الملك والملكة يحضران اطلاق مبادرة كلينتون العالمية في نيويورك امس

عمان
16 أيلول/سبتمبر 2005

اطلق الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون في نيويورك امس الخميس بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله مبادرة كلنتون العالمية للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية. وتتمثل تلك التحديات وفقا للرئيس كلنتون في الفقر وتوظيف الدين لفض النزاعات وتحقيق المصالحة وتطبيق استراتيجيات للحد من التغيرات المناخية ودعم الحاكمية وتطوير نظم الحكم.



وحضر اطلاق المبادرة عدد من قادة العالم والمفكرين والعلماء ورجال الاعمال وابرز ممثلي المنظمات غير الحكومية. وناشد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الجلسة الافتاحية لاطلاق المبادرة التي شارك فيها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية لمساعدة الفلسطينيين واعطائهم الامل بمستقبل افضل.



وايد جلالته ما طرحه الرئيس كلنتون بضرورة اطلاق مبادرة لدعم قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه ,لافتا جلالته الى ان معاناة الشعب الفلسطيني كبيرة وهو يحتاج الى جهود حثيثة لاعادة بناء المرافق والمدارس وتطوير البنى التحتية. واشار جلالته الى المساعدات التي يقدمها الاردن للشعب الفلسطيني في مجال نقل برامج التعليم وتطوير نظم الخدمة المدنية، مشيرا الى ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للفلسطينيين في التخفيف من نسب البطالة والفقر في غزة بالسرعة الممكنة.



ودعا جلالة الملك القطاع الخاص الفلسطيني الى العمل مع القطاع الخاص الدولي في تنفيذ مشاريع البنية التحتية للمنشآت في مختلف المناطق الفلسطينية، وقال "الان ياتي دور رجال الاعمال الفلسطينيين من قطاع غزة وعليهم مسؤوليات لكنهم بحاجة الى من يساعدهم في ذلك." وحول مداخلة الرئيس كلنتون عن التجربة الاردنية في الاستفادة من التجارة في توفير فرص عمل وتحقيق النمو الاقتصادي اعتبر جلالة الملك ان اتفاقية التجارة الحرة التي ابرمها الاردن مع الولايات المتحدة كان لها اثر اجتماعي كبير وساهمت في رفع حجم الصادرات الاردنية الى امريكا الى حوالي مليار دولار.



واضاف جلالته ان الاتفاقية وفرت فرص عمل كثيرة في الاردن معظمها للنساء واذا ما تمكنت دول المنطقة من توقيع نفس الاتفاقية التي من شأنها المساهمة في توفير 100 مليون فرصة عمل يحتاجها العالم العربي خلال العقود القادمة فانها ستساعد في التغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجهه.



وحول خصوصية الاقتصاد الاردني وما يعانيه من تحديات ,اوضح جلالة الملك ان الاردن بلد قليل الموارد الطبيعية خاصة من النفط والغاز وفي ظل استمرار ارتفاع اسعار النفط فاننا ملزمون بالتفكير بشكل عاجل في كيفية توفير مصادر الطاقة وتقدير ما هي التكنولوجيا المناسبة لتوفير بدائل اخرى لها.



ورفض جلالة الملك محاولات ربط الدين الاسلامي بالعنف مؤكدا ان رسالة عمان التي اطلقها الاردن العام الماضي جاءت لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية لغالبية المسلمين ودعوتهم الى عدم التغاضي عن المتطرفين الذين يثيرون الرعب باسم الدين . وفي هذا السياق لفت جلالته الى ان المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان بداية شهر تموز الماضي شدد على اعتبار ان المتطرفين خارجون عن القانون فاذاهم يطال المسلمين انفسهم وفتاواهم تجيز قتل الانسان المسلم الذي لا يتفق مع افكارهم. ودعا جلالة الملك عبدالله الثاني الدول الغربية الى ادامة التواصل مع الجاليات الاسلامية فيها كي تشعر انها جزء من نسيج مجتمعاتها.



من جهته اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بليرعلى ضرورة العمل من اجل اعادة بناء المؤسسات في قطاع غزة، وقال ان على السياسيين ان يدعموا الحكومة في غزة لتحقيق النزاهة والامن وتوفير الخدمات. واكد بلير ان افضل شيء يمكن عمله للفلسطينيين هو ان نعطيهم الامل بان الانسحاب من غزة يشكل بداية لدولة فلسطينية مستقلة.



وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس اكدت بدورها على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لتوفير الدعم لتطوير مشاريع البنية التحتية في قطاع غزة وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين وتحقيق نجاحات اقتصادية جاذبة للاستثمارات وتوفير فرص العمل وتنشط المشاريع الصغيرة.



واشارت رايس الى نجاح النموذج الاردني في الانفتاح الاقتصادي وتحرير التجارة معتبرة ان شروط التجارة الحرة صعبة جدا وعلى الدول التعاون لتهيئة الظروف لحرية انتقال السلع وازالة الحواجز امام النمو الاقتصادي. وتهدف مبادرة كلنتون العالمية الى تعظيم الفوائد والتقليل من الاعباء الناتجة عن الاعتماد على الاخرين ، كما تسعى الى جعل العالم اكثر شراكة واقل عداوة واعطاء الشعوب الادوات التي يحتاجونها لبناء مستقبل افضل.



وتطمح المبادرة التي تزامنت مع اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الى حل المشاكل العالمية وبناء معايير فعالة وعملية يمكن تطبيقها وتبنيها من قبل القادة المشاركين في اعمالها وتوجيه تفكيرهم على التركيز لمجابهة اهم التحديات والمآزق العالمية ومناقشتها والتوصل الى طرح حلول عملية لها.