اقتصادية للانطلاق نحو دول المنطقة والعالم.

وأعربوا عن الرغبة في زيادة إسهامات الشركة لتطوير قطاع الأبحاث الخاص بسامسونغ في الأردن، والتوسع أكثر في اعتماد المملكة كمركز لتصنيع منتجات الشركة، وسبل المساهمة بتقنيات الشركة في تطوير قطاع الحوسبة والمعلومات الخاص بقطاع الصحة في الأردن، ومساعدة المملكة لتطوير برامجها في التدريب المهني.

وتطرق اللقاء إلى الدور الذي تقوم به أكاديمية سامسونغ في الجامعة الأردنية لتدريب طلبة الجامعات بما يتواءم مع احتياجات سوق العمل.

وأكد مسؤولو الشركة أنهم عازمون على دراسة سبل تصنيع الأجهزة الإلكترونية في الأردن، ودعم قطاع تكنولوجيا المعلومات في المملكة، ومساعدة الحكومة في تنفيذ استراتيجيتها في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثلما أبدوا اهتمامهم بمشروع البحر الأحمر - البحر الميت.

كما التقى جلالة الملك رئيس شركة دايو الكورية يونغسانغ كيم، وعددا من ممثلي الشركة، والتي تعد من الشركات العالمية الرائدة في العديد من المجالات الصناعية، حيث جرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون المستقبلي، وسبل بناء شراكات مع المؤسسات الأردنية المعنية في القطاعين العام والخاص.

ولفت جلالته إلى أن الأردن ينتهج سياسة اقتصادية منفتحة على العالم، وأن المملكة توفر الفرص الاستثمارية الجاذبة، وتسعى لجذب الإستثمارات الخارجية لتسهم في تعزيز مكتسبات التنمية في مختلف مناطق المملكة، مبينا جلالته أن العديد من الشركات الكبرى حققت نجاحات كبيرة في الأردن واستفادت من المميزات الاستثمارية، كما أن العديد منها اتخذت المملكة مركزا تصديريا ومقرا إقليميا لأعمالها.

وأكد ممثلو الشركة اهتمامهم بتوسيع نشاطات شركتهم في الأردن، الذي يوفر مزايا متنوعة للاستثمار، ويزخر بالكفاءات البشرية المؤهلة والمدربة.

ولفتوا إلى أن الشركة مهتمة بمشروع البحر الأحمر- البحر الميت، وتطوير قطاع التدريب المهني في المملكة، ومشاريع تطوير ميناء العقبة.

وخلال لقاء جلالة الملك مسؤولي هيئات ومؤسسات اقتصادية كورية كبرى، على مأدبة غداء، استعرض جلالته الميزات والفرص الاستثمارية في الأردن، وأكد حرص المملكة على استقطاب كبرى الشركات للاستثمار في قطاعات حيوية كالطاقة والانشاءات والأدوية والإلكترونيات والنقل والسياحة ومشروعات البنى التحتية.

وشارك في اللقاء كل من نائب رئيس مجلس الإدارة للجمعية التجارية الدولية الكورية جنغوان كم، ونائب الرئيس التنفيذي لغرفة الصناعة والتجارة الكورية دونغجون لي، والأمين العام لاتحاد الصناعات الكورية شانهو بارك، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأعمال الكورية وونيك باهن، والمدير التنفيذي للاتحاد الكوري للأعمال الصغيرة والمتوسطة ينغمان كيم، والسفير الكوري في عمان تشوي هونغجي.

وبين جلالته، خلال اللقاء، أن الأردن يتطلع إلى كوريا كشريك استراتيجي في تنفيذ العديد من المشاريع، نظرا لما تمتلكه من تجارب وخبرات متطورة، استطاع من خلالها البلدان بناء شراكات وإبرام اتفاقيات حيوية، شكلت قاعدة متينة لمزيد من التعاون.

وأعرب جلالة الملك عن إعجاب الأردن بالتجربة الكورية التي تشكل قصة نجاح استثنائية فهي تحتل المرتبة 13 اقتصاديا على مستوى العالم، لافتا جلالته إلى أن الأردن يقدم فرصا استثمارية فريدة من نوعها لرجال الأعمال والمستثمرين الكوريين.

وبين جلالته أنه بالرغم من الظروف السياسية التي تعيشها المنطقة، والضغط الكبير الذي تسببه أزمة اللجوء السوري على موارد المملكة، الإ أن الأردن يتمتع ببيئة استثمارية جاذبة وآمنة ويمتلك فرصا واعدة في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الأردن يعد عاصمة لتكنولوجيا المعلومات والإبداع على مستوى المنطقة وهو محطة لانطلاق العديد من الشركات الناشئة.

وبين جلالة الملك أن عمان هي واحدة من أفضل عشرة أماكن لإنشاء شركات تكنولوجيا المعلومات، مثلما أن الأردن يحتل مركزا متقدما في المساهمة في المحتوى باللغة العربية على الانترنت، بنسة تصل إلى 75 بالمئة.

وأشار جلالة إلى أن النظام المصرفي الأردني هو واحد من أفضل الأنظمة على مستوى العالم، ويعمل وفق أفضل الممارسات والمعايير الدولية.

وتحدث جلالة الملك عن الفرص التي يوفرها قطاع التعدين في الأردن، والصناعات الدوائية التي تصل إلى أكثر من 60 دولة في العالم.

ولفت جلالته إلى إنجاز مشاريع حيوية من بينها ميناء الحاويات في العقبة ومطار الملكة علياء الدولي، والذي أصبح إلى جانب مطار العقبة بوابات للولوج إلى أسواق المنطقة والعالم.

وبين جلالته أن الأردن يعمل على تنويع مصادره من الطاقة، وأنه ماض في العمل على إنجاز وتطوير مشاريع بهذا الخصوص.

ولفت جلالته إلى أن المملكة تعوض مشكلة الطاقة لديها بالطاقة البشرية الأردنية القادرة والمدربة والمؤهلة والتي تمتلك مهارات التواصل مع العالم.

وأشار جلالته أن الأردن يتمتع باتفاقيات تجارة حرة مع العديد من دول العالم، ساهمت في الوصول إلى مليار مستهلك، مثلما أن المملكة تشكل بوابة ومقصدا للاستثمارات في المنطقة، خصوصا دول الخليج العربي.

وبين جلالته أن التحدي الأساسي في الأردن هو اقتصادي، لذلك فهو حريص على إيجاد شراكات متينة كالتي مع كوريا لتطوير العملية التنموية وإيجاد فرص للعمل.

من جهتهم، عبر ممثلو المؤسسات الكورية عن إعجابهم بتجربة الأردن في الانفتاح على كبرى التجمعات الاقتصادية في العالم، وحرصه على تهيئة البيئة المناسبة أمام المستثمرين.

وأبدوا اهتمامهم بالبحث في فرص ومجالات الاستثمار في الأردن، وفتح آفاق للتعاون مع القطاع الخاص الأردني لإقامة شراكات حقيقة تعود بالنفع على كلا البلدين.

وأشادوا بعمق العلاقات الأردنية الكورية التي تمتد منذ عام 1962، وهي ليست علاقات اقتصادية بل ثقافية أيضا، معبرين عن تقديرهم للقاء جلالة الملك الذي وفر الفرصة لهم للاطلاع أكثر على المجالات الاستثمارية التي يقدمها الأردن.

وبينوا أن الأردن يلعب دورا مهما ومقدرا في المنطقة للحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، مؤكدين حرصهم على البناء على لقاء اليوم وفتح آفاق جديدة للاستثمار المشترك.

وحضر اللقاءات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير التخطيط والتعاون الدولي، والسفير الأردني في سيؤول.